انا ورياض سلامة.. وأبي!.. بقلم ميشال الزبيدي

رياض سلامة
رياض سلامة المطلوب على اللائحة الحمراء (موقع الإنتربول)

لسنين خَلَت، لا بل لعقود.. كان ابي وككل أب يريد لأولاده بلوغ النجاح، التقدم، الثروة والصيت الحسن، فكان يختار شخصيات كمثال أعلى في النجاح، ملفتاً نظري إليها للتشبّه بها، علّني أبلغ ما يريد هو، وطبعاً ليس ما أردت أنا.
في أوائل شبابي ومحاولاتي خوض معارك الحياة، التي هُزمتُ فيها مرات كثيرة ونجحت بأخرى، كان لافتاً صعود الرئيس رفيق الحريري، الرجل العصامي الناجح، وطبعاً كان رياض سلامة واحد من فريقه المالي.
وفي أمسية غابرة كانت تجمع العائلة في المنزل على شاشة التلفاز، وطبعاً، كنا مع أبي نشاهد نشرة الأخبار، كما نفعل كل مساء منذ أن تفتحت عيوننا على الحياة، وبصدق أخبر انني أتذكر مشاهد من جنازة عبد الناصر على تلفزيون لبنان بالأبيض والأسود في غرفة الجلوس، حيث كانت تتوزع الكتب والجرائد والمجلات، على الكراسي والطاولات بطرق عشوائية، مرمّية مع وعد بالعودة الى صفحاتها قبل النوم، خصوصاً مجلة الحوادث وصحف النهار والعمل والأنوار، رحمهم الله، قبل ان تدفنهم التكنولوجيا بزنود ومراجل ال “آي فون” وال”اندرويد” وكل ما لذّ وطاب من مصانع الصين ووادي السيليكون.
المهم تلك الليلة طلب مني أبي أن أنظر الى حاكم مصرف لبنان.. ساكباً عليه صفات اختارها من معجم إقتصادي… قلت لأبي الذي حاول المقارنة بيني وبين سلامة وبين اهتماماتي واهتماماته: “أنا أفضل وأهم من رياض سلامة”.
هذه الجملة لم ينسها أبي وكان دائماً يتندّر بها، امام الأصحاب والأقارب، لم أدافع عن نفسي، وانتظرت الوقت، الذي اثبت أنني أهم وأفضل وأشرف من “ستين شخص” مثل رياض سلامة المليونير الذي حرم نفسه من طعم النوم ليلاً.. الممنوع من السفر، اما أنا فأسير على وجه البسيطة أينما أريد، أنظر الى الشمس وكأنها تشرق لي، شاكرا ربي على ثروتي: أولادي وصحتي واحبابي…
نعم يا أبي انا اليوم يمكن ان أثبت، انني أفضل وأهم وأغنى منهم.. بفضلك وبفضل تربيتك لي ولإخوتي.. رحمك الله ووعدي لك أن أربّي اولادي كما ربيتني على الإيمان، والعمل الذي يرضي الله ومحبة الناس.
ميشال يوسف الزبيدي

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.