الذكاء الاصطناعي والعائدون من الموت.. حقيقة رؤية الأشباح
أثارت تقنية جديدة ظهرت مؤخرا تدعى “أشباح الموتى” جدلا واسعا في أوساط الذكاء الاصطناعي والتقنيات في أنحاء العالم.
هذه التقنية يزعم المروجين لها بأنها تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتمنح مستخدميها الفرصة للقاء يتجدد مع أحبائهم المتوفين، غير أن خبراء حذروا من هذه التقنية لما يترتب عليها من تهديدا على الأمن الاجتماعي والشخصي.
ما هي تقنية أشباح الموتى؟
تعتمد تقنية لقاء الأشخاص المتوفون على عدة خطوات لتطبيقها عمليا، تشمل أولا جمع البيانات عن الشخص المتوفي وتحويلها لصيغة رقمية، بما يشمل صور ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية.
ثم ثانيا، تحيل ومعالجة هذه البيانات بالاعتماد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تصنع من الوهم مجسم رقمي متحدث، لتكون الخطوة الثالثة إنشاء النموذج الافتراضي للمتوفى، يمكن التواصل معه والتفاعل والحديث والنقاش.
التقنية انتشرت مؤخرا في عدد من الدول التي وجدت بها ملاذ للهروب من حزن الفقد، ولكن يترتب عليها استغلال المروجين لهذه التقنيات للاحتيال على الذين يعيشون في حالات حزن عميقة تؤثر على تصرفاتهم بعد وفاة أحبائهم.
وأيضا تتسبب في الأذى للضحايا، إذ يمكن أن يتخذ الأمر بعدا إجراميا، ينتج عنه حالات ابتزز للمستخدمين عن طريق ما تم جمعه من معلومات شخصية.
قد يترتب أيضا على هذه الممارسات حدوث ازامات سياسية ومجتمعية كبيرة بسبب انتهاك حقوق الأفراد بصياغة مبقاطع مفكرة لهم بشكل يعاقب عليه القانون.
الصين أول المتجهين لهذه الفكرة
وكان قد بدأ العديد من المواطنين في الصين الذين تعرضوا لمأساة الفقد في حياتهم بسبب الموت، في اللجوء إلى التقنيات الحديثة لتعويض خسارتهم لأحبائهم.
وفقًا لموقع “توداي أون لاين”، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي “الميتافيرس” تُعد الآن التقنيات الرئيسية التي يستهدفها الأسر الثاكلة لتعويض غياب محبيهم الذين غيبهم الموت.
وسلطت مصادر محلية في الصين الضوء على حالة استثنائية خاضت هذه التجربة، حيث قصد الأب “وو سيكو” أحد أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقطع صوتي يشبه صوت ابنه المتوفى.
واستخدم “وو” هذا المقطع لبثه خلال زيارته لقبر ابنه في ذكرى وفاته.
وفي حديثه مع وسائل الإعلام المحلية، أوضح “وو” أنه اعتمد على التقنية ليتمكن من الاستماع لصوت ابنه وتوجيه رسائل تعزية ودعم له، خصوصاً في الأوقات الصعبة منذ رحيله.
ومن بين العبارات التي أنتجها الذكاء الاصطناعي بصوت مشابه للصوت الأصلي لابنه، جاءت عبارة تقول: “أعلم أنك تعيش الآن في ألم كبير كل يوم بسببي، وتشعر بالذنب والعجز”.
وأضاف لها “رغم أنني لا أستطيع أن أكون إلى جانبك في كل يوم”، وتابع بقوله “إلا أن روحي لاتزال في هذا العالم، ترافقك خلال رحلتك الممتدة في الحياة”.
ووفقًا لموقع “وادي أون لاين”، يُذكر أن السيد “وو” ليس فقط عضوًا في مجتمع الصينيين المعتمدين على التقنيات الحديثة لإحياء الموتى من أحبائهم، بل إنه يتجاوز حدود توليد نسخ صوتية رقمية من أبنائهم المتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي.
حيث يلجأ الآن إلى تقنية الميتافيرس والواقع الافتراضي لإنشاء نسخ رقمية افتراضية لأبنائه، تُعرف بأسم “أفاتار”، وهي تمثل هوياتهم الافتراضية في العالم الافتراضي.
أحمد جمال أحمد – العين الاخبارية
Comments are closed.