حملة جنبلاط على الحريري تتفاعل.. والعقدة قد تكون في التأليف لا الاستشارات
يخشى ان يحد هجوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الرئيس سعد الحريري من اندفاعة الأخير لتشكيل «حكومة مهمة» لستة أشهر، ويعتقد جنبلاط ان الحريري عقد تفاهماً مع جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، ومع ثنائي أمل وحزب الله، بمعزل عنه، وزاد الطين بلة ما نقلته صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله عن اللقاء الذي جمعه مؤخرا مع رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع على مائدة النائب نعمة طعمة، حيث نقلت الصحيفة قولا منسوبا لجعجع مؤداه: لدي 15 ألف مقاتل ومستعد لمواجهة حزب الله.
وأصدرت القوات اللبنانية بيانا امس نفت فيه ذلك الكلام المنسوب الى جعجع ووجود 15 الف مقاتل لديه، وقالت ان هذا الكلام عار عن الصحة وانها ستلاحق «الأخبار» امام القضاء.
وأشار جنبلاط في حديثه لـ «الجديد» الى لقائه مع جعجع، محذرا من العودة الى الصراع المسلح، لكن بعض الأوساط قرأت في هذا إشارة جنبلاطية بأنه ليس موجودا في الجبل.
والموقف الأشد تعبيرا عن العتب والغضب تمثل برفض جنبلاط استقبال وفد «المستقبل»، ناسبا الى الحريري تسليم الدولة الى الثنائي الشيعي والتيار الحر، وقال انه يتعرض للإلغاء، طالبا من السلطة المكونة من حزب الله وحركة أمل وتيار المستقبل ان يعتبروا بأن هناك مكونا أساسيا في البلد اسمه «المكون العربي الدرزي».
المصادر المتابعة قالت انها ليست قلقة حيال موقف جنبلاط، وان صديقه الرئيس نبيه بري كفيل بالحد من تدهور علاقته بالحريري، واثقة من ان تكليف الحريري سيحصل، لكن الجهد سيكون عند تشكيل الحكومة، حيث تتداخل مفاوضات ترسيم الحدود المائية مع اسرائيل، مع التوقيت الإيراني للتشكيل، المرتبط بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
في غضون ذلك، باشر وفد كتلة المستقبل، المؤلف من النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، جولته على رؤساء الكتل النيابية، وبدأ من سليمان فرنجية في «بنشعي» بشمال لبنان، على وقع الإضراب العام للصيدليات احتجاجا على حجب الوكلاء الأدوية عنها وتهريبها بواسطة المافيات الى سورية والعراق وحتى تركيا، استغلالا لفارق الأسعار المدعومة في لبنان، فضلا عن التحضير لتظاهرة الاتحاد العمالي العام اليوم.
وبعد اللقاء، قال فرنجية إنه سيسمي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الاستشارات النيابية الخميس «وفي أي استشارات»، مضيفا «نحن ندعم المبادرة الفرنسية ونتبناها وأتمنى أن تكون الأمور «سهلة» فيما يخص تشكيل الحكومة ونثق في وطنية الحريري».
ولفت فرنجية، بعد لقائه وفد تيار المستقبل، إلى أن هناك عملية دستورية يجب أن تسير وطرحنا وطني ومنفتح ولنعمل على أساس الدستور ومنذ اليوم الأول تحدثنا عن حكومة كفاءات، مضيفا «يا ريت الحريري عاملنا عقد ربع ما عامل لباسيل».
من جانبها، اعتبرت النائب بهية الحريري أن اللقاء كان صريحا وأنه سيصار إلى إطلاع الحريري على فحواه، مضيفة: نحن لا نريد أن نستبق الاستشارات وتناقشنا في خطة عمل المرحلة المقبلة، وما سيحصل يوم الخميس موضوع آخر.
وردا على سؤال، أعربت الحريري عن اعتقادها أن «رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لا يقفل بابه بوجه أحد»، مشددة على «أننا لم نأت استباقا للمشاورات بل لنسأل ونتناقش حول برنامج عمل المرحلة القادمة».
وأشارت الى أن المبادرة الفرنسية موجودة مع الورقة الإصلاحية، أما ما يحصل يوم الخميس فموضوع آخر وكيف تتشكل الحكومة هو بعهدة الرئيس المكلف بعد المشاورات النيابية وبعد المردة التقى الوفد كتلة نواب الأرمن في مقر حزب الطاشناق. فالدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، في معراب ليستكمل جولته اليوم.
وفي المعلومات ان الحريري سيكتفي بلقاءات هذا الوفد، ولن يلتقي شخصيا أي رئيس كتلة، وتحديدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يفترض ان يلتقي وفد المستقبل الساعة 11 من قبل ظهر اليوم.
وواضح من مجمل اللقاءات ان ما يريده الحريري من رؤساء الكتل ضمانات لحكومة مستقلين ولستة أشهر، تنفذ الإصلاح، ويريدون هم ضمانات عن برنامج الحكومة وآلية تأليفها، وبالتالي مدى مراعاتها لمصالحهم السياسية غير المباشرة.
في هذه الأثناء، وفي موقف لافت منه في توقيته، اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة «ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومنذ انتخابه رئيسا للجمهورية، ارتكب أكثر من خرق للدستور وهو القانون الأسمى الذي ينظم حياة اللبنانيين وعمل المؤسسات الدستورية اللبنانية، علما ان جوهر دور رئيس الجمهورية كان ولا يزال السهر على احترام الدستور والدفاع عنه وحماية وثيقة الوفاق الوطني التي اتفق عليها اللبنانيون في الطائف»، منددا بتشكيل وفد المفاوضات مع اسرائيل دون علم رئاسة حكومة تصريف الأعمال.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.