إعلان مدينتي: هل كشف حقيقة التفاوت الطبقي في مصر؟

مدينتي

http://www.madinaty.com/

تحول إعلان حول مجمع سكني في مصر إلى مادة نقاش دسمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

يدور الإعلان حول مجمع “مدينتي” الواقع شرقي القاهرة، إذ يظهر سكانه في الإعلان وهم يتحدثون عن طيب العيش فيه وجودة خدماته المتعددة التي تغنيهم عن الخروج منه وتحد تواصلهم مع باقي المناطق.

بدا الإعلان بسيطا للبعض، فهو كغيره من الإعلانات التي اعتاد المشاهد رؤيتها بعد انتهاء أي مشروع عقاري، رصدت له ميزانية كبيرة.

لكن آخرين اعتبروه دعاية ترسخ للطبقية في المجتمع، في وقت لا يستطيع فيه ثلث المصريين توفير احتياجاتهم الأساسية.

ويعد المجمع أول مدينة سكانية متكاملة الخدمات ينشئها القطاع الخاص في مصر.

وهذه ليست السنة الأولى التي يثير فيها إعلان لمدينتي جدلا واسعا.

فقد سبقه نقاش حول الشركات العقارية المسؤولة عن تنفيذ المشروع، التي تديرها شركات رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، والذي أُفرج عنه قبل انتهاء فترة محكوميته بتهمة قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم.

وجاء ذلك في إطار عفو رئاسي شمل أكثر من 500 سجين.

انفصال عن الواقع

وعلى تويتر، احتل وسم “مدينتي” مراكز متقدمة في لوائح المواضيع الأكثر تداولا لساعات متواصلة.

ولجأ رواد موقع فيسبوك إلى المشاهد الدرامية والمؤثرات الصوتية لتركيب رسوم ساخرة تحاكي “الهوة الموجودة بين طبقات الشعب المصري وتنقد محتوى الإعلان”.

https://www.facebook.com/263629920398785/posts/3173219909439757

https://www.facebook.com/1332365576906659/posts/3106402879422500/

المعترضون على الإعلان وصفوه بالمستفز والعنصري وطالبوا هيئة الإعلام ببث محتوى مفيد بدلا من الترويج لحياة المنتجعات.

ويقول مغردون إن المصري البسيط بات يشعر بنوع من الاغتراب أمام هذه الدعايات التي تروج إلى مدن الأحلام وتصور العالم خارج أسوار “الكومباوند” على أنه عالم غير صحي وغير آمن.

https://twitter.com/MostafaMElsaye2/status/1257092754762596354

ويشير آخرون إلى أن الهوة بين أبناء الشعب الواحد لم تعد مقتصرة على أسباب اقتصادية أو على الفقر، بل أصبحت تشمل نسبة كبيرة من الموظفين وسكان أحياء كانت تعد في السابق مناطق راقية كالمعادي.

https://www.facebook.com/Sayednafea74/posts/147990189876708

https://www.facebook.com/367200584075723/posts/710980219697756

ويرى كثيرون أن بناء المجمعات المغلقة “يدل على وجود خلل كبير في بنية المجتمع”، ويضيفون بأن “محاربة الفقر وإرساء الأمن لن يتحقق ببناء مشروعات تجميلية تستفيد منها مجموعة محدودة من الأثرياء”.

“انعكاس لتطور المجتمع”

في المقابل، استغرب مغردون الجدل القائم حول الدعاية قائلين إن هناك سوء فهم أو خطأ متعمدا في تفسير محتواه.

ونددوا بالتعليقات الساخرة التي طالت المشاركين في الإعلان ونعتهم بالعنصرية والتعالي.

كما واجه هؤلاء الانتقادات الموجهة للدعاية بأرقام وتقارير قالوا إنها تعكس حقيقة سكان مشروع مدينتي.

وأشاروا إلى أن معظم الذين ظهروا بالإعلان يسكنون في شقق مساحاتها 100متر مربع وهم من الطبقة المتوسطة والمغتربين الذين شقوا وتعبوا من أجل توفير مسكن في بلدهم الأم.

في حين تقول صحف مصرية إن “الإعلان موجة لطبقة بعينها، وأن هناك مغرضين يريدون تشويه إنجازات القطاع العقاري”.

https://twitter.com/eslamrashed91/status/1257192985902620675

وخلافا لمنتقدي فكرة بناء المجتمعات المغلقة، يرى المدافعون عنها أنها انعكاس طبيعي لتطور القاهرة الجديدة، ودليل على نجاح خطط الحكومة في تحسين العمران.

https://www.facebook.com/sameharayes/posts/10158806687762526

الحديث عن التفاوت الطبقي يطول، ولا يقتصر على بلد أو مجتمع بعينه، بل إن بعض خبراء علم الاجتماع يعتبرونها ظاهرة طبيعية وجدت على مر العصور.

لكن في الآونة الأخيرة بدأت تطرح تساؤلات حول مستقبل العقد الاجتماعي بين الناس، في ظل انتشار التجمعات السكانية المغلقة والمعزولة حول العالم.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.