ناشطون رفعوا يافطة «جلاء الإيراني» على صخرة نهر الكلب: «لن تستطيعوا تغيير هوية لبنان ولا تنفيذ مشروعكم الفارسي»
السادسة من صباح اليوم الاثنين يبدأ «يوم غضب» شامل في كافة المناطق اللبنانية، عاصمة وجبلا وشمالا وشرقا وجنوبا، استجابة لدعوات وبيانات أصدرها ناشطون، تدعو الى الاقفال العام والتظاهر في كل مكان «إلى كل مواطن ليس لديه حليب لأطفاله او عاجز عن دفع ثمن البنزين او ايجار البيت او قارورة الغاز».
وسيكون اضرابا عاما ليوم واحد بحسب الناشطين، تقفل خلاله الطرقات والمؤسسات والمتاجر، حيث امكن، ويمنع خلاله الاحتكاك بالجيش وبالقوى الأمنية، لأن هذا التحرك لمصلحة الجميع عدا المجموعة الحاكمة بقوة الأمر الواقع.
ومن لا يستطع المشاركة لأسباب صحية أو غير صحية، فلا بأس لأن الغضب يعتمر قلوب كل اللبنانيين الذين يرون ان وطنهم بلغ مرحلة الاحتضار وهم عاجزون عن فعل اي شيء، كالحال عندما يصبح البلد لأصحاب النفوذ لا يبقى لعامة الناس غير الانين، وان اقل المطلوب من هؤلاء التعبير عن الغضب بأي وسيلة.
طرابلس كانت متقدمة كالعادة، حيث اقتحم ناشطون مطعم الجزيرة في الميناء اثر معلومات عن اجتماع لأعضاء التيار الحر بقصد اختيار من سيكون مرشحهم للنيابة عن المدينة. لكن يبدو ان الناشطين وصلوا متأخرين، فقد علم التياريون ان ثمة من سيتعرض اليهم فانسحبوا قبل عشر دقائق من وصول الناشطين الذين صاروا يرددون القول: «عاصمة الشمال ترفضكم ويكفي البلد ما فعلتم به».
في هذه الأثناء، رفع ناشطون آخرون يافطة كبيرة على صخرة نهر الكلب الى جانب اللوحات الرخامية التي تؤرخ لجلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان وقد حملت اليافطة عبارة بالإنجليزية من كلمتين: «Iran Out» ما يعني «إيران بره».
وتحدثت سمر الخوري نيابة عن «أهل الارض» قائلة: «جئنا الى هنا لنزيد لوحة على لوحات الجلاء، وسنقاوم مقاومة مدنية، حتى جلاء الاحتلال الايراني».
وأضافت: «لبنان تحت الاحتلال الايراني المباشر، ممثلا بميليشيا حزب الله الخائن لهويته اللبنانية، نعاهدكم بأننا سنقاوم وإياكم حتى جلاء هذا الاحتلال». وتوجهت الى الايرانيين بالقول: «ارفعوا ارهابكم وسلاحكم عن لبنان الدولة والشعب، لن تستطيعوا تغيير هوية لبنان ولا تنفيذ مشروعكم الفارسي ولن يكون لبنان مقاطعة من ولاية الفقيه وسيسترجع موقعه. تأملوا لوحات الجلاء فهم السابقون وانتم اللاحقون».
حكوميا، لا بصيص ضوء يؤشر الى اجتماع مجلس الوزراء خارج «التوقيت النمساوي» الذي يبدأ احتسابه اعتبارا من اليوم الاثنين، موعد انعقاد مؤتمر فيينا الخاص بالملف النووي الايراني، فاذا تيسرت المفاوضات كان به، اما اذا تعثرت فالخطب اعظم، ليس على لبنان وحده انما على المنطقة عموما. وبانتظار ان تتبلور الصورة في فيينا، تستمر التجاذبات السياسية في بيروت بين السياديين والممانعين ومن خلالهم بين المنظومة الحاكمة والمعارضة.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استقبل وفدا طلابيا، احتفاء بفوز طلاب القوات بالانتخابات الطلابية بجامعة اللويزة (24 مقعدا من اصل 27 مقابل 3 للكتائب و0 للتيار الحر). وخاطب الطلاب الذين أهدوه فوزهم بقوله: «كلكم يعني كلكم، طلعتو قدهم كلهم».
وقال جعجع ان عملية انقاذ البلد، الذي ينهار بسبب المجموعة الحاكمة، تبدأ بالانتخابات النيابية وان «القوات» ستشكل لوائح في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، داعيا الشعب اللبناني لأن يحسن الاختيار. وأضاف: بعض التصاريح قالت «لا تعتقدن اذا حققتم الاكثرية في الانتخابات ستستطيعون ان تحكموا وهذا الكلام صدر عن مسؤول في حزب الله وأنا اقول لهذا البعض اعتقدن بانه اذا حصلنا على الاكثرية هذه المرة سنعمل حكم كما يجب ان نعمل».
من جهته، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرد متحدثا عن مفارقات الزمان حيث ان بعض السفارات التي تساند قوة الثورة والتغيير تتجاهل النظام السياسي بل تؤيده بدلا من ان تحدثه وتطوره. ومن عطاءات هذه المنظومة الحاكمة ما تبادلته مواقع التواصل نقلا عن مصادر ديبلوماسية حول اسباب توقف شحنات المساعدات المغربية الى الجيش اللبناني. وقالت: إن المغرب قرر ارسال حمولة 8 طائرات شحن من المساعدات للجيش. وقد وصلت ثلاث منها، واذ برئيس التيار الحر جبران باسيل يتواصل مع السلطات المغربية طالبا توجيه المساعدات للحكومة وليس للجيش مباشرة، وكانت الحصيلة الغاء المغرب ارسال الطائرات الخمس الاخرى بعدما لمس المسؤولون هناك ان ثمة من يريد توظيف هذه المساعدات بمعاركه السياسية.
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.