المشاورات الحكومية دون المأمول.. ارتباط بـ «الترسيم» و«شبعا» عقبة جديدة
«كورونا» يتفشى في كل مكان، والقدرات الطبية تتلاشى تدريجيا، والمستشفيات في حالة إغراق، والتهويل برفع الدعم عن الدواء والطحين والمحروقات يعاظم من قلق الناس، وسط عجز حكومة تصريف الأعمال ووزرائها عن مواجهة الدولار الكاسر وسيل الأسعار الجارف، وبدلا من إقفال تهريب المواد الأساسية المدعومة من الدولة، الى سورية، تلوح بوقف الدعم عن هذه المواد، دون احتساب لارتدادات ذلك على الناس المشدودة أمعاؤهم بحزام العملة الأميركية القابضة على القدرة الشرائية للعملة الوطنية.
هذا الوضع أقل ما يتطلبه الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي الشروع في إجراء استشارات تكليف من يعهد إليه بتشكيل الحكومة، ويبدو أن الآمال التي علقت على «المشاورات الجوية»، بين الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال رحلة الذهاب والإياب الى الكويت، لم تكن بحجم التمنيات، فقد اتفق الرجلان على ضرورة الإسراع في إجراء المشاورات الملزمة لتكليف رئيس للحكومة المقبلة، لكن المعطيات المحلية والخارجية لم تخدم الاتجاه الى حسم الموعد هذا الأسبوع، على أمل إنجاز الحكومة قبل موعد بدء مفاوضات ترسيم الحدود المائية بين لبنان واسرائيل برعاية اميركية في 14 الجاري.
مصادر بعبدا تطرقت الى «محادثات الطائرة»، بين عون وبري، وقالت إنه تناول المرحلة المقبلة ودور الثنائي الشيعي، والمبادرة الفرنسية، وتجربة مصطفى أديب.
وسألت قناة «الجديد» المكتب الإعلامي للرئيس بري رأيه بما تقوله مصادر بعبدا، فأجابت بأن كلام هذه المصادر «أطول من الرحلة»!
وفي معلومات «الأنباء» ما يؤكد أن مشاورات الطائرة، في الإياب خصوصا، تناولت مختلف الأوضاع ومنها الحكومة، دون الدخول في التفاصيل، ما يعني أن ثمة معلومات سياسية داخلية وخارجية، بدليل ما تردد عن تريث الرئيس عون في تحديد موعد الاستشارات الى ما بعد شفاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من فيروس كورونا، وتأجيل سفر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن، في مهمة تتعلق بمفاوضات الترسيم، بداعي انتشار كورونا في العاصمة الأميركية (واشنطن).
وحيال ذلك، سربت معلومات تتحدث عن احتمال تعويم حكومة تصريف الأعمال، استنادا الى مؤشر وجود الرئيس حسان دياب مع الرئيس عون وبري في رحلة الكويت الأخيرة، لكن المصادر المتابعة استبعدت ذلك تماما، كما استبعدت ان يكون الطرح الذي تقدم به الرئيس نجيب ميقاتي لحكومة تكنو-سياسية من 20 وزيرا مختلطا، بين السياسي والتقني، على الطاولة، في حين تحدثت قناة «أم تي في» عن اتصالات أميركية لاطلاق مبادرة مشتركة في لبنان بتغطية عربية ودولية، لها أهداف سياسية واقتصادية ومالية، للحد من التناقص المتسارع في احتياطي العملة الصعبة بالمصرف المركزي اللبناني.
وفي معلومات «الأنباء» أيضا، ان جوهر العرقلة القائمة في طريق الشروع بإجراءات تشكيل الحكومة مرتبطة بمفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية مع اسرائيل، والثنائي الشيعي قدم «ورقة» ترسيم الحدود الى الأميركيين، بانتظار المقابل، الذي أقله على المستوى اللبناني، قبول واشنطن بالصيغة التي اعتمدتها المبادرة الفرنسية، والتي لا تستبعد مشاركة حزب الله في الحكومة، من خلال أصدقاء، لا حزبيين ملتزمين، بالاضافة الى رفع عصا العقوبات عن شخصيات لبنانية، ويبدو ان الأميركيين وعدوا بدراسة الطرح، لكن ربطوا موافقتهم بقبول الحلفاء العرب، الى جانب التفاهم على الصيغة الملائمة لمسألة مزارع شبعا، التي يرفض الجانب الإسرائيلي ان يشملها الترسيم مع لبنان، بداعي ان اسرائيل استولت عليها من سورية، وبالتالي فإن مشكلة لبنان فيها مع سورية ومع اسرائيل، وسورية ترفض الاعتراف بلبنانية المزارع، وترفض ترسيم الحدود مع لبنان، ما يعني أن على لبنان انتظار ترسيم الحدود السورية مع اسرائيل لتحريك موضوع المزارع، وهذا لن يحصل طالما ان حزب الله بحاجة الى استمرارها على الوضع الراهن، كي يبرر شعار مقاومة الاحتلال.
وعلى هذا، فإن الشروع باستشارات تأليف الحكومة، بانتظار الموافقة الأميركية على الصيغة الفرنسية، والموافقة الأميركية بانتظار الحلفاء الآخرين، إضافة الى ترتيبات وضع مزارع شبعا المحتلة.
على صعيد حزب الله، ستكون هناك مطالبة دفاعية، من موقف الثنائي من الترسيم للسيد حسن نصرالله، في الثامنة والنصف من مساء اليوم.
الأنباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.