جلسة تصفية ملفات وداعية لحكومة «معاً للإنقاذ» اليوم واحتدام الصراع حول رئاسة البرلمان فهل يكون عسيران الحل؟
جلسة الوداع لحكومة «معا للإنقاذ» اليوم الجمعة بجدول أعمال من 133 بندا، تتناول سلفات مالية وخطط مائية وتراخيص عقارية لمواطنين من مجلس التعاون الخليجي في شتى المناطق اللبنانية، ما يتوقع معه ان تتواصل حتى ساعة متأخرة من المساء.
وبمواكبة جلسة الوداع الوزارية تتحرك شعبيا قضايا حياتية ملحة، فرضتها عتمة الكهرباء والطوابير المتجددة أمام المخابز المحذرة من نفاد الطحين، المرتبط بتراجع احتياطي القمح، والذي تنتظر باخرته قبالة الميناء، ريثما يوقع المصرف المركزي اعتماداتها بالدولار الأميركي!
في هذه الأثناء، الحراك النيابي يأخذ مداه، استعدادا لانتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتبه، 9 من النواب التغييريين الجدد اجتمعوا في أحد فنادق الأشرفية أمس الأول في إطار السعي إلى تكتل كبير يضمهم مع السياديين وكل المستقلين عن الطبقة السياسية الحاكمة وبأمل مواجهة الاستحقاق بموقف موحد.
بعض هؤلاء، كالنائب غياث يزبك، تحدث عن ليلة النحيب التي أمضاها جبران باسيل قبيل صدور نتائج الانتخابات، وحذر غياث من الاغتيالات، لكن إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر قناة «المنار» أعطت انطباعا مختلفا في تناوله موقف الحزب من نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، بدا محاولة لامتصاص الصدمة ولردود الفعل التي نجمت عن تساقط كبار الحلفاء، حيث حاول تجاوز الخسارات الموجعة، وذهب توا باتجاه التسويات السياسية المطلوبة، لكنه ورغم تشديده على ان الأزمات لا تعالج إلا بالشراكة والتعاون، لكنه أكد في الوقت عينه ان فريقه ليس مستعدا لتقديم تنازلات في القضايا الرئيسية.
الوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل وجد ان من بين الأوهام الاعتقاد بأن تقليص حضور حزب الله البرلماني وحلفائه، يقلص صورته، بينما في الواقع ان نفوذ الحزب في البرلمان، هو مجرد نتيجة مفيدة لهيكلية سلطته الموازية خارج الدولة، وقلل هيل من أهمية الآمال التي علقت على إمكان إنتاج الانتخابات، حكومة ناشطة قادرة على استعادة الثقة بشؤون الحكومة والمالية، لافتا الى ان نظام التحاصص حول الدولة هو أكثر بقليل من آلة رعاية أدت الى تصاعد الفساد الذي تفاعل معه لبنانيون كثيرا، متوقعا استمرار الشلل الحكومي في الأشهر المقبلة، حيث قد يتطلع اللبنانيون الى لاعبين إقليميين او دوليين للتدخل، ولفت إلى ان تذبذب مواقف واشنطن تجاه لبنان، بعد فترات طويلة من التجاهل.
الخارجية الفرنسية أشادت بتنظيم الانتخابات النيابية في موعدها، لكنها أسفت للحوادث والمخالفات التي سجلتها بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الأوروبي، وفي السياق حضت فرنسا جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس للوزراء بدون تأخير وتشكيل حكومة جديدة، تقدم حلولا يعتد بها من اجل تطلعات السكان، لاسيما بالاستناد الى اتفاق الإطار الموقع مع صندوق النقد الدولي وان باريس ستواصل وقوفها الى جانب الشعب اللبناني.
ويبدو ان ملف تشكيل الحكومة فتح جديا من بوابة الاستعداد الخليجي والغربي للمقايضة بين التجديد لنبيه بري برئاسة المجلس وبين تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة العتيدة، لأن القوى المستقلة والتغييرية قادرة على تأمين الغالبية لتسميته.
إلا ان صحيفة الأخبار القريبة من حزب الله ترى في نواف سلام خيارا تصادميا وأن اسم الرئيس نجيب ميقاتي مازال مطروحا محليا ومن قبل الفرنسيين بالتحديد.
لكن يبدو ان الرئيس ميشال عون ومن خلفه النائب جبران باسيل، لم يغفرا لميقاتي، مجاراته الرئيس بري في أمور انتخابية، كثيرة ساهمت في إضعاف مرشحي التيار.
وفي المعلومات المتداولة، ان العين على رئيس حكومة قادر على التفاهم مع مختلف الأطراف بوضوح، وان يكون بعيدا عن المحاصصات السياسية وغير السياسية على أنواعها، وأن يكون على إيمان وثيق بحتمية إعادة العلاقات اللبنانية مع الأشقاء العرب، ودول مجلس التعاون خصوصا، وله سجل حافل يشهد له به، طالما ان مسار الأمور مازال في اتجاه حكومة وحدة وطنية.
وتبقى الأولوية، الآن لانتخاب رئيس مجلس للنواب ونائب الرئيس وهيئة مكتبه، مع بداية مهام المجلس الجديد في 22 الجاري.
وواضح ان حزب الله يلتقي مع كتلة اللقاء الديموقراطي الجنبلاطي (9 نواب) بدعم بقاء المطرقة النيابية الخشبية في قبضة بري للمرة السابعة.
ويبدو ان أوراق بيضاء كثيرة ستنزل في صندوق اقتراع رئاسة المجلس، إلا إذا نجحت الاتصالات في التوصل الى تسوية محورها النائب علي عسيران عضو كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها بري، تجنبا لتعطيل الحياة النيابية قبل ان تبدأ.
وقد أطل عسيران وهو نجل احد رؤساء مجلس النواب في المرحلة الاستقلالية الرئيس الراحل عادل عسيران، مشيرا الى ان الأزمات سوف تتعاظم في لبنان ما لم يعد الجميع إلى حوار ينتهي لمصلحة لبنان واللبنانيين».
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.