ما الذي أثار غضب السعودية وحلفائها الخليجيين في تصريحات وزير الإعلام اللبناني قرداحي؟

AR 20211030 180558 180735 CS Cedar News أثار

توالت ردود الفعل الخليجية حول تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الدور العسكري للسعودية والإمارات في اليمن، أدلى بها قبل تقلده المسؤولية الحكومية. وعلى خلفية هذه التصريحات، سحبت كل من السعودية والبحرين والكويت والإمارات سفراءها من بيروت وطلبت البلدان الثلاثة الأولى من نظرائهم في دولها المغادرة. فما الذي أغضب الرياض في تصريحات قرداحي؟

اعتبر وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في مقابلة تلفزيونية بثت الإثنين أن الحوثيين المدعومين من إيران “يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات. علما أنه سجل هذه التصريحات قبل تعيينه وزيرا في أيلول/سبتمبر.

وقال قرداحي في برنامج “برلمان الشعب” الذي يذاع على موقع “يوتيوب” في إشارة إلى الحوثيين، “منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بالطائرات” التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.

وأثارت تصريحات قرداحي، وهو إعلامي تلفزيوني سابق يحظى بشهرة واسعة في الدول العربية، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين السعوديين الذين هاجموه بقوة.

“تصريحات مسيئة”

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن “أسفها” لما تضمنته “التصريحات المسيئة الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن التي تقودها السعودية”.

واعتبرتها “تحيزا واضحا لمليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة”.

وقالت إن “تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين”.

وأشارت إلى أنها “استدعت سفير الجمهورية اللبنانية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”، قبل أن تقرر استدعاء سفيرها في بيروت وطرد السفير اللبناني.

قرداحي يرفض “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية”

وأوضح قرداحي، المقدم السابق لبرنامج “من سيربح المليون” على محطة “إم بي سي” السعودية، أن الحلقة المثيرة للجدل تم تصويرها في آب/أغسطس قبل توليه منصبه بشهر.

ورفض الأربعاء ردا على أسئلة صحافيين “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية”. وقال “أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر؟”.

وقالت الحكومة اللبنانية الثلاثاء إن كلام قرداحي “مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خصوصا في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب”، مشيرة إلى أنها جاءت في مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع.

واجتمعت السبت خلية الأزمة الوزارية التي شكلها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الموجود في غلاسكو، وشارك القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بيروت ريتشارد مايكل في جزء من الاجتماع.

وقال وزير التربية عباس الحلبي لصحافيين: “نقول إن المعالجة قائمة وأملنا كبير بأننا سنتوصل في وقت قصير إلى استدراك هذا الأمر وإعادة فتح صفحة جديدة”.

وأضاف “كل ما تطلبه الحكومة اللبنانية هو فتح أبواب الحوار لأن هذا هو السبيل الوحيد لحل كل المشاكل”.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون “تابع المداولات التي طرحت خلال اجتماع” خلية الأزمة.

وأضافت أن الرئيس جدد “التأكيد على حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤّثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبب بأزمة بين البلدين لا سيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة”.

فتور في العلاقات السعودية اللبنانية

يسود فتور في العلاقات بين السلطات اللبنانية والمملكة العربية السعودية منذ سنوات، في ظل اتهام الرياض للمسؤولين اللبنانيين بعدم التصدي لحزب الله، حليف إيران، بعد أن كانت السعودية من أبرز داعمي لبنان سياسيا وماليا.

وفي أيار/مايو الماضي، طلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال آنذاك شربل وهبة إعفاءه من منصبه، بعدما أثارت تصريحات أدلى بها أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول خليجية أخرى.

وبحسب محللين، فإن الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت تتخطى تصريحات قرداحي حول الحرب في اليمن، لتعكس صراعا سعوديا إيرانيا يدفع ثمنه مجددا لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة. وأكدت الأمم المتحدة مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

فرانس24/ أ ف ب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.