ومضات تحذيرية تسبق التوهجات الشمسية.. ثورة في التنبؤ بالطقس الفضائي
أظهرت دراسة جديدة أن الحلقات المتألقة من البلازما على سطح الشمس “تومض” قبل ساعات من انطلاق التوهجات الشمسية الخطرة، مما يوفر إمكانية لتوقعات أفضل وأكثر موثوقية للطقس الفضائي.
وتعد التوهجات الشمسية انفجارات عنيفة من الإشعاع الكهرومغناطيسي تحدث عندما تلتف الخطوط المغناطيسية غير المرئية على سطح الشمس وتتكسر، وتحدث غالبا حول البقع الشمسية، وهي مناطق داكنة حيث تخترق الخطوط المغناطيسية سطح الشمس، مما يرفع البلازما لتشكل حلقات متألقة تعرف باسم “حلقات إكليلية”، قبل أن تنطلق التوهجات العنيفة.
ويمكن لهذه الانفجارات الشمسية إرسال موجات من الإشعاع نحو الأرض، مما يسبب انقطاعا مؤقتا في الاتصالات الراديوية، كما تطلق التوهجات السحب السريعة من البلازما المغناطيسية، المعروفة باسم “الانبعاثات الكتلية الإكليلية”، التي قد تصطدم أحيانا بكوكبنا وتحدث عواصف جيومغناطيسية، فعلى سبيل المثال، في مايو 2024، شهدنا أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ 21 عاما.
وفي الدراسة التي نُشرت في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2024 في دورية “أستروفيزكال جورنا ليترز” وقدمت في 15 يناير/ كانون الثاني خلال الاجتماع 245 للجمعية الفلكية الأمريكية، حلل الباحثون صورا متعددة الأطوال الموجية للحلقات الإكليلية التي تسبق 50 توهجا شمسا، التقطتها مرصد ديناميكيات الشمس التابع لناسا، وقد أظهرت الصور أن الحلقات أصدرت ومضات صغيرة من الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية قبل إطلاق التوهجات.
وصرحت الباحثة إميلي ماسون، المشاركة في الدراسة: “النتائج مهمة لفهم التوهجات الشمسية، وقد تحسن قدرتنا على التنبؤ بالطقس الفضائي الخطير”.
وأوضح الباحثون أن هذا الوميض يمكن أن ينبه إلى التوهجات قبل ساعتين إلى ست ساعات بنسبة دقة تتراوح بين 60 إلى 80٪، وهو تحسن كبير عن الطرق الحالية. كما أشاروا إلى أن شدة الوميض ترتبط بقوة التوهجات القادمة.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، أشار الفريق إلى الحاجة إلى المزيد من الملاحظات لتأكيد هذه الروابط.
وحاليا، يشهد نشاط الشمس توهجات شمسية بشكل متكرر بسبب الدورة الشمسية القصوى، مما يعني أن هناك وفرة من البيانات لإجراء دراسات متابعة.
التنبؤ بالطقس الفضائي
ويعد التنبؤ بالنشاط الشمسي تحديا كبيرا، وغالبا ما تصعب التوقعات. على سبيل المثال، وصلت الدورة الشمسية الحالية في وقت مبكر وكانت أكثر نشاطا مما توقع العلماء، وهذا يؤدي أحيانا إلى وقوع عواصف شمسية مفاجئة تسبب خسائر غير متوقعة، مثل فقدان العديد من الأقمار الصناعية مؤخرا..
وعلى سطح الأرض، تأثرت أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) المستخدمة في الزراعة، وتعرضت البنى التحتية الأرضية مثل خطوط السكك الحديدية وشبكات الكهرباء لأضرار بسبب التيارات الكهربائية الناتجة عن هذه العواصف.
إلى جانب تحسين التوقعات، قد تساعد هذه الطريقة الجديدة في منح محبي الشفق القطبي فرصة أكبر لرؤية الأضواء الشمالية.
Comments are closed.