محاكمة محمد هنيدى!.. حظ سيء
استطاع محمد هنيدى أن يعيد الكوميديا إلى الصدارة من خلال فيلم “الإنس والنمس”، والذى يحقق إيرادات جيدة منذ عرضه، إذ يتفوق فى الإيرادات اليومية على باقى الأفلام المعروضة منها الأكشن والاجتماعى والخيال العلمى، ليحمل هنيدى لواء الكوميديا مجددا بعد عدة سنوات عجاف سيطرت فيها أفلام الأكشن، وكانت تصدرت المشهد السينمائى على حساب الكوميديا، وبرغم من اختلاف الآراء حول جودة فيلم “الأنس والنمس” فنيا إلا أن الجمهور عبر عن رأيه فى الفيلم بالاقبال الكبير عليه، ونطرح تساؤلا على بعض المبدعين والنقاد حول مدى نجاح محمد هنيدى من عدمه فى حمل لواء الكوميديا الى الصدارة خاصة أنه يعد أحد الكوميديانات الذين ساهموا فى تغيير شكل الكوميديا بالسينما فى الالفية الجديدة.
يقول المؤلف نادر صلاح الدين: “لا أستطيع قول إن محمد هنيدى طور فى شكل الكوميديا، وإنما يعد أحد المدارس المختلفة فى الكوميديا، وقدم أدوارا بقصص مختلفة، وذلك لا يعد تطورا للكوميديا من وجهة نظرى، وإذا أردنا الحكم على فنان من جانب أنه استطاع تطوير الكوميديا أم لا، يجب أن يكون لديه رصيدا ضخما من الأعمال، لكى نتابع مراحل تطوره من خلال أعماله، ولكن فى حالة الحكم على محمد هنيدى فلا نستطيع لأنه لا يمتلك رصيدا ضخما من الأفلام للحكم عليه من خلال أعماله، كما اعتبر أن فى فترة جائحة كورونا لم تقدم أعمالا كوميدية بشكل جيد، ولكن منذ طرح فيلم “الإنس والنمس”، والتى أعتبرها نوعا من المجازفة لطرح فيلم بإنتاج ضخم فى وقت السينما افتقدت فيه الجمهور، ولكن الإيرادات التى حققها العمل تعد بمثابة انتعاشة للكوميديا”.
ويضيف نادر صلاح: “لا يوجد فنان على مستوى العالم قد اصاب الاختيار الصحيح فى كل أفلامه، ولذلك من الممكن أن يكون هنيدى وقع فى نفس الخطأ، وعلى سبيل المثال لم يخالفه الحظ فى اختيار فيلم “عنتر ابن ابن شداد “ الذى عرض قبل فيلم “الإنس والنمس “ بأربعة سنوات، ولكن بالرغم من ذلك أن هنيدى لديه أعمال كثير حققت نجاحا كبيرا، وذلك من خلال العمل الجماعى مع مخرجين ومؤلفين مميزين، وبالتأكيد يكون لهم رؤية مختلفة عنه، لذلك أعتقد أن عمل هنيدى مع مخرج معين لا يكون سبب نجاح العمل رغم وجود بصمة كل مخرجة تختلف عن الآخر، ولكن العمل الجماعى يكون عنصر أساسى فى نجاح العمل والسنيما ما هى إلا عمل جماعى.
ويوضح صلاح الدين: “لا يوجد فارق بين كوميديا الموقف والإفيهات لأن الحوار الذى يدور خلال كوميديا الموقف ينتج عنه إفيه، وهذا ما حدث فى فيلم “الإنس والنمس”، ولكن لا يحدث أن كوميديا الموقف تكفى للضحك فقط وإذا حدث ذلك تكون عبارة عن سنيما صامتة.
كوميديان كبير
“أعتبر محمد هنيدى نجم وكوميديان كبير، واستطاع أن يقدم أفلاما على مستوى كوميدى جيد”، هكذا بدأ المخرج عادل الأعصر كلامه موضحا: “أهمية دور المخرج والسيناريو المكتوب بشكل جيد هم من ينهضوا بأى عمل فنى وهذا لا ينطبق على الكوميديا فقط بل على جميع الأعمال السنيمائية، وأعتبر أن لكل مخرج بصمة على العمل فهو المسئول عن مفاتيح الشخصيات، وإخراج الشخصية الملائمة للعمل”، ويضيف عادل: “تحقيق فيلم “الإنس والنمس” إيرادات كبيرة يتح الفرصة لأفلام كوميدية أخرى أن تعرض خلال الفترة المقبلة خاصة بعد فترة غياب استمرت عدة سنوات بسبب تراجع الكوميديا، وعزوف الجمهور عنها وهو أمر مرتبط أيضا بجودة العمل الفنى”.
ويختلف فى الرأى الناقد أندرو محسن والذى يرى أن محمد هنيدى أحد الكوميديانات الذين يقدمون أعمالا جيدة، وربما تحقق إيرادات عالية مثل فيلمه الأخير “الإنس والنمس” إلا أن هذا الأمر لا يعنى وجود انتعاشة كوميدية خاصة أن هنيدى لم يقدم فى هذا العمل الأخير لونا جديدا من الكوميديا، وبرغم من أن “الإنس والنمس” أفضل بكثير من أفلام أخرى قدمها هنيدى باستثناء فيلم “يوم ملوش لازمة” الذى تم عرضه فى 2015، ولكن بالنسبة للفيلم، فهو أفضل من فيلم “عنتر ابن ابن ابن شداد”، وفيلم “تيتة رهيبة”، لأنه فى فيلم “الإنس والنمس” استطاع تقديم الكوميديا بشكل جيد من حيث توظيف الشخصيات فى العمل، وأيضا السيناريو كان مختلفا الى حدا ما، فيلم “الانس و النمس” يعد خطوة جيدة فى مسيرة محمد هنيدى.
ويضيف أندرو: “إذا تحدثنا عن المنافسة مع هنيدي على المستوي الكوميدي في أفلام الموسم الحالي فلا نجد فيلم ينافسه سوى فيلم “البعض لا يذهب للمؤذون مرتين”، و لكن من وجهة نظري ان فيلم “الانس والنمس” أفضل من الجانب الكوميدى، واذا تحدثنا عن الجانب العام لنجوم الكوميديا فبالتأكيد يوجد كثير من الفنانين ينافسون محمد هنيدي، ولكن الوقت الحالي لا يوجد فنان مكتسح الكوميديا بشكل عام، وبالرغم من أن محمد هنيدي نجم محبوب ولديه شعبية وسط جمهوره وأفلامه تحقق أعلى إيرادات ذلك لا يمنعه من الوقوع في خطأ سوء الاختيار، وأنه في وقت من الأوقات فقد بوصلة اختيار الافلام ودليل على ذلك ان آخر أعماله قبل فيلم “الانس و النمس” و هو فيلم “عنتر ابن ابن ابن شداد “ الذي تم طرحه في ٢٠١٧ لم يحقق نجاحا كبيرا، و بالرغم من هناك أفلام لم تحقق ايرادات كبيرة، ولكن تركت أثرا واضحا في أذهان الجماهير، ومن ضمن تلك الافلام “فول الصين العظيم” و”عسكر في المعسكر”.
ويرى أندرو محسن، أنه لابد من أن يختار محمد هنيدى أفلامه بعناية بعد دراسة فترة جيدة والتحضير لها بشكل جيد، وهو ما ينقص هنيدى، وهذا “ما يجعلني أقول إن هنيدي لم يقدم تطورا للكوميديا في فيلمه الأخير، ولكن الفيلم يعد جيدا على المستوي الكوميدي المعتاد عليه من محمد هنيدي، وان كوميديا الموقف هي ليست بشيء جديد على السنيما فقد قدمت من قبل في أفلام عديدة منها “نادي الرجال السري”، “قلب أمه”، وغيرهم من الأفلام، فذلك لا يعد إضافة من هنيدي على الكوميديا”.
حظ سيء
“لم يحالف الحظ هنيدى فى اختيار معظم أفلامه” هكذا بدأ الناقد رامى المتولى كلامه عن المسيرة الفنية للنجم محمد هنيدى، ويوضح أن أي تحديث يبدأ من عند المخرج فهو الذى ينهض بالعمل و يجبر الفنان على الخروج من شخصية إلى شخصية أخرى، كما اعتبر رامى المتولي، أن بُعد هنيدي عن شريف عرفة وسامح عبد العزيز سببا في اختياره لأفلام ضعيفة، وذلك لا يمنع أن هنيدي على المستوي العام أدائه جيد، ولكنه يقع في مشكلة وقع فيها جيله من الفنانين، وهي التكرار حتى وإن كانت القصة مختلفة بمعني أنه يستخدم نفس طريقة الكلام الساذجة المضحكة وكثير من تفاصيل شخصيات لعبها في أفلام سابقة.
ويعتبر رامي المتولي أن نجاح فيلم “الإنس والنمس” يرجع إلى المخرج شريف عرفة وباقي فريق العمل وذلك لان العمل لا ينهض إلا إذا كان متكاملا وكل عنصر أخذ مساحته في العمل.
Comments are closed.