فشل اختراق “الجدار” السعودي!.. و”الرسالة” وصلت الى السراي؟
فشل اختراق “الجدار” السعودي!
في هذا الوقت، تواصلت تداعيات الحملة “المفتعلة” على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول اليمن، وفيما استمرت “عاصفة” الردود المدفوعة “الثمن” في الداخل اللبناني، لم ينجح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في “اختراق” جدار الحرد السعودي تجاه لبنان، وتبين له بعد ساعات على اثارة “عاصفة” الردود على تصريحات وزير الاعلام، انه من غير الوارد استغلال الحدث لتحقيق قفزة سياسية نوعية باتجاه اعادة التواصل مع المملكة التي واصلت تعاملها “الجاف والقاسي” معه كرئيس حكومة على الرغم من عملية “جس النبض” التي قام بها محيطون به من خلال التواصل مع “اصدقاء” مشتركين مع الرياض لمعرفة رد الفعل السعودي على وجود استعداد لدى رئيس الحكومة للمضي قدما وحتى النهاية في “معركة” الدفاع عن “كرامة” السعودية ودول الخليج، والذهاب بعيدا في معركة اقالة وزير الاعلام، مقابل اعادة الاعتبار لموقع الرئاسة الثالثة في المملكة وعودة “الاحتضان” المباشر لما يمثله اليوم على رأس المركز الاول للسنة في لبنان.
“الرسالة” وصلت الى السراي؟
ووفقا لمصادر مطلعة، كانت الردود السعودية حاسمة لميقاتي، ولا تقبل اي تاويل، ومفادها “لست على جدول اعمالنا ولا يشكل لبنان اولوية لدينا، ولا عودة الى الوراء، ومن يريد اتخاذ اي موقف فهذا شأنه، لكن لا ينتظر اي “مكافاة” في السياسة او غيرها، ثمة من اخطأ ومن واجبه تصحيح هذا الخطأ”.
وبعد ان وصلت “الرسالة” الى السراي الحكومي، لم يجد ميقاتي نفسه معنيا بخوض “مغامرة” داخلية دون “مظلة” خارجية، واستمزج رأي رئيس الجمهورية ميشال عون حول ضرورة القيام بخطوة مشتركة لتصحيح الموقف، فكان عون واضحا لجهة اعتقاده بان ثمة مبالغة في ردود الفعل على كلام قاله الوزير قبل توليه منصبه الرسمي، واعتبر ان صدور توضيحات بهذا الشان كاف لتوضيح موقف الحكومة اللبنانية، وهو امر يجب ان يرضي دول الخليج، اما اذا استمرت الخطوات التصعيدية، فهذا يعني وجود نيات مبيتة، لا يمكن التعامل معها.
ميقاتي: الاعتذار “اهون الشرين”؟
بعد ذلك، تواصل رئيس الحكومة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، باعتباره الراعي السياسي لقرداحي، لاقناع الاخير “بالاعتذار” عما بدر منه، باعتبار ان هذه الخطوة “اهون الشرين”، الا ان وزير الاعلام رفض الطلب متمسكا برأيه القائل إنه لم يخطىء “كمسؤول”، وانما عبر عن رأيه الحر قبل توليه المسؤولية ولا يحق لاحد محاسبته على رايه الشخصي في حرب “عبثية” باعتراف العالم. وقد حظي قرداحي بدعم مطلق من فرنجية الذي اكد له انه يحظى بالغطاء السياسي الكامل. وقد جدد رئيس الجمهورية ميشال عون بالامس التاكيد ان تصريحات قرداحي صدرت قبل توزيره ولا تعكس وجهة نظر الدولة اللبنانية.
“رسائل” سعودية متناقضة؟
وفي سياق متصل، اكدت مصادر دبلوماسية في بيروت، ان ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية يؤشر الى ان الرياض تفصل بين محادثاتها مع ايران وموقفها من الملف اللبناني، وهذه المؤشرات ليست مرتبطة فقط بما حصل من تصعيد مبالغ فيه حيال تصريحات قرداحي وانما من خلال خطوتين متزامنتين ومتناقضتين. ففي خطوة لافتة في توقيتها أعلنت السلطات السعودية إطلاق سراح الشاب علي النمر ابن شقيق رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر الذي أعدمته الرياض، عام 2016. وعلي النمر كان محكوماً بالإعدام بعد اتهامه بالتظاهر في المنطقة الشرقية، وينظر لقرار الإفراج عنه في سياق تقديم مبادرات حسن نية لطهران على وقع المفاوضات المستمرة بين الجانبين. في المقابل لا يبدو أن حزب الله ضمن قائمة التّساهل السعودي، أو يدخل ضمن محادثات الرياض- طهران، وبالتزامن مع الإفراج عن النمر، صنّفت المملكة مؤسّسة القرض الحسن “كياناً إرهابيّاً”، وفي الدلالات يمكن الجزم ان المملكة ليست في صدد تخفيف التصعيد الممنهج في لبنان الذي لا يبدو مدرجا على “طاولة” التفاوض مع طهران.
حزب الله: عدوان سافر
من جهته اعتبر حزب الله القرار السعودي ضد مؤسسة “القرض الحسن”، عدوانا على لبنان وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية اللبنانية، وخضوعا ذليلا للادارة الاميركية وخدمة بائسة لأهداف العدو الصهيوني، وأكد الحزب أن “هذا القرار المرفوض لا يقدم ولا يؤخر في عمل هذه المؤسسة الإنسانية، التي كرست نفسها لخدمة الفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود وعموم الشعب اللبناني.
الديار
Comments are closed.