لبناني يحول أنقاض منزله المدمر في عيتا الشعب إلى مقهى
عاد المواطن اللبناني نعمة الزين إلى منزله في بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، فوجده مدمرا بفعل القصف الإسرائيلي، إلا أنه حول أنقاض المنزل إلى مقهى صغير كأنما يشعل فيه فتيل الحياة من جديد.
ووصف الزين، في حديثه للجزيرة مباشر، بلدته عيتا الشعب بأنها “أم الشهداء”، قائلا “نحن في بلد عيتا الشعب أم الشهداء. فتحت القهوة فوق أنقاض بيتي وهدفي منها ليس الربح، لكن أحببت أن أوضح للعدو أنه لاشيء يوقفنا، رغم إن البلد فاقد لمقومات الحياة. نؤكد للعدو إن الأرض لنا مهما طال الغياب”.
ووصف الزين الوضع في عيتا الشعب قائلا “لا يوجد مياه ولا كهرباء وأغلب البيوت مدمرة، لكننا نصنع القهوة وسط الدمار”.
ودعا الزين سُكان بلدته إلى الرجوع والإقامة في المدارس، لتعود البلدة كما كانت تضج بالحياة، ويبدأوا إعمارها من جديد.
متمسكون بأرضنا
وأكد الزين تمسكه بالبقاء في أرضه وتحدي الاحتلال رغم تدمير بيته، قائلا “أنا بنام بالعراء فوق الأنقاض لأؤكد للعدو أنه حتى لو ما في بيت، احنا متمسكين بأرضنا”.
ووصف الزين قسوة الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يتورع عن قصف المنازل والمساجد، بقوله “هدموا الجامع – بيت الله – وبيوت البلدة، لكن الأهالي يعودون ليتفقدوا بيوتهم، ويقضون أيامهم فوق أنقاضها المدمرة”.
ودمرت إسرائيل أكثر من 90% من منازل بلدة عيتا الشعب خلال عدوانها الذي استمر على جنوب لبنان منذ أن انطلقت عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واشتدت وتيرة الحرب بعد غزو إسرائيل لجنوب لبنان خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024 قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار نهاية نوفمبر.
وخلف العدوان الإسرائيلي على لبنان نحو 3800 شهيد، ونحو 16 ألف جريح، أغلبهم من المدنيين، ودمار واسع في جنوب لبنان.
Comments are closed.