القتل باسم الجن.. 8 تهم تواجه طبيب التخدير المصري في إنجلترا

676767 1 Cedar News القتل باسم الجن

“القضية الأكثر غرابة على مدار مسيرتي القضائية”.. هكذا وصف جيريمي ريتشاردسون، أحد أشهر قضاة بريطانيا القضية التي ينظرها مؤخرًا ليؤكد أنه لم ينظر قضية مثيلة لها على مدار41 عامًا من تاريخه المهني في نظام العدالة الجنائي الإنجليزي، وبالرغم من إستمرار جلسات تلك المحاكمة على مدار أسابيع عديدة إلا أن كل جلسة حملت صدمات ومفاجآت إنعكست على أوجه وتعبيرات القاضي وهيئة المحلفين والمتواجدين بقاعة المحكمة.

المتهم في تلك القضية طبيب تخدير بريطاني يحمل أصولًا مصرية؛ يدعى حسام متولي -60 عامًا- استقر في بريطانيا منذ عام 1996 بعد إكتمال دراسته للطب، وفي انجلترا شغل منصب أخصائي تخدير وعلاج آلام بمستشفيات حكومية تابعة لوزارة الصحة آخرها مستشفى ديانا أميرة ويلز وعدة عيادات حكومية، إلا أن مسيرته المهنية توقفت بإلقاء القبض عليه ليصبح حديثًا للصحف والمواقع الانجليزية بعد مثوله أمام محكمة شيفيلد وسط انجلترا متهمًا بقتل شريكة حياته الممرضة الانجليزية كيلي ويلسون -33 عامًا- التي لقت مصرعها بعد سلسلة من جلسات التعذيب التي تلقت خلالها جرعات هائلة من المخدرات في طقوس تعذيب غريبة لطرد الأرواح الشريرة أو الجن الذي يسكن جسد ويلسون.

علاج سري

بدأت علاقة طبيب التخدير حسام متولي بضحيته كيلي ويلسون أثناء تدريبها معه منذ عام 2015 وتبادلا الإعجاب لتنتقل ويلسون للإقامة معه ليصفا انفسهما بالأسرة الصغيرة، وأشارت جريدة ديلي ميل الى أن الطبيب المتهم أب لأربعة ابناء قبل إرتباطه الأخير، ظلت ويلسون تشكو لمن حولها من معاناتها من الاكتئاب وسوء حالتها النفسية مع تأكيدها الدائم أنها تجد علاجًا دائمًا لدى حبيبها الطبيب دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.

في يوليو 2019 بدأت تنكشف تفاصيل العلاج السري للممرضة ويلسون على مدار أربع سنوات حين اكتشف أقاربها دخولها في غيبوبة أثناء وجودها في منزل طبيب التخدير وهي مسجاة على السرير ومتصلة بجهاز الاوكسجين ويبدو أنها كانت محاولة فاشلة للطبيب لإنقاذها فسارع أقاربها بنقلها الى المستشفى، وهنا أشار الأطباء الى خطورة الحالة التي تعرضت الى حقن متكرر بمزيج من المخدرات الخطيرة تسببت في فشل تام لوظائفها الحيوية وإنتهى الأمر بوفاتها.

طقوس شيطانية

سارعت الشرطة بتفتيش منزل الطبيب المشتبه به فى ذلك الوقت وهنا انكشفت كافة الأسرار حين عثرت الشرطة على أكثر من 200 مقطع فيديو لجلسات تحمل طقوسًا غريبة لطرد الشياطين ومحاربة السحر الأسود وإخراج الجن من جسد ويلسون على مدار أربع سنوات كاملة وبالإضافة الى ذلك عثرت على كميات هائلة من المواد المخدرة منها مخدر البروبوفول وهو مخدر طبي أو بنج يتلقاه المرضى أثناء الجراحة ومخدر الفنتانيل الذي يعد أقوى مائة مرة من المورفين ويستخدمه تجار المخدرات ليعادل تأثير الهيروين.
ألقت الشرطة القبض على الطبيب ليسارع مسئولون بالصحة في دائرة عمله الحكومي بفصله عن العمل وطمأنة المرضى بإقتصار وقوع جرائمه داخل منزله فقط، وحين واجه المحققون المتهم فجر مفاجأة زعم فيها علاج ويلسون بطقوس دينية خاصة مدعيًا إنها الرقية الشرعية التي تعلمها عبر اليوتيوب لطرد الجن من جسدها، انتقلت مواجهة المتهم الى ساحة المحكمة وعرضت الشرطة عشرات الفيديوهات أمام هيئة المحلفين، وانتقدت جريدة ديلي ميل الشرطة بسبب عدم تحذير هيئة المحلفين والحضور من محتوى الفيديوهات التي تحمل مشاهد غير إنسانية تسببت في صدمة وانهيار البعض، ظهرت ويلسون في أغلب المقاطع مقيدة في السرير أو مربوطة بشريط أسود وحبيسة في حمام المنزل وهي غائبة عن الوعي ويقوم الطبيب بحقنها بسائل أبيض عن طريق أنبوب متصل بصدرها أو عن طريق حقن بالوريد، وظهر الجاني في الخلفية وهو يقوم بتصويرها مرددًا تعويذات وعبارات دينية حسب إدعائه ويضع يده على جبهتها مرتديًا القفاز الطبي الأبيض مع وضع سوائل على جسدها وهو يتحدث الى الجن الذي يسيطر عليها وكان ينادي الجن بإسم “ماجدولينا” ويأمره بترك جسد ويلسون وهو يعذبها، وفي أحد المقاطع حاول الطبيب إعادة الوعي لضحيته برائحة نفاذة لإنهاء مفعول المخدر؛ فسألته “هل ضربتني”، وأكد المدعي العام مارتن هوارد؛ إن المتهم حاول إنكار جرائمه لولا وجود هذا الكم الهائل من الأدلة ومقاطع الفيديو التي كشفت حقيقته.

أكاذيب المتهم

تساؤلات عديدة اثارها أعضاء هيئة المحلفين دفعت القاضي جيريمي ريتشاردسون للإستعانة بشهادة علماء الدين الاسلامي حول صحة حديث المتهم الذي زعم تلقي تلك التعاليم عبر اليوتيوب بالإضافة الى زعمه التواصل مع جمعية إسلامية وأحد المتخصصين في ليفربول، وبالطبع جاءت شهادة عالم الدين لتوضح للجميع أن الرقية الشرعية أمر معروف في الدين الإسلامي وهو مخالف تمامًا للطقوس الغريبة التي اتبعها المتهم وألصقها بالدين الإسلامي لتبرئة ساحته، كما تساءلت هيئة المحلفين عن أسباب احتفاظ المتهم بهذا المخزون الهائل من المخدرات ليؤكد المتهم؛ أنه كان يخفف آلامها بتلك الطريقة إلا أن شهادة المختصين الطبيين أكدت أنه جعل منها ضحية مدمنة تمتثل لتعليماته وأوامره دون وعي منها بعد إقناعها بإصابتها بالاكتئاب ودفعها للتوقف عن العمل تمامًا وانتهي الأمر بفشل تام لوظائف جسدها.

استغرقت الجلسة الأخيرة ساعتان إتفقت خلالها هيئة المحلفين بأن المتهم مذنب ومتهم بثمانِ تهم منها الحقن غير المشروع لضحيته بمواد خطيرة بالإضافة الى تهم الاحتيال وسوء استغلال مهنته أما القاضي فعبر عن صدمته من قضية لم يشهد مثيلًا لها من قبل مؤكدًا أن وقوف طبيب في قفص الاتهام أمر محزن ولكن الأكثر سوءًا هو تصرفات هذا الطبيب التي حولته الى متهم يواجه تهم جنائية شديدة الخطورة عبر طقوس غريبة ومن المنتظر أن يصدر القاضي الحكم على المتهم بعد أسابيع قليلة مؤكدًا أن الجاني سيتلقى أقصى عقوبة بالسجن لفترة طويلة مشيرًا الى أن أي عقوبة لن تكون مماثلة لما قام به المتهم من تعذيب وإساءة لضحيته.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.