الحريري كان بانتظار اتصال بكركي للقاء عون الذي فاجأ البطريرك بترسيم حدود وساطته
الحكومة اللبنانية العتيدة في الدوامة وكورونا في كل مكان من لبنان، وقد تخطت أرقامها أمس كل التوقعات، بحيث لامست الخمسة آلاف اصابة، فهل يستمر الحال على هذا المنوال رغم عبور الرئيس الأميركي جو بايدن حواجز منافسه الانتخابي دونالد ترامب كافة؟
الاختناق السياسي، معطوفا على الانفلاش الوبائي، سمة الحالة اللبنانية، مع مطلع العام الميلادي الجديد بارقة أمل لاحت مع مبادرات البطريرك الماروني بشارة الراعي لإصلاح ذات البين بين أهل الحكم، اصحاب التسوية الرئاسية، لنكتشف بعد زيارة الرئيس ميشال عون الى بكركي ان ثمة منزعجين من تحركات البطريرك الماروني التوفيقية، ومن دوره المتوسع في السياسة، فكانت الزيارة الرئاسية الى بكركي للتهنئة بالأعياد ولرسم حدود للتحركات الراعوية في الوقت ذاته!
ونسبت قناة «او تي ڤي» الناطقة بلسان التيار الحر الى مصادر حريرية قولها ان فكرة الجمع بين الرئيسين عون والحريري، على اساس المصالحة، ستكون نتيجتها اقتراب عون من طرح الحريري للحكومة، فمن شأن ذلك ولادة الحكومة خلال 24 ساعة، على قناعة الحريري بأن أي حكومة مهيأة للعمل يجب ان تتألف من 18 وزيرا من المستقلين، ومن دون الثلث المعطل لأي طرف، ومن دون سيطرة فريق واحد على الوزارات الأمنية، وان هذه الرؤية الحريرية لا عودة عنها.
وقد تباينت المعلومات المسربة حول ما اذا كان اقتراح الراعي كان يلحظ دعوة الرئيس المكلف الى بكركي بعد وصول الرئيس عون، فمصادر بعبدا تقول ان الرئيس عون فوجئ بالفكرة، ومصادر بكركي تقول ان الراعي لم يطرح الاجتماع في بكركي، بل إن كل ما طلبه من الرئيس عون هو الاجتماع مجددا بالحريري في اسرع وقت، معتبرا أن الشروط والشروط المضادة لا تتلاءم مع خطورة الأوضاع التي يمر بها لبنان، وأن الاجتماع يجب عقده في بعبدا، وإذا تعذر بسبب انقطاع التواصل المباشر فإن بكركي مستعدة لاستضافة اللقاء كما ذكرت قناة «ام تي ڤي»، التي أضافت أن البطريرك يحبذ اللقاء في بعبدا لا في بكركي، لأنه من غير المستحب عقد اجتماع سياسي في صرح ديني لحل إشكالية دستورية.
وتتلاقى مع هذه المعلومات مع ما أبلغته المصادر المتابعة لـ «الأنباء» بأن الرئيس سعد الحريري كان عند وصول عون إلى بكركي جالسا في بيت الوسط، منتظرا اتصالا هاتفيا من بكركي، ما يعني أن الفكرة معدة سلفا بمعزل عن موقف من نفى علمه مسبقا.
في هذه الأثناء استقبل الرئيس عون رئيس واعضاء المجلس الدستوري، وابلغهم أن «دور المجلس الدستوري لا يجوز ان يقتصر على مراقبة دستورية القوانين فحسب، بل كذلك تفسير الدستور وفق ما جاء في الإصلاحات التي وردت في وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف».
وقد أوفد الراعي الوزير السابق سجعان القزي إلى بيت الوسط لاحقا حيث وضع الرئيس الحريري في أجواء ما حصل في بكركي.
وواضح من كل ما تقدم أن فريق الممانعة وليس الرئيس عون وحده ولا صهره جبران باسيل مستعدون لتقديم الإنجاز الحكومي الى البطريرك الراعي، الذي لا يلتقي مع حزب الله على كلمة سواء، خارج إطار الخطابات الديبلوماسية الطابع.
وبمناسبة الحديث عن الديبلوماسية، لاحظت أوساط ديبلوماسية أن القصر الجمهوري لم يوجه الدعوة التقليدية للسفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة في لبنان للقاء الرئيس عون في القصر الجمهوري بمناسبة السنة الجديدة، ولا للسلك القنصلي الذي كان يلتقيه في موعد آخر، ويبدو أنه تم صرف النظر عن هذا اللقاء السنوي بسبب ڤيروس كورونا، وأيضا بسبب غياب معظم السفراء والقائمين بالأعمال عن لبنان الآن.
وكانت أرقام الإصابات بالكورونا لامست في لبنان أمس الخمسة آلاف إصابة، وهذا تطور قياسي جديد.
وأشارت وزارة الصحة إلى اصابة 4774 اصابة، بينها 43 اصابة وافدة من الخارج و13 وفاة، ما رفع رقم الوفيات بهذا الوباء الى 1553.
وبين ضحايا كورونا أمس شقيق البطريرك الراعي، وهو السيد شكري الراعي، وقد اتصل الرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالبطريرك معزيين.
وأشارت الأرقام الرسمية الى ان عدد نزلاء أسرة العناية الفائقة في المستشفيات وصل الى 517، ما يعني أنه لم تعد هناك أسرّة شاغرة، والمطلوب إضافة 200 سرير بأسرع وقت، في حين ترفض بعض المستشفيات الخاصة استقبال مرضى كورونا لعدم دفع مستحقاتها المالية من وزارة المال.
في غضون ذلك تدنت نسبة التقيد بالإغلاق العام، وعادت الحركة الى بعض احياء المدن والمناطق، وسجل عدم التزام العديد من المساجد بتعليمات الأوقاف المانعة لصلاة الجمعة في المساجد، في وقت أضيف النقل بواسطة الڤانات الى القطاعات المستثناة من الالتزام بالإغلاق، ما حول القرار الحكومي إلى مجرد إجراء رمزي بسبب حاجة الناس وغياب البدائل الحكومية.
في المقابل ارتفعت وتيرة الأحداث الأمنية، خصوصا السلب المسلح والقتل والسرقة على أنواعها. فبعد يومين من مقتل الشقيقين شحادة وابراهيم جعفر برصاص لصوص اعترضوهما في جرود الهرمل، قتل مواطن في بلدة عكارية يعمل لحساب مزرعة دجاج، بعد سلبه 14 مليون ليرة كان جباها من زبائن المزرعة.
وقتل رجل المخابرات شربل نعيمة في الفرزل (البقاع) في اشتباك مع خاطفين يزعمون أنهم صرافون في السوق السوداء، بعدما قتل أحدهم ويدعى علي جعفر، بينما حصل اشتباك ليلي بين جهاز المعلومات ولصوص الدراجات النارية في حي السلم بالضاحية الجنوبية.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.