بقع خضراء غامضة على كوكب المريخ.. اكتشاف لم يكتمل
أحرزت مركبة بيرسيفيرنس التابعة لوكالة ناسا اكتشافا جديدا ومهما على سطح المريخ.
بعد التحقيق في الصخور الموجودة بموقع “برايت أنجل”، التي تشبه البقع الداكنة والفاتحة الموجودة على فراء الفهد، والمعروفة علميا باسم “بقع الفهد”، واصلت المركبة رحلتها جنوبا إلى منطقة تُسمى “شلالات سيربنتاين”، حيث اكتشفت صخورا حمراء فريدة تحتوي على بقع خضراء غامضة.
ويقول تقرير نشره موقع “ناسا”، إنه “خلال استكشافها لشلالات “سيربنتاين”، استخدمت بيرسيفيرنس أداتها لتآكل سطح الصخور، حيث صنعت رقعة بقطر 5 سم في نتوء صخري يُسمى “والاس بيوت”، وكشفت هذه الرقعة عن مزيج غير متوقع من الألوان البيضاء والسوداء والخضراء داخل الصخور، وكانت البقع الخضراء هي الأكثر غموضا”.
وعلى الأرض، تظهر هذه البقع الخضراء عادة في الصخور الحمراء القديمة عندما يتسبب الماء في تفاعل كيميائي يحوّل الحديد المؤكسد (المسؤول عن اللون الأحمر) إلى شكله المختزل الذي يظهر باللون الأخضر.
ورغم أن العلماء يعتقدون أن عمليات مماثلة قد حدثت على المريخ، إلا أن أدوات “بيرسيفيرنس” لم تتمكن من تحليل هذه البقع الخضراء بشكل مباشر بسبب التضاريس المعقدة.
ومع صعود المركبة الحاد نحو حافة فوهة “جيزيرو”، ينتظر فريق العلماء بفارغ الصبر اكتشاف المزيد من أسرار الصخور القديمة للمريخ.
والمركبة بيرسيفيرنس (Perseverance)، روبوت جوال تابع لوكالة ناسا تم إطلاقه في 30 يوليو/ تموز 2020 وهبط بنجاح على سطح المريخ في 18 فبراير/ شباط 2021، وتعتبر جزءا من برنامج استكشاف المريخ التابع لناسا، وهدفها الرئيسي هو البحث عن علامات على الحياة الميكروبية القديمة، وكذلك دراسة مناخ وجيولوجيا الكوكب الأحمر.
والمركبة مزودة بأدوات علمية متقدمة لجمع العينات وتحليل التربة والصخور، بهدف فهم تاريخ المريخ والتغيرات التي حدثت عليه عبر الزمن.
وبيرسيفيرنس تُعد تطورا لمركبة كيريوسيتي، لكن مع معدات متطورة مثل جهاز لاستخراج عينات الصخور التي ستُرسل لاحقا إلى الأرض في بعثات مستقبلية، وإحدى أهم مهمات بيرسيفيرنس هي دراسة فوهة جيزيرو، التي يُعتقد أنها كانت بحيرة قديمة، مما يجعلها موقعا مثاليا للبحث عن آثار الحياة الماضية
Comments are closed.