عائض القرني “ينقلب” على أردوغان ومواقفه القديمة: “مراجعة فكرية أم أوامر عليا؟”
في تصريح جديد اعتبره كثيرون مؤشرا على ارتفاع التوتر بين أنقرة والرياض، انتقد الداعية السعودي البارز عائض القرني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأنصاره.
وجاءت تصريحات القرني موثقة في مقطع فيديو بث فيه لقطات من زيارة سابقة لأردوغان إلى إسرائيل.
وقال القرني في المقطع إنه كان “مخدوعا” بالرئيس التركي. كما هاجم المعتمرين الأتراك الذين رددوا شعارات مناصرة لفلسطين في الحرم المكي الأسبوع الماضي.
واتهم القرني أردوغان بـ “معاداة السعودية، وبيع القضايا الإسلامية، والتخلي عن السوريين والتدخل في ليبيا واليمن”.
وأردف الداعية السعودي مخاطبا أنصار الرئيس التركي: “أقول لعشاقه والمتغزلين به، أليست نوادي السكر والخمر عنده؟ أليست عقائد القبور والصوفية عنده؟”.
كما وصف “الحكم العثماني للمنطقة بأنه احتلال للعالم الإسلامي” قائلا إنهم “لم ينشروا علما ولا توحيدا ولا ثقافة ولا صناعة”.
طرحت تلك التصريحات تساؤلات عديدة حول أسبابها خاصة أن للداعية مواقف سابقة تثني على أردوغان وتصف الخلافة العثمانية بـ “الحصن للإسلام”.
لكن القرني تنصل منها معلنا براءته من ماضيه.
والآن: سقط القناع عن #أردوغان
#عائض_القرني
👇👇👇
pic.twitter.com/fixsOIf3Ve— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) February 21, 2020
“احتفاء بشجاعة القرني”
قوبلت تصريحات القرني وانتقاده لأردوغان بترحيب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.
فقد نوه مغردون كثر بجرأته في الاعتراف بأخطائه، حتى أن بعضهم طالبوا بإدراج كلامه في مناهج التدريس وترجمته إلى جميع اللغات. كما احتفت وسائل إعلام في المملكة بكلام الداعية واعتبرته “تعرية للنظام التركي”.
كل البشر خطاؤون الدكتور عائض القرني اخطأ وكان شجاع وهو يبادر بتراجعه عن تمجيد اردوغان الذي فتن الكثير في عالمنا العربي من خلال خطاباته وركوبه موجة الإسلام والدفاع عن المسلمين والقدس من اجل اهداف حزبية وقد شارك عائض القرني الكثير ممن خدعهم اردوغان ويجب أن نعطيه الفرصة للعودة
— 🇸🇦 DR.Mohamad ALHdla (@drmohamadalhdla) February 22, 2020
التائب من الذنب كمن لاذنب له..!#شكرا_عايض_القرني
فكلامك شهادة على تاريخ أسود كاد أن يُكتب بتعاون بعض أبناء جلدتنا _بسذاجة_ مع الأعداء لولا لطف الله سبحانه بنا ثم بدهاء وحنكة وفطنة وشجاعة ورؤية #ولي_العهد حفظه الله المستمدة من حزم وعزم #سلمان_الإنسان
والحمدلله أخيراً #سقط_القناع https://t.co/bpRlMzVE7g— صالح الشمراني (@shumrany) February 22, 2020
ما فعله الشيخ الدكتور عائض القرني هو ما يجب أن يقوم به كل علماء الأمة وخصوصا علماء #السعودية لما لهم من خصوصية .
تركيا تستغل التأثير "الديني" للإخوان حتى للترويج للبضائع والمنتجعات!
هم يستخدمون التأثير الديني في الباطل فلم لا نستخدمه نحن في الحق؟
— waddad mih (@wedadmih) February 22, 2020
تبديل مواقف
مقابل الترحيب، وصف مغردون آخرون القرني بـ “المتلون” وذكروا بمواقفه السابقة الداعمة لأردوغان ولحزبه.
وربطوا تصريحاته الأخيرة بخشيته من مصير رفاقه الدعاة الذين نالهم القمع والاعتقال، وسط أنباء عن قرب إعدام الكثير منهم، من بينهم رفيق القرني القديم، سلمان العودة.
وتعد حالة القرني، بحسب مغردين، مثالا آخر لنجاح النظام السعودي في احتواء المؤسسة الدينية.
https://twitter.com/AbDebby1/status/1231182331878281216
الشيخ عائض القرني مثال للعالِم الذي جعل الصواب بوصلته، ولديه شجاعة الصدح بالحق عندما تظهر الحقيقة ..
وهو اليوم يعري الخليفة المزعوم ويكشف أجندة أردوغان ضد الإسلام والمسلمين وتحالفه مع أعدائهم،
ويبين جرائم العثمانيين بحق العرب وتاريخهم الأسود— دلال السبر (@dalal_sa21) February 21, 2020
https://twitter.com/Ameeen_ta/status/1231349804757929987
“لعبة الدين والسلطة”
على الجانب الآخر، رفض فريق من المغردين ما يسمونها بـ “حرب الاصطفاف” بين المدافعين عن الحكومة السعودية من جهة و”أنصار أردوغان” من جهة أخرى.
ويرى أولئك المغردون أن ذلك “الاصطفاف يقوم في الدرجة الأولى على أساس الانتماء الأيديولوجي والسياسي”.
لم يقتنع كثيرون باعتذار الداعية عن أفكاره السابقة، إذ رأوا أنها “تتسق مع نسخة الإسلام المعتدل الذي يسعى ولي العهد محمد بن سلمان إلى تطبيقه في منطقة الشرق الأوسط، واستبدال الدين بالقومية كمصدر لشرعيته” حسب تفسيرهم.
فالمطلوب دفن أيقونة عائض القرني اللي كنتوا بتطبلوله زمان؟ مشكلة الإسلاميين إنهم أصابونا بمرض الاتباع الأعمى والأفورة وكأنهم عايشين في كتب كاتبها مدمني اختزال التاريخ في البطولات والصعبانيات. اكبر شوية يا د. @drassagheer وكلمنا عن تغيير مواقف @M_nasseraly اللي بيستضيفك أولى. https://t.co/ApRE7a2T01
— Wael Ghonim 🦅 (@Ghonim) February 23, 2020
https://twitter.com/ahd446688/status/1231175859744247808
عائض القرني انقلب على تاريخه فاعتذر عن فتاوى الإصلاح والجهاد وأفغانستان وصدام ودعم ثورات العرب وها هو يعتذر عن مدح رئيس #تركيا إردوغان
في تسجيله الأخير أراد أن يذم تركيا على انفتاحها ففجر فوقع في المحظور ونسي أن #السعودية في طريقها للإنفتاح
مسكين سيضطر للإعتذار وسيفتي للإنفتاح!
— خليل المقداد (@Kalmuqdad) February 22, 2020
ويضيف هؤلاء بأن ” توجهات السعودية الأخيرة لا تختلف عن سياسات أردوغان الذي يوظف، برأيهم، التاريخ والدين لصالح خططه المستقبلية نحو السلطة والنفوذ”.
ويدعو هؤلاء المغردون المؤسسات الدينية والفكرية في منطقة الشرق الأوسط إلى تنظيم نقاش بناء لمراجعة التراث الديني والتاريخي للمنطقة بعيدا عن أهواء الساسة كي تسفيد منه الأجيال القادمة.
وسبق أن اعتذر القرني عن “الأخطاء” التي بدرت منه خلال فترة نشاطه ضمن “تيار الصحوة”.
والصحوة هي حركة فكرية إسلامية نشأت في السعودية أواخر الثمانينات، ويعتبر كل من عائض القرني وسلمان العودة من أبرز رموزها.
وأكد في الوقت ذاته أنه “مع الإسلام المنفتح الذي نادى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
Comments are closed.