مصدر قضائي: حدّدنا هويّات المتورطين في أكبر شحنة مخدرات قبل وصولها للكويت

9 ملايين حبة كبتاغون معدة للتهريب إلى الكويت ضبطت في مرفأ بيروت (أ.ف.پ)

في يوم واحد، تعلن جمارك دبي احباط أكبر محاولة تهريب على مستوى الامارات، لمخدر الكبتاغون المطحون وبكمية تصل إلى نحو 1.5 طن وتبلغ قيمتها التقديرية 1.4 مليار درهم قادمة من احدى الدول العربية، وتعلن الجمارك اللبنانية ضبط تسعة ملايين حبة من «الكبتاغون» مخبأة في شحنة ليمون في مرفأ بيروت كانت في طريقها إلى الكويت امس الاول، وقبلهما احباط كمية ضخمة ايضا من ذات المخدر الى السعودية ما يشير الى استهداف ممنهج لدول الخليج لضرب نسيجها الاجتماعي واعاقة عجلة تقدمها.

وقد أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد المنصور اتصالا هاتفيا بوزير الداخلية والبلديات اللبناني القاضي بسام مولوي، جرى خلاله تداول الملفات الأمنية المشتركة خصوصا ما يتعلق بالإنجاز الأمني الذي تحقق عبر ضبط شحنة الليمون التي كانت تحتوي على كميات من حبوب الكبتاغون والتي كانت متوجهة إلى الكويت، وذلك بالتعاون بين قطاع الأمن الجنائي في وزارة الداخلية الكويتية والأجهزة الأمنية اللبنانية.

وشكر الشيخ احمد المنصور الوزير مولوي على المجهود الأمني الذي تمكنت بفعله الأجهزة الأمنية اللبنانية من إحباط عملية تصدير الكبتاغون الى الكويت، ناقلاً تقدير بلاده لما قامت وتقوم به وزارة الداخلية اللبنانية في هذا السياق.

من جهته، أكد مولوي خلال الاتصال حرصه على ضمان أمن واستقرار دولة الكويت، مشيراً الى تحمّل المسؤولية تجاه الاخوة في الدول العربية كافة، وقال: لا صعاب أمام الإرادة الطيبة لحماية مجتمعاتنا العربية التي ننتمي إليها بحكم الدم وأواصر الاخوة والمصير المشترك.

وجدد مولوي خلال الاتصال التهاني القلبية للشيخ أحمد المنصور لتوليه منصبه الجديد في وزارة الداخلية.

واتفق الطرفان على استمرار التعاون الأمني وتبادل المعلومات فيما يهم أمن البلدين.

وقد أفاد مصدر قضائي لبناني بارز، بأن الأجهزة الأمنية اللبنانية «ألقت القبض على أربعة أشخاص لبنانيين وسوريين، أحدهم من أصحاب البضاعة». وأكد لـ«الأنباء» أن «التحقيقات الأولية توصلت إلى معلومات مهمة عن مصدر حبوب «الكبتاغون» ومكان توضيبها ووجهتها». وكشف المصدر القضائي أن «التحقيق حدد هويات الأشخاص المرسلة إليهم في الكويت، وهناك تنسيق تام مع السلطات الكويتية في هذا الخصوص»، مشيرا إلى أن «كمية المخدرات التي ضبطت وعرضت على شاشات التلفزة ليست الوحيدة، بل تم في ساعة متقدمة من الليل ضبط مستوعبين كبيرين في مرفأ بيروت، يحتويان نفس المادة، فيما اعترف الموقوفون بأن مستوعبين آخرين جرى شحنهما باتجاه الكويت على متن إحدى البواخر، وأن الأجهزة الأمنية تعقبت الباخرة المذكورة أثناء وجودها في المياه الإقليمية اللبنانية، وسارعت إلى مصادرة حمولتها ومنعها من الابحار إلى وجهتها المحددة في ميناء الكويت».

وأشار مصدر أمني لـ«الأنبـــاء»، أن «شحنـــة الكبتاغون التي ضبطت أمس الأول، هي من أكبر العمليات التي شهدها لبنان»، مشيرا إلى أن هذا «الإنجاز يأتي في سياق الحرب على تشنها الدولة اللبنانية على تجار المخدرات الذين يستهدفون دول الخليج العربي، ويمعنون في تخريب العلاقات اللبنانية مع هذه الدول الشقيقة».

وحسب تقارير صحافية عربية وأجنبية متواترة فقد تزايد إنتاج الكبتاغون كمخدر في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة من الحرب في سورية.

ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ومجلة «إيكونوميست» البريطانية تقارير تتهم جهات نافذة في سورية ولبنان بإنتاج الكبتاغون وتسويقه.

وتشير تقارير إلى أن ما يهرب للأسواق الخليجية من هذا المخدر ضخم للغاية وهو ما يؤكده حجم المضبوطات المعلن عنها. فبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، أحبط على مدار العامين الماضيين عمليات تهريب لهذا المخدر في الشرق الأوسط وأوروبا تقدر بما لا يقل عن 15 شحنة.

والكبتاغون هو الاسم التجاري لمادة الـ«فينيثيلين» وهي حبوب مقلدة تشبه في تركيبها دواء ظهر في الستينيات في المانيا لعلاج تشتت الانتباه وفرط النشاط، وادمنها مئات الآلاف من الشباب في المنطقة العربية، بحسب تقرير للبي بي سي. وقد حظرت منظمة الصحة انتاجه عام 1966 بعد ان ثبت انه يؤدي للادمان.

ويهرب مخدر الكبتاغون داخل شحنات الطعام والملابس في طريقه إلى الخليج وهذه الحبوب، بحسب تحقيقات صحفية مستندة لشهادات ووثائق رسمية، تهرب برا إلى الأردن ولبنان، ومنها إلى موانئ بيروت البحرية والجوية، بينما تخرج النسبة الأكبر من سورية نفسها عبر ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط.

بعد ذلك، توزع شحنات الكبتاغون لعدة دول، من بينها تركيا ولبنان والأردن واليونان وإيطاليا وفرنسا، وأماكن بعيدة مثل ألمانيا ورومانيا وماليزيا. ومعظم هذه البلدان ليست أسواقا مهمة للعقار، لكنها مجرد محطات نحو الخليج.

وأصدر مركز التحليل والبحوث العملياتية البحثي، الذي يركز على الوضع في سورية وهو مركز ينتمي للمجتمع المدني، أصدر تقريرا في مايو 2021، عن حجم صادرات الكبتاغون من سورية. وبحسب التقرير: «وصلت قيمة صادرات سورية السوقية من الكبتاغون عام 2020 إلى ما لا يقل عن 3.46 مليارات دولار».

ويهرب الكبتاغون للدول الخليجية عبر نقاط عدة منها الأردن ومصر ولبنان وميناء اللاذقية في سورية. وتحولت الأردن في السنوات الأخيرة من مجرد نقطة عبور لهذه الحبوب المخدرة، إلى مركز كبير لانتشارها، وذلك بحسب ما نقلت «بي بي سي» دائرة مكافحة المخدرات في عمان.

وبحسب تصريحات الدائرة، فإن رخص ثمن هذه الحبوب (حيث يتراوح سعرها بين 2 و3 دولارات للحبة الواحدة) هو السبب الأساسي وراء انتشارها بين الفئات الأكثر فقرا.

وتزايد عدد حبوب الكبتاغون المضبوطة في الأردن هذا العام بما يقارب ضعفي الكمية المضبوطة في 2020، وبات نحو خمس كميات الكبتاغون، التي كان يفترض أن تمر إلى الخليج، يستهلك في الأردن. ومع زيادة المعروض، انخفض السعر، ليجد المخدر طريقه إلى طلاب المدارس. ويقبل عادة على الكبتاغون سائقو الشاحنات، الذين يسافرون لمسافات بعيدة ويريدون البقاء يقظين لساعات طويلة، والأشخاص الذين يرغبون في إنقاص أوزانهم لأنه يساعد على فقدان الشهية، كذلك الطلبة الراغبين في الحصول على ساعات مذاكرة إضافية، وبعض الرياضيين الذين يتدربون لساعات طويلة، وبعض من يمارس الأعمال العنيفة التي تتطلب مجهودا عاليا.

ومؤخرا، انضم لهذه القائمة المسلحون على جبهات القتال في سورية وغيرها من الدول العربية، إذ إنها تقلل الشعور بالألم وتزيد القدرات البدنية خلال الأيام الأولى لاستعمالها.

وتسمى هذه الحبوب بأسماء دارجة عدة، منها أبو هلالين – وذلك نسبة إلى حرف «سي» اللاتيني المرسوم على القرص.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.