بعبدا» ترفض اتهامها بالتحكم.. والحريري لإخراج البلد من التأزم
الملف الحكومي في غيبوبته، والاتصالات السياسية على انقطاعها، والكل بانتظار «غودو» الفرنسي ليحاول مجددا النفخ في رماد المنظومة السياسية اللبنانية الحاكمة عله يعثر على جمر الحلول المتعثرة.
ولا بأس بالرهان على الزيارة المنتظرة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمرة الثالثة الى لبنان، مع غياب المبادرات الذاتية المثمرة والدولية الواعدة، كما الرهان على زيارة يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا المتوقعة اليوم او غدا ليقدم تشكيلته الحكومية الملتزمة بمواصفات المبادرة الفرنسية، ولئن استمهله رئيس الجمهورية ميشال عون للجواب في اليوم التالي، ليأتي الجواب سلبيا.
وقد يكون في حساب الحريري اقتناع الرئيس ميشال عون بحتمية التضحية ضمانا لسلامة نهائيات ولايته، وقد اعتبرت قناة «الجديد» اتهامات «التيار» للرئيس المكلف تهربا من المسؤولية، وان رئيس التيار جبران باسيل يتناول الأمور بمقياس نظرية «أكون أو لا يكون الحريري» وعبر «تطبيق» الثلث المعطل، وتسمية الكتل للوزراء الذين يريدهم الحريري مستقلون ومن أهل الاختصاص،
الاعلام الرئاسي سارع الى الرد بتكذيب ما ذهبت اليه هذه القناة، وكان هناك رد على الرد، دون التوصل الى قاسم مشترك.
وردا على سعي الرئيس عون الى توسيع صلاحية حكومة تصريف الأعمال واستثمار المجلس الأعلى للدفاع في الاشتباك السياسي، عاد رؤساء الحكومات السابقون بالمقابل الى دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري الى تسريع تشكيل الحكومة وعدم التهاون امام مواقف رئيس الجمهورية.
هذه الهستيريا السياسية ستكون اليوم امام استحقاق رفع او تثبيت او ترشيد الدعم بالدولار «الرسمي» للسلع الأساسية، في اجتماع يعقده رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي كان يتهرب من مسؤولية مقاربة هذا الملف الشائك، لكن امام تعثر تشكيل حكومة سعد الحريري، اقتنع او جرى اقناعه بأن الاحتياط للبنك المركزي قارب على النفاد.
ويرجح، وفق المعطيات المتوافرة، اعتماد خيار «ترشيد الدعم»، اي خفض السلع المدعومة من 300 سلعة ضرورية الى 40 سلعة اساسية فقط، مع تقليص الدعم المتوافر لـ 1500 صنف من الدواء الى 250 صنفا فقط، علما ان وزير الصحة د.حمد حسن يرى ان الدواء كالرغيف يجب ان يبقى مدعوما، وطالب بتحييد القطاع الصحي.
النائب فؤاد مخزومي أمل ان تطول العقوبات الأميركية المنظومة الحاكمة المتورطة بالفساد، لأن العقوبات والتدقيق الجنائي يمكنان اللبنانيين من معرفة من سرقهم وابن من سرق وأخ من سرق.
البطريرك الماروني بشارة الراعي توجه في عظة الأحد من بكركي الى السياسيين اللبنانيين بالقول: ألا تشعرون بالخجل؟ وماذا تنتظرون؟ فيما رأى المطران الياس عودة ان زعماء لبنان حولوا الجميع الى محتاجين، مشيرا الى ان العالم فقد ثقته بالدولة بفضل فسادهم الذي جعلوه قانونا ومحاسبة تهربوا منها، فزهر الظلم ويبست العدالة.
في هذا السياق، طالبت كلودين ميشال عون قناة «ال بي سي» الاعتذار عما نسبته اليها من فساد في مقدمة نشرتها ليوم السبت وإلا اضطرت الى مراجعة القضاء.
وكلودين عون هي الابنة الكبرى لرئيس الجمهورية وعقيلة النائب شامل روكز المنشق عن تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه عديله باسيل، وقالت «هناك من حرض، ومن أقرب المقربين..».
وعشية الزيارة المرتقبة للرئيس ماكرون الى لبنان، سجل موقف اوروبي متقدم من لبنان عبر سلسلة مقترحات شاملة وعاجلة وآجلة للإنقاذ، وينتظر ان يصدر هذا الموقف عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم.
السفارة البريطانية في بيروت أصدرت بيانا توضيحيا لقرار إنهاء خدمات السفير كريس لامبلي في لبنان لأسباب عائلية، وقالت السفارة: ان السفير سيغادر لبنان في يناير المقبل وان عمل الحكومة البريطانية سيستمر لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة، وسيتم الإعلان عن خلف للسفير في وقت لاحق.
وعن قرار سحب عائلات الديبلوماسيين، أوضحت السفارة أنه «بسبب الظروف الصعبة، غادر بعض أفراد الأسرة المرافقين لموظفينا في السفارة لبنان منذ عدة أشهر. لكن هذا لا يغير التزام المملكة المتحدة دعم أمن لبنان واستقراره».
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.