اللبنانيون تحت المآسي “القطبية”: لمن الاستعدادات الانتخابية؟

storm Cedar News الاستعدادات

كتبت صحيفة النهار تقول: قد يصح في وصف الأحوال والظروف التي يرزح تحتها اللبنانيون في ظلّ العاصفة القطبية الشديدة القسوة التي تضرب لبنان بأنّها أكثر مأسوية مِمّا يعرف معظم الطاقم السياسي سواء كان سلطويّاً أو حزبيّاً أو سياسيّاً. وهو الأمر الذي يجعل من الاستعدادات المتصاعدة للانتخابات النيابية أمراً هامشيّاً وفي المراتب المتخلفة من الأولويات الأشد إلحاحاً لدى المواطنين. فمن غير المقبول إطلاقاً أن يبلغ حجم الكارثة التي تثقل بانعكاساتها المأسوية على اللبنانيين في المناطق البعيدة والنائية ما بلغته في الأيام الثلاثة الأخيرة من العاصفة والتي ستتواصل لأيام عدة بعد فيما لا يتحرك مسؤول ولا يرتفع صوت ولا ينظم أي إجراء أقلّه في مواجهة غياب الكهرباء والمازوت والتدفئة والمحروقات مع ارتفاعات خيالية في سعر المازوت.

وسط أسوأ عاصفة عرفها لبنان منذ أكثر من عقد ونصف عقد، يواجه اللبنانيون في المناطق البعيدة النائية كما في المناطق القريبة حريق أسعار، فيما يرتجف أهالي المناطق البقاعية والشمالية والجبلية النائية أكثر من سواهم لجهة تعرّضهم لموجات الصقيع وانقطاع أثار الكهرباء مع استعصاء الاستمرار في دفع الاكلاف الباهظة لاشتراكات المولدات هذا الواقع احتلّ الصدارة في هموم الناس فيما لا يستشعر أحد أنّ أهل السياسة والسلطة استشعروا أو يمكن أن يدركوا ماذا يمكن أن يؤدي إليه هذا الواقع المأسوي على صعيد الاستعدادات للانتخابات النيابية التي صارت مراحلها في موقع متقدم.

وفي وقت تصاعدت فيه الضجة مجدّداً حيال عملية احتكار المحروقات، ولا سيما منها المازوت، وبيعها في السوق السوداء، أصدرت المديرية العامة للنفط بياناً تحذيريّاً مِمّا يتم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي عن نية بعض تجار المحروقات استغلال وضع الشتاء القارس وحاجة المواطنين إلى التدفئة باعتماد تسعيرة لصفيحة المازوت مخالفة للسعر الصادر في جدول تركيب الأسعار. وذكرت تجار المحروقات أنّها “ستتخذ أقصى الإجراءات بحق المخالفين تصل إلى حرمانهم كليّاً من الحصول على المحروقات من أي من الشركات المستوردة والموزعة في حال ورود أيّ أخبار من وزارة الاقتصاد أو أيّ جهة أمنية مولجة حماية المواطن. لذا يطلب من تجار المحروقات التقيّد التام بجدول تركيب الأسعار الصادر عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط تحت طائلة الملاحقة قانونيّاً”.

أمّا في المشهد الانتخابي، الذي بدأ يكتسب طابع السخونة المتدرجة، فيفترض أن تنجز عملية تسجيل الترشيحات إلى الانتخابات في منتصف ليل الثلثاء المقبل لتبدأ بعدها عملية تسجيل اللوائح الانتخابية التي تنتهي مهلتها في الرابع من نيسان. ويتهيّأ “التيار الوطني الحر” لإعلان مرشحيه في اليومين المقبلين، إذ إنّ رئيسُه النائب جبران باسيل سيلقي كلمة ظهر اليوم تمهّد لاحتفال غداً للتيار في ذكرى إعلان العماد ميشال عون “حرب التحرير” يمكن أن يعلن فيه باسيل أسماء مرشّحي التيار. أمّا غداً الاثنين، فيعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمراً صحافيّاً في عين التينة، يخصصه لملف الانتخابات النيابية. وبدوره، يطلق حزب “القوات اللبنانية” حملته الانتخابية، في ذكرى 14 آذار، ظهر غد الاثنين في المقر العام في معراب. وستكون كلمة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، تحضيراً لاستحقاق 15 أيار، بحضور أعضاء تكتل “الجمهورية القوية”، ومرشّحي “القوات” وأعضاء الهيئة العامة.

وأمس، أكد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط أنّ “استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة سوف يكون محطة أساسية على طريق النضال المستمر من أجل السيادة، ولما نراه اليوم من محاولات قديمة – جديدة لإطباق السيطرة على البلاد ومحاصرة الأصوات السيادية، والموعد في هذه الانتخابات سيكون موعداً مع تأكيد الثوابت السياسية من أجل بقاء لبنان واحة تنوّع بوجه كل الإلغائيين من بعض القوى السياسية وبعض الحركات المدنية”.

وجاء كلام النائب جنبلاط خلال اجتماع عمل عقده مع اللجنة الانتخابية المركزية للحزب التقدمي الاشتراكي في قصر المختارة، بحضور داليا جنبلاط، ومشاركة النواب: مروان حمادة، اكرم شهيب، بلال عبد الله وفيصل الصايغ، والمرشحين: حبوبة عون، عفراء عيد، سعد الدين الخطيب وراجي السعد، إضافة إلى أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر وقياديين في الحزب، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب ومسؤولي الملفات واللجان الانتخابية.

وقد حيّا النائب جنبلاط خلال اللقاء “كل الجهود الدؤوبة التي عملت وتعمل لدعم الناس والوقوف الى جانبهم على كل المستويات، خصوصًا في ظل الظروف القاهرة التي بلغتها المرحلة على شتى المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية الراهنة”، داعياً إلى “تكريس تلك العناوين الاجتماعية والاقتصادية الملحّة الى جانب الثوابت السياسية والمبادئ التي انطلق منها الحزب التقدمي الاشتراكي طيلة مسيرته النضالية منذ تأسيسه في برنامج العمل للمرحلة المقبلة”. وأعطى النائب جنبلاط توجيهاته “للتفاعل المطلوب والمؤثر مع الشباب، وإشراكهم في صنع القرار وبناء المستقبل الذي يتطلعون إليه، في مواجهة حالات اليأس والإحباط التي أصابت الشعب اللبناني عموما ودفعت بالشباب الى الهجرة”.

من جانبه، اعتبر عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أنّ “كارثة لبنان الكبرى كانت في اتفاق مار مخايل الذي يعني بحقيقته تسليم لبنان إلى إيران، مقابل إرضاء جشع التيار الوطني الحر الرئاسي والسلطوي، والذي تم تحقيقه بانتخاب الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية”، مضيفاً: “رئاسة عون في هزيعها الأخير وتسليم لبنان لإيران لن يكون”.

وفي التطورات الانتخابية، أعلن لأمس النائب الياس أبو صعب إعادة ترشّحه لأحد المقعدين الارثوذكسيين في المتن الشمالي على لائحة “التيار الوطني الحر” .

وفي زحلة، أعلن النائب ميشال ضاهر الأسماء التي ستتضمنها لائحته لتكون بذلك أول لائحة زحلية مكتملة بشكل رسمي، وتضم: المقعد الكاثوليكي: النائب ميشال ضاهر، المقعد الماروني: سمير صادر، المقعد الأرثوذكسي: يوسف قرعوني، المقعد السني: الدكتور عمر حلبلب، المقعد الشيعي: فراس أبو حمدان، المقعد الأرمني: مارتين دمرجيان. ولن تضم اللائحة مرشّحاً كاثوليكيا ثانياً، إذ ترك ضاهر خيار هذا المقعد للقرار الزحلي.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.