نيازك حديدية تغير فكرتنا عن تكوين الأرض والمريخ

تحدى علماء بجامعة ولاية أريزونا، النظريات التقليدية حول سبب نقص بعض العناصر الأساسية على كوكب الأرض والمريخ، مثل النحاس والزنك.

وهذه العناصر، التي تلعب دورا حيويا في كيمياء الكواكب وترافق العناصر الأساسية للحياة مثل الماء والكربون، كانت تعتبر مفقودة بسبب أسباب معينة.

لكن الدراسة الجديدة، التي نشرت في “ساينس أدفانسيس”، تشير إلى اكتشاف مفاجئ، بعد قيام العلماء بتحليل نيازك حديدية قديمة تُعتبر بقايا للنوى المعدنية لأوائل الكواكب.

فمن خلال تحليل النيازك، اكتشفوا أن هذه الجسيمات الكوكبية في النظام الشمسي الداخلي كانت تحتوي على كمية كبيرة من هذه العناصر، مما يعيد النظر في فكرة أن الأرض والمريخ فقدا هذه العناصر في وقت مبكر من تاريخ تكوينهما.

وحتى الآن، كان يُعتقد أن العناصر المتطايرة المعتدلة مثل النحاس والزنك، قد فُقدت بسبب ظروف معينة في النظام الشمسي المبكر، مثل عدم تكاثفها أو تمايز الكواكب، لكن الدراسة تشير إلى أن الجسيمات الكوكبية الأولى كانت تحتوي على هذه العناصر، وأن فقدانها حدث في وقت لاحق بسبب التصادمات العنيفة التي شكلت الكواكب.

ويقول الدكتور دامانفير غريوال، من جامعة ولاية أريزونا، الباحث الرئيسي بالدراسة: “عملنا يعيد تعريف كيفية فهمنا للتطور الكيميائي للكواكب، فهو يظهر أن مكونات الأرض والمريخ كانت غنية في الأصل بالعناصر الأساسية للحياة، ولكن التصادمات العنيفة أثناء نمو الكواكب تسببت في تناقص هذه العناصر”.

ويضيف أن “هذا الفهم الجديد يفتح آفاقا جديدة لاستكشاف التطور الكيميائي للأرض والمريخ ويقدم رؤى هامة حول سبب تحول كوكبنا إلى مهد للحياة”.