بالأسماء: هذه هي التشكيلة الحقيقية التي قدمها الحريري المتريث
قدّم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون في اللقاء الاخير بينهما، تشكيلة منقوصة غير مكتملة، فردّه بها عون على أمل لقاء قريب لتقديم تشكيلة كاملة، لكن اللقاء تأخر كثيراً ربما لأن الحريري غير جاهز كلياً او لديه حسابات مخفية.
لكن ما تم تسريبه من اسماء عن التشكيلة التي قدمها الحريري غير دقيق حسبما تفيد مصادر رسمية ل “ليبانون فايلز”، فهو قدم ستة اسماء فقط هي: جو صدّي للطاقة، لين طحيني للثقافة، ومدير مستشفى الحريري الحكومي الدكتور فراس ابيض لحقيبة الصحة، وكارول خزامي (خبيرة القطاع المالي في مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي والمختصة بقوانين الوساطة المالية) لحقيبة العدل. وتردّد أن اسم يوسف خليل مدير العمليات في مصرف لبنان المركزي طُرٍحَ لحقيبة المال، وهو موضع توافق بين الرئيسين نبيه بري والحريري.
اما سليم ميشال إده فقد تردد اسمه لكن المعلومات تفيد انه رفض قبول المنصب لإرتباطه بأعماله المهمة في شركة موركس للبرمجة الالكترونية التي يملكها مع اخيه.
هذه التشكيلة الغامضة تضم سنّياّ واحداً (الابيض) وشيعياً واحداً (يوسف خليل)، ولم تتضمن باقي المرشحين السنة والشيعة ولا أي اسم درزي. اما باقي الاسماء التي تم تسريبها فغير دقيقة وهي “للتمويه”، ذلك ان تسمية وزير الدفاع متروك للرئيس عون، وتسمية وزير للداخلية متروك للتوافق بين عون والحريري حسبما اقترح الاخير لكنه لم يقدم اسماً للنقاش.
على هذا لا تأخذ المصادر الرسمية المتابعة على محمل الجَد أياًّ من التسريبات، قبل ان يقدمها الرئيس الحريري مكتوبة الى الرئيس عون، الذي ما زال بإنتظار التشكيلة الكاملة بالاسماء وتوزيع الحقائب للتفاهم على المقبول منها وما هو قابل للتغير.
اما ما سبب تأخر الحريري، فالتسريبات ايضأ كثيرة، ومنها ما يتعلق بوضع الحريري الذاتي، ومدى قدرته على التفاهم – لا التواصل فقط – مع القوى السياسية التي يفترض ان يتوافق معها على الاسماء. ومنها ما يتعلق بالظروف الضاغطة الخارجية. فهل يتجاوز الحريري كل هذه الاجواء ام يبقى متسلحاً بسيف الانتظار الخطير؟
ترى مصادر متابعة للإتصالات، ان الحريري يحاذر أيضاً ربما ترؤس حكومة تحمل ملفات حساسة ودقيقة من حكومة حسان دياب، مثل ملفات التدقيق الجنائي المحاسبي، ومواجهة انتشار كورونا، وإتخاذ قرارات كبيرة، مثل إقفال البلد مرة اخرى خلافاً لرأي القطاعات التجارية والهيئات الاقتصادية، عدا القرارات الاقتصادية والمالية والمعيشية الصعبة التي قد يضطر الى إتخاذها. لذلك يرى ان التريث هو الافضل له في هذه المرحلة، التي تحمل استحقاقات داخلية وخارجية كبرى وخطيرة.
Comments are closed.