إلغاء الاحتفال بعيد الاستقلال.. وروسيا وبريطانيا على خط تأليف الحكومة
اتسعت دائرة العقبات في طريق تشكيل الحكومة، مع مطالبة الرئيس المكلف سعد الحريري برفع مستوى استشارات تشكيلها، من النيابي الى الوطني، بصرف النظر عمن سموه، أم امتنعوا عن تسميته، ما يعني تحديدا التشاور بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ودون ذلك، ستبقى لقاءات الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري «السرية» في بعبدا، بلا طائل، خجلا من الدول المستعجلة على تشكيل الحكومة، وبدرجة أقل من الشعب اللبناني، الذي بات يرى سلطاته الحاكمة في حالة احتضار.
وكان بالغ الصراحة عندما أعلن التيار الوطني الحر عبر قناة «أو تي في» أمس، أن لا حكومة في لبنان، إلا بناء على أمرين: احترام مقدمة الدستور التي تنص على ألا شرعية لما يناقض العيش المشترك، أي عدم استثناء أو عزل أي طرف سياسي، بالإضافة الى السير بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان والوزارات، من دون عرقلة.
أي أن المطلوب من الحريري عدم استثناء رئيس التيار الوطني الحر من مشاوراته في تشكيل الحكومة، والمطلوب من معرقلي التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، من سياسيين منتفعين، أن يزيحوا من الطريق.
النائب فيصل كرامي أكد أن لا حكومة جديدة في الأفق، وقال بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، اليوم دخل عامل جديد، وهو العامل الدولي على تأليف الحكومة، وأصبحت هذه الدولة تريد وزارة المال، وهذه تريد وزارة الطاقة!
روسيا التي دخلت على الخط اللبناني عن طريق مبادرة إعادة النازحين السوريين، واشترطت على لبنان إيفاد وزير لتمثيله في مؤتمر دمشق الذي انعقد لهذه الغاية، وليس الاكتفاء بسفير لبنان لدى العاصمة السورية، أدلت بدلوها في هذا المضمار بوضوح مستجد عبر حثها الحريري على التفاوض مع كل الكتل النيابية من دون استثناء، حتى مع من لم يسموه في استشارات بعبدا النيابية.
وتقول صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله ان موسكو تسعى لإطلاق حوار وطني لبناني من دون تدخل أجنبي، ولغاية إنتاج الحكومة المنتظرة في أسرع وقت، وفق «الأخبار»، فإن الدعوة الروسية للتشاور مع مختلف الأطراف، تعني بشكل خاص النائب جبران باسيل. وأشارت الى قيام السفير الروسي الجديد الكسندر رودا كوف، بزيارات بروتوكولية وسياسية تشمل مختلف المراجع.
أما السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا فقد نقلت وكالة رويترز عنها قولها عبر الهاتف ضمن ندوة نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، أن بلادها تريد تحاشي فشل الدولة في لبنان، وأنه لا خطة لإنقاذ لبنان من دون إصلاحات، وقالت: اكتسبنا حنكة، لا شيء مجانا وسيكون هناك نهج تدريجي، خطوة خطوة، ودعت المانحين إلى التشبث بموقفهم، وإلا فإن النخبة السياسية في لبنان، لن تأخذهم على محمل الجد.
وبالمناسبة، نقلت مواقع إخبارية لبنانية أمس، معلومات عن عقوبات أميركية على سياسيين لبنانيين ستعلن هذا الأسبوع.
بريطانيا أيضا، حاضرة في المشهد اللبناني، وقد زار سفيرها في بيروت كريس لامبرينغ وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، مؤكدا أهمية التدقيق الجنائي الملائم في حسابات مصرف لبنان، مشددا على تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، وحتى يتم ذلك فإن على حكومة تصريف الأعمال الاضطلاع بمسؤولياتها، كالتحضير لموازنة السنة المقبلة.
وكان الرئيس ميشال عون التقى وزيرة العدل ماري كلود نجم ورئيس لجنة المال والموازنة في مجلس النواب إبراهيم كنعان، وكلاهما من فريق الحكم، وأصلح ذات البين بينهما، بعد الاختلاف الذي وصل إلى وسائل الإعلام حول التدقيق الجنائي.
على أي حال، المصادر المتابعة لا تستبعد ترحيل تشكيل الحكومة الى ما بعد استقرار الوضع الرئاسي في البيت الأبيض، مع استمرار «الفيروس» السياسي المعطل للحياة العامة في لبنان.
إلى ذلك، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برقية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب هنأه فيها بالذكرى الـ 77 للاستقلال، مؤكدا متانة الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والأميركي ومبديا تطلعه الى مزيد من سنوات الصداقة والتعاون.
في هذا السياق، ألغيت الاحتفالات بعيد الاستقلال السابع والسبعين وأعلنت المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية، انه نظرا للظروف الصحية الراهنة في البلاد جراء جائحة «كورونا» واستنادا الى قرار الإقفال الكامل من 14 نوفمبر الى 30 منه، سوف يتم إلغاء جميع المناسبات الوطنية المتعلقة بذكرى الاستقلال، والاكتفاء بوضع أكاليل من الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال باسم «الجمهورية اللبنانية»، وذلك وفقا للبرنامج الذي وضع بالتنسيق مع مديريتي المراسم في مجلس النواب ومجلس الوزراء.
الأنباء ـ عمر حبنجر وداود رمال
Comments are closed.