«طلبوا موعداً من الحريري ولم يُجب.. المستقبل يصف «اللقاء التشاوري» بنواب «سرايا المقاومة

تركزت أحاديث كواليس عيد الاستقلال على انسحاب الرئيس المكلف سعد الحريري من صف الرؤساء مستقبلي التهاني، ليتجنب مصافحة السفير السوري علي عبدالكريم علي الذي استبق المناسبة بالقول في تصريح تلفزيوني انه حتى المختلفون معنا في لبنان يدركون انهم بحاجة للتنسيق مع سورية، وان الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل متحمسان للتعاون مع الحكومة السورية، وان هناك احزابا مثل حزب الله وتيار المردة والتيار الوطني الحر والحزب القومي السوري الاجتماعي وحركة امل تدعم سورية، لكن كل هذا «الحشد» لم يقلل من وقع رفض الرئيس المكلف سعد الحريري مصافحة السفير علي، رغم ان هذا الموقف ليس الاول من نوعه، وكانت هناك سابقة السنة الماضية، وقد حاول الوزير باسيل التخفيف من وطأة انسحاب رئيس الحكومة بالحلول محله بغطاء المشاركة في استقبال الديبلوماسيين، الا ان ردود الفعل لم تكن بحجم المرتجى، أولا لأنه لأول مرة يقف وزير الخارجية في صف الرؤساء الثلاثة بمثل هذا المقام، وان بصورة ظرفية قصيرة، وثانيا لأن حبر مذكرة باسيل المطالبة بوضع لوحة رخامية تؤرخ لانسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 ابريل 2005 الى جانب لوحات جلاء جيوش الاحتلال الاخرى التي مرت على لبنان منذ عهد الفراعنة لأربعة آلاف سنة قبل الميلاد، لم يجف.
واللافت ان الرئيس الحريري صافح أعضاء «اللقاء التشاوري السني» بحسب العنوان الجديد الذي أعطي لسنة 8 آذار بصورة طبيعية انما بلا كلام ولا حتى ابتسام، لكنه رفض ان يقول للصحافيين: هل سيحدد لهم موعدا اذا طلبوا، مكتفيا بالقول: الموضوع مش عندي، ما يعني انه عند حزب الله.
النائب عاصم عراجي عضو كتلة المستقبل قال ردا على سؤال ان الرئيس المكلف لا ينكر وجود هؤلاء النواب انما ينكر ان يكونوا مستقلين، باعتبار ان كلا منهم عضو في كتلة اخرى، وبسؤاله عن الحل، قال: الحل بسيط، ليسلم حزب الله اسماء وزرائه الثلاثة ويا دار ما دخلك شر.
النائب عبدالرحيم مراد (عضو اللقاء التشاوري السني المستقل) رد على تساؤل الحريري: مستقلون عمن؟ بالقول: القصة ليست قصة مستقلين، قصة نحن نمثل 28% من الناخبين السنة ولنا الحق في ان نتمثل. واضاف: اتصلت بمكتب الرئيس الحريري يوم الخميس مرتين وطلبت موعدا باسم اللقاء، ووعدوني بالاجابة ولتاريخه أنتظر، نحن ستة نواب، فليسمنا، وعليه ان يستقبلنا.
هنا تقول مصادر مواكبة لـ «الأنباء» إن وسطاء يحاولون إقناع الحريري باستقبال النواب الستة مقابل تنازلهم عن توزير أحدهم، والاستعاضة بصديق مقبول من كل الأطراف، لكن لا يبدو مثل هذا المخرج سالكا، نظرا لقناعة الحريري بأن الجهة الداعمة لهؤلاء تريد منهم ان يستقبلهم لتكريس اعترافه بهم ككتلة نيابية سنية ممالئة للاتجاه الآخر.
ويصف تلفزيون «المستقبل» هؤلاء بنواب «سرايا المقاومة» التي تضم عناصر مسلحة تابعة للحزب تعتمد على ابناء الطوائف الأخرى.
وضمن اهداف الاصرار على المقابلة، كسر حصرية تمثيل المستقبل لأهل السنة، كما سبق القول، علما ان المصادر نفت هذا المنطق، منطق الحصرية، مع وجود كتلة الرئيس نجيب ميقاتي الذي شارك في تهنئة الرؤساء بالاستقلال في بعبدا خلافا لما ذكر خطأ عن غيابه.
وثمة عامل آخر يعرقل تشكيل الحكومة ترده الأوساط، ان خشية القوى النافذة من تكوين «الثلث الوزاري المعطل» بتصرف الرئيس ميشال عون بعد «النقزات» المتتالية التي سببها عون وباسيل لحزب الله وحلفائه في مرحلة التفاوض الحكومي، اضافة الى مضي الرئاسة في القمة العربية الاقتصادية المقررة في بيروت يوم 20 ديسمبر المقبل من دون دعوة الرئيس السوري تبعا لما قررته جامعة الدول العربية المعنية بالمؤتمر.
رئيس الحكومة السابق تمام سلام وصف كتلة اللقاء التشاوري بـ «المصطنعة من اجل عرقلة تشكيل الحكومة».
وقال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان النواب السنة المستقلين «أثبتوا انهم غير مستقلين، وانه جيء بهم ليشكلوا فريقا معاديا لأهل السنة وبهدف ضرب السنة بالسنة»، ودعا هؤلاء النواب الى التراجع.
أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» د.فادي كرم رأى بدوره ان ثمة من يحاول حشر الرئيس الحريري ودفعه للاعتذار، لكن ذلك سينعكس عليهم، لأنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه، ورأى ان الاستقرار في لبنان دخل في المواجهة بين ايران والولايات المتحدة.
والراهن ان الحالة الاقتصادية هي اكثر ما يثير القلق جراء غياب الحكومة الفاعلة الى جانب الأوضاع في جنوب لبنان، وأمل مصدر نيابي لـ «الأنباء» المحافظة على هذا «الستاتيكو» بحده الادنى القائم، مذكرا بحكاية الحكيم الذي كان يحزن يوم لم يكن يملك حذاء، ثم توقف عن الحزن لما رأى رجلا بلا قدمين.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.