سامي الجميل: المرحلة المقبلة ستكون محاولة لاستهداف الجيش وفرطه وسحب الشرعية النيابية من حزب الله بداية الطريق
اعتبر رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في حديث الى صحيفة “النهار”، معلقا على احداث الطيونة وعين الرمانة، ان “كل الشعب اللبناني ضحية ما حصل”، مؤكدا “أننا وشبابنا في هذه المنطقة، ومن الطبيعي أن نكون إلى جانب أهلنا، لا نقوم بما هو استثنائي، بل نحضر طبيعيا ونحن من نسيجها عندما تتعرض المنطقة ويدافع الأهل عن أنفسهم، حتما سيكون ثمة كتائبيون بين الأهالي يدافعون عن أنفسهم. وفي الوقت نفسه، لن نضع زيتا على النار، لأننا لا نؤمن بأن ذلك يمكن أن يوصل إلى نتيجة، لم نترك المنطقة، وأنا الوحيد الذي قصدتها يوم المشكلة”.
وردا على سؤال حول الاوضاع السياسية والأمنية، قال: “ان هناك عملا للقضاء على الدولة ككيان قائم بعد إلغاء الحدود بين لبنان وسوريا، نتيجة التهريب والفيول الإيراني على عين السلطة اللبنانية التي تتفرج وسط استيلاء على المؤسسات الدستورية التي أضحت بكليتها في يد “حزب الله”، مع محاولة لضرب القضاء وإلغاء دوره وصدقيته. وفي رأيي، أن المرحلة المقبلة ستكون محاولة استهداف للجيش اللبناني، ومحاولة لفرطه باعتباره الحصن الأخير لوحدة لبنان ورمز هيبة الدولة. هذه الحملة تحصل على الجيش، هدفها ضرب مقومات البلد مع مخاوف من استكمال المسلسل، على أمل أن يكون الشعب اللبناني جزءا من المواجهة الكبرى التي لا بد أن تحصل لمنع فرط الدولة”.
اضاف: “يبقى الأمل قائما في إطفاء اللهيب الذي لا بد أن يتحول بردا وسلاما على لبنان”، ورأى أن “اللحظة التغييرية الأولى تكمن في الانتخابات كمحطة لسحب الشرعية عما يقوم به “حزب الله”، لا نتحدث عن إلغائه، بل نقول إن المعركة ستسحب الغطاء الشرعي الذي ناله من المؤسسات، هذه محطة في معركة طويلة لاستعادة قرار الدولة. وبمجرد سحب الشرعية النيابية من “الحزب”، ستكون تلك بداية الطريق. نحن بحاجة اليوم إلى قوة جديدة لا تخضع ولا تستسلم”.
وعن تحضيرات الكتائب الانتخابية، اكد أنه “على بعد 5 أشهر، من الطبيعي أن تكون الماكينة الانتخابية الكتائبية في عز عملها، هذا الاستحقاق مهم جدا، ومصير لبنان يتقرر هذه الفترة. وسنقوم بما هو ضروري لنتجهز ونتعاون مع الذين يفكرون مثلنا لخوض معركة تمنح أملا للبنانيين وسط معاناة مع الدولة، في ظل التردد القاتل الذي يشكل ضربا للعملية الديموقراطية، عندما لا يدرك المواطن إذا كانت الانتخابات ستحصل في آذار أو أيار، وفي ظل عدم معرفة المغتربين إذا كان باستطاعتهم التصويت وكيفيته وسط مهلة مستمرة تنتهي بعد شهر، فيما تسجيل المغتربين مستمر حتى الآن من دون معرفة القانون. ثمة كثر لن يتسجلوا بما يخلق غموضا وشكا في موضوع الانتخابات، فضلا عن موضوع الميغاسنتر الذي طار”.
ولفت الجميل إلى أنه “لا بد من تعديل المواد التي لن يستطيعوا تطبيقها بما يضطرهم إلى تعديلها، وهذا يؤدي إلى مئة نقطة استفهامية توضع لتنفيس العملية الانتخابية، وسط مخاوف جدية من نسف الاستحقاق في المضمون وتفريغه من معناه بمجرد اللعب في الموعد وعدم القدرة على التنظيم والاستعداد بطريقة صحيحة، فيما ترك أكثر من 300 ألف مغترب لبنان منذ 2018، وهم في غالبيتهم معارضون وتغييريون. إذا تآمروا عليهم وحاولوا أن يطيروا صوتهم، فرغوا الانتخابات من جزء كبير من مضمونها، يحاولون التوصل إلى انتخابات شكلية. وإذا لم يستطيعوا تفريغها من المضمون، سيعملون على إلغاء الانتخابات في الشكل”.
واوضح ان “التنسيق مستمر بين الكتائب الذي يشكل فريقا من “جبهة المعارضة اللبنانية” مع مجموعات بارزة في الانتفاضة، بهدف خوض الانتخابات عبر لوائح موحدة”.
وعن إمكان التحالف مع الحزب الشيوعي وشربل نحاس، اشار الجميل إلى أنه “في المواضيع النقابية هناك قدرة أسهل للتعاون. لكن الموضوع يختلف عند الوصول إلى ملفات سياسية في ظل فوارق بين خوض معركة نقابة المهندسين ومعركة نيابية، هدفها انتخاب سياسيين وليس نقابيين. في السياسة، لا بد من موقف لا يختلف في مواضيع جوهرية. في موضوع شربل نحاس والحزب الشيوعي، أعتبر أنهم قادرون على اتخاذ مواقف متقدمة في الموضوع السيادي والاقتراب أكثر إلى جونا، لأن الموقف السيادي ليس في المستوى الذي كنا نتمناه”.
وعما يتناقله البعض من تحديات انتخابية داخلية على صعيد الكتائب، مع طرحهم علامات استفهام حول اسم يمنى الجميل، اجاب: “ما تعتلوا هم الكتائب، اهتموا بالبلد ونحن نهتم بأنفسنا. في النهاية الكتائب حزب لديه قيادة منتخبة وقرار ومرشحين واستراتيجية”.
كما اكد” التواصل والتنسيق القائم مع نعمة افرام وشامل روكز وأسامة سعد وميشال ضاهر”، مع تمنياته بالوصول إلى نتائج جيدة في الانتخابات”. كما اعلن تفهمه لما “يشعر به الشباب اللبناني الذي يهاجر، مصير لبنان يتقرر هذه السنة. ومطلوب من كل اللبنانيين الذين يحبون بلدهم أن يصمدوا في هذه الفترة المصيرية، وألا يستسلموا، وأن يناضلوا معنا حتى نستطيع تخطي المرحلة الصعبة ونضع لبنان على السكة الصحيحة. ومن غادر يستطيع أن يضطلع بدوره من الخارج”.
ورأى ان “بناء ركائز لبنان الجديد بعد النجاح المرجو في إطفاء الحرائق، مسألة محتمة، وخلاصته المعبرة عن تصور كامل لتطوير النظام السياسي وما يجب أن يحصل، لكننا لا نريد فتح النقاش قبل إجراء الانتخابات النيابية وتغيير المعادلة في مجلس النواب، باعتبار أن الذهاب إلى نقاش تغيير النظام في ظل التوازن الحالي بمجلس النواب يعني تسليم “حزب الله” الورقة التي تسمح له أن يفعل ما يريد في موضوع النظام السياسي. أظهر هذا النظام عقمه وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد وبناء مواطنة حقيقية”.
واعلن انه فور انتهاء الانتخابات “لا بد من التفكير بعمق الدستور والإشارة إلى التفاصيل التي تحتاج الى تعديل وتطبيق التفاصيل الإيجابية، وأهمها موضوع اللامركزية الذي أعتبره عمودا فقريا لبناء لبنان الجديد بمستوى الطموحات، وموضوع مجلس الشيوخ وغيرها من التفاصيل التي لم تطبق، إضافة إلى ضرورة زيادة تفاصيل غير موجودة في الدستور”.
Comments are closed.