عصام خليفة مكرما من وزارة الثقافة و”أرض المبدعين”: واجبنا التمسك بالوحدة الوطنية والحوار
شكر الدكتور عصام خليفة “لوزارة الثقافة ممثلة بالوزير القاضي محمد المرتضى والمدير العام للوزارة الدكتور علي الصمد، وجمعية أرض المبدعين ممثلة برئيسها كمال بكاسيني، تشاركهما تكريمي في قصر الأونيسكو، ضمن احتفالية مئوية وطن”. وحيا “جميع المكرمين في شتى الاختصاصات والطبقة العاملة من رأس الناقورة الى النهر الكبير في هذا اليوم التاريخي، الأول من أيار”.
وقال في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال: “أعتبر أن تكريمي هو تكريم لكل زميل في الحركة الثقافية – انطلياس على المسيرة الغنية في الدفاع عن استقلال وسيادة الدولة اللبنانية وعن حقوق الانسان في لبنان والعالم العربي، والتزاما مستمرا للعدالة الاحتماعية والحريات العامة ومواجهة كل أشكال القمع والاستبداد. آمنا بأن الثقافة والقيم هم روح التنمية، والتنمية الإنسانية هي تنمية الناس، من أجل الناس ومن الناس. سعينا دائما إلى التغيير في الثقافة ومن خلال الثقافة”.
أضاف: “دافعت، طوال مسيرتي طالبا وأستاذا، عن التربية الرسمية على صعيدي المدرسة والجامعة اللبنانية. دافعت عن جودة التعليم وتعزيز البحث العلمي، وعن القانون في الجامعة والقيادة الجماعية واستقلالية الجامعة والشفافية، وزيادة التمويل الحكومي والمجتمعي للتعليم العالي وللتربية عموما، وخضت المواجهات الدامية أحيانا دفاعا عن حقوق الهيئتين التعليمية والإدارية وتحسين أوضاع الطلاب وتطبيق اللامركزية وإنشاء المجمعات الجامعية في كل المناطق، من خلال الاتحاد الوطني للطلاب ورابطة الأساتذة. ولكن ها هي الجامعة التي ضحينا من أجلها الكثير تحتضر أمام أعيننا وأسباب هذا الاحتضار الخلل في إدارة الجامعة وتقاعس مريع من أهل السياسة”.
وتابع: “فهمت التعليم الجامعي ليس فقط نقلا للمعرفة، إنما تجديدا في هذه المعرفة وقد تركزت أبحاثي على محورين، الأول موضوع المياه والحدود بين لبنان وإسرائيل ولبنان وسوريا، وثانيا الانطلاق من الأرشيفات العثمانية والخارجية الأخرى والارشيفات المحلية لتجديد الكتابة التاريخية من خلال محاور الديموغرافية التاريخية والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتربوي والحضارة المادية وغيرها”.
وقال: “في هذه الأيام الحالكة السواد والتي يعاني فيها شعبنا مصادرة أموال المودعين والغلاء الجنوني للأسعار وانهيار القوة الشرائية للعملة، وتزايد الهجرة والبطالة ووصول 90% تحت خط الفقر والاحتمال الكبير بحصول المجاعة، وإغراق مجتمعنا بديموغرافيا النازحين، وغياب أي خطة واضحة للخلاص من الكارثة وللتخلي عن حقوق شعبنا في الغاز والنفط حتى الخط 29 كحدود جنوبية للمنطقة الاقتصادية الخالصة، لا بل إمعان المسؤولين في قيادة شعبنا نحو الارتطام الكبير. في هذه الأيام نجد من واجبنا أن نتمسك بالوحدة الوطنية والحوار بين النخب الطليعية وحقوق الانسان، وإعلاء شأن الميثاق الوطني وأولوية استقلال الدولة اللبنانية وسيادتها وحيادها في إطار المصالح العليا للشعب اللبناني والتضامن مع البيئة العربية”.
وختم: “الحفاظ على ثرواتنا البرية والبحرية والعدالة في توزيع هذه الثروات، هو خريطة الطريق للخلاص من الانهيار الكبير، وفي هذا السياق نذكر بأهمية العودة الى ميثاق بعبدا والالتزام لميثاق الاعتدال والحوار”.
Comments are closed.