“كنا نعد الأيام بانتظار موتنا”.. منظمة حقوقية تحذّر من ارتفاع عدد “قوارب الموت” في لبنان
حذّرت منظمة “سايف ذي تشيلدرن” (أنقذوا الطفولة) غير الحكومية، الأربعاء، من أنّ مئات المهاجرين غير الشرعيين ركبوا البحر في الأشهر الأخيرة في محاولة للوصول إلى قبرص انطلاقاً من لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة دفعت بـ650 ألف طفل إضافي إلى وهدة الفقرة.
وقالت المنظمة البريطانية المتخصّصة في الدفاع عن حقوق الأطفال، في تقرير، إنّها أحصت، بين يوليو وسبتمبر، 21 رحلة بحرية لمهاجرين غير شرعيين من لبنان إلى قبرص، مقابل 17 رحلة فقط سجّلت طيلة العام 2019.
وأوضحت “سايف ذي تشيلدرن” أنّ هذه الظاهرة سجّلت “زيادة كبيرة”، في سبتمبر، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان وسقوط فئات واسعة من السكان في وهدة الفقر.
ووفقاً للمنظمة الحقوقية فإنّه خلال سبتمبر “أعيد 230 شخصاً كانوا على متن خمسة قوارب إلى لبنان بعد محاولتهم عبور البحر إلى قبرص”.
ولفت التقرير، الذي استند إلى شهادات عدد من الناجين، إلى أنّ هذه الرحلات الخطرة التي غالباً ما تكون على متن قوارب بدائية، المعروفة باسم “قوارب الموت”، تفتقر إلى أدنى مقوّمات السلامة أو الصمود، أودت بحياة العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال.
وقال فتى من بين هؤلاء الناجين، وفقاً للتقرير، إنّه خلال رحلة الموت التي نجا منها “بدأنا نعدّ الأيام التي تفصلنا عن موتنا، في وقت كنّا نشرب فيه مياه البحر”.
وأعربت “سايف ذي تشيلدرن” عن أسفها لأنّ “أطفالاً رأوا والدتهم تفارق الحياة، بينما اضطر آباء إلى ربط جثامين أطفالهم بأطراف القارب كي لا يفقدوها في البحر”.
ونقل التقرير عن فتى سوري يبلغ من العمر 12 عاماً أنّه شاهد والدته وهي تموت في اليوم الثامن والأخير من رحلة عبورهم الفاشلة.
وقال “أبحرنا لنحو 20 ساعة قبل أن ينفد منّا الوقود. بعدها قالوا لنا إنّنا تهنا”.
وأسفت المنظّمة لأنّ ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية ونقص المنتجات الأساسية عوامل “دمّرت سبل عيش” السكّان في لبنان.
ووفقاً للتقرير فإنّ “650 ألف طفل لبناني إضافي سقطوا في براثن الفقر في الأشهر الستّة الماضية”.
وناشدت المنظمة الحكومة اللبنانية إعطاء الأولوية للأسر الضعيفة، والسلطات القبرصية منح اللجوء والحماية للمهاجرين.
فرانس برس
Comments are closed.