الرئيس الصيني لعون: مستعدون لمساعدة لبنان.. دعوات لإنقاذ ما تبقى من العهد.. للابتعاد عن الخراب الكامل
تناول رئيس الجمهورية ميشال عون، في خطاب الاستقلال، مختلف معرقلات الخروج اللبناني من قعر الحالات السياسية والأمنية والاقتصادية مع الصراعات الاقليمية المتلاحقة، متخطيا جوهر المشكلة اللبنانية، في وضعها الراهن، والمتمثلة بغياب الإستراتيجية الدفاعية الهادفة إلى ترسيم حدود ومهمات سلاح حزب الله في لبنان.
الرئيس عون قال للبنانيين ما يقولونه له ولكل السلطويين في عهده، يطرح أسئلتهم عليهم، فيجيب على بعضها، وينتظر منهم الجواب على البعض الآخر، فظهر في صورة المعترض والمعارض، مركزا على منظومة الفساد التي أكلت لبنان، متغاضيا عن العجز والفشل في شتى المجالات التي استوطنها الفساد، وآخرها التدقيق الجنائي وتشكيل الحكومة، واضعا الملامة على الرئيس المكلف، في وقت كان البعض يتوقع منه في أجواء الاستقلال دعوة رئيس الحكومة المكلف الى تشكيل الحكومة فورا، لا اطلاق الدعوة لحوار سبق ان دعا اليه ومنيت دعوته بالفشل.
وفي رأي مناصري العهد، ان عون قال ما يجب عليه ان يقوله، واضعا النقاط على الحروف، أما الفرقاء الآخرون فقد اعتبروا ان كل ما قاله هو «اني موجود».
في الأثناء، فتح رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل النار على العهد، في خطاب له بمناسبة ذكرى تأسيس حزب الكتائب وذكرى اغتيال شقيقه الوزير الراحل بيار امين الجميل، محملا سلاح حزب الله والمنظومة الحاكمة والفاسدة المسؤولية، كاشفا عن قرار بنقل المواجهة مع الحكم الى مرحلة جديدة، وقال ان «التسوية الرئاسية» التي اتت بالرئيس ميشال عون الى بعبدا دمرت البلد، وتوجه الى قيادة حزب الله بالقول: انتم تدخلون لبنان في صراعات لا علاقة له بها، انكم تعزلونه، وتجرون عليه العقوبات، وتمنعون التغيير في لبنان، وتحمون منظومة الفساد، وآخر المآثر رفضكم العلني اجراء انتخابات نيابية مبكرة، سلاحكم تقسيمي، لن نتعايش معه.
وتحدث عن توزيع الأدوار بين أعضاء المنظومة الحاكمة، منهم من يقوم بدور السلطة ومنهم من يلعب دور المعارض، وفي النهاية المصالح تجمعهم، وختم بالدعوة الى توحد جميع التغييريين.
الى ذلك، تمحورت النقاشات السياسية أمس حول تعثر التدقيق الجنائي مع انسحاب شركة «الفاريز ومارسال» من المهمة، بذريعة عدم تزويدها من مصرف لبنان بالمستندات اللازمة بحجة «السرية المصرفية».
وهنا تقول وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم ان قرار الشركة بالانسحاب فاجأها، وان تذرع المصرف المركزي بالسرية المصرفية ليس صحيحا، حيث لا افشاء للأسرار، فالشركة متعاقدة مع الدولة، ولا أسرار على الدولة بما يتعلق بحسابات المصرف المركزي والوزارات، وفي هذه الحالة تسقط أي مسؤولية عن المصرف المركزي، طالما ان المطلوب لا يتناول حسابات الأفراد المحمية بالسرية المصرفية، ولا من ضرورة حتى لتعديل قانون السرية المصرفية، كما اقترح البعض على مجلس النواب، لأن مثل هذا الاقتراح سيوضع في الأدراج، كما حصل مع قانون «الكابيتول كونترول».
من جهته، اكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان «الحقيقة» وحدها تحررنا، ووحده التدقيق الجنائي يكشف حقيقة صرف أموال اللبنانيين، واعتبر ان تعطيل التحقيق الجنائي جناية.
البطريرك الماروني بشارة الراعي حذر في عظة الأحد من الخراب الكامل، وقال: يرفضون المشورة والنصيحة، لقد ضاق صدر اللبنانيين جميعا بانتظار حكومة جديدة، على غير صورة سابقاتها، واشار الى تصرفات خلافا للدستور.
أما متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة فقد توجه في عظته الى الرئيس ميشال عون بالقول: انقذ ما تبقى من عهدك وقم بخطوة شجاعة، وقال لرئيس الحكومة: أسرع في مهمتك لأن البلد يتهاوى.
من جهته، أسف الشيخ نعيم حسن ـ شيخ عقل الطائفة الدرزية ـ لمرور مناسبة الاستقلال ولبنان في هذه الظروف العصيبة، داعيا أهل الحكم الى المبادرة في خطوة جدية للإنقاذ.
الى ذلك، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المزيد من برقيات التهنئة من رؤساء وقادة الدول لمناسبة العيد السابع والسبعين للاستقلال ابرزها من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ جاء فيها «منذ مطلع السنة الحالية، تتبادل الصين مع لبنان الدعم في مكافحة جائحة «كوفيد ـ 19» وتقدم الجانب الصيني ما في وسعه في المساعدات للبنان لمواجهة انفجار مرفأ بيروت، الامر الذي يعكس الصداقة العميقة والتقليدية بين البلدين»، مضيفا «إني حريص على العلاقات الصينية ـ اللبنانية، ومستعد للعمل مع فخامتكم على تعميق علاقات التعاون بين الصين ولبنان لما فيه الخير البلدين والشعبين. وان الجانب الصيني على استعداد لمواصلة مساعدة لبنان قدر الامكان في مواجهة التحديات من اجل عودة الاستقرار والاطمئنان في اقرب وقت ممكن».
الأنباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.