الاجتماع الافتتاحي لمنصة “الإشراك الحكومي” في “الأميركية” حول التعافي المستدام للبنان والمناقشات أبرزت إجماعا دوليا قويا والتزاما بالدعم
عقدت “منصة الإشراك الحكومي” في الجامعة الأميركية في بيروت اجتماعها الافتتاحي اليوم، حيث جمعت أكثر من خمسين شخصية دولية بارزة بين دسبلوماسيين وخبراء لتمهيد الطريق أمام التعافي المستدام في لبنان.
وشكل هذا الحدث المعلمي، الذي شهده حرم الجامعة الأميركية في بيروت،(وفق بيان للجامعة)الإطلاق الخارجي الرسمي للمنصة، وهي منصة تحويلية للربط بين الأوساط الأكاديمية والحكومة وأصحاب الاهتمام الدوليين، وبداية عملية انتشال متعددة المراحل تهدف إلى معالجة أزمات لبنان المتشعبّة التي لا مثيل لها.
وقد هدف الاجتماع التأسيسي إلى وضع السياق الاستراتيجي لتعافي لبنان من خلال مواءمة الأولويات وتعزيز الشراكات وبناء فهم مشترك للتحديات والفرص المقبلة.
وقد شدد الاجتماع على الحاجة الملحة للتحول النظمي والتعافي الذي يتجاوز إعادة تكوين البنية التحتية المادية إلى استعادة الثقة والتماسك الاجتماعي والحوكمة، في ظل أزمات لبنان المعقدة منذ العام 2019 والتأثير المدمر للحرب الأخيرة.
بدأ الاجتماع بمداخلة لرئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري الذي أبرز أهمية هذه المبادرة. وقال:”إذ يدخل لبنان عملية تعافي معقدة، يمثل الإطلاق الخارجي لـمنصة الإشراك الحكومي علامة دامغة في قيادة التغيير وتشكيل مستقبل الوطن. والمنصة وُجدت هنا لقيادة وتسهيل وحماية عملية تعافي لبنان وضمان ألا تتعلق فقط بإعادة تعمير البنى التحتية، بل تتناول تحويل مستقبل البلاد للأجيال القادمة.”
الدكتور فادي الجردلي والدكتور جوزيف باحوط، القائدان المشاركان للمنصة، عززا مهمة المنصة المتمثلة في دفع التغييرات المؤثرة والمستدامة من خلال تحويل التلاقي بين العلم والسياسة والمجتمع.
والمنصة تعمل على ربط الأوساط الأكاديمية والحكومية والمنظمات الدولية؛ والاستفادة من مخزون الخبرة داخل أسرة الجامعة الأميركية في بيروت وتمكين العمل الجماعي لتشكيل المحادثات الوطنية وتقديم حلول مبتكرة وتفعيل التغييرات المؤثرة في جميع أنحاء لبنان والمنطقة.
ومن خلال الحوارات المنظمة والحيوية، تداول المشاركون في احتياجات تعافي لبنان في السياق الأوسع للتحديات الاجتماعية السياسية والاقتصادية الحالية. وتوصلوا إلى إجماع على المبادئ التوجيهية الرئيسية لتعافي لبنان، وحددوا القطاعات ذات الأولوية، ورسخوا إطارا للعمل. كما شددوا على ضرورة الإصلاحات في الحوكمة والسياسة الاقتصادية والتماسك الاجتماعي.
وأجمع المشاركون على أن تعافي لبنان يتطلب نهجا متعدد المستويات وعلى مراحل مع تعاون منسق بين الحكومات والمجتمعات والجهات الفاعلة العالمية. واعتبروا أن منصة الإشراك الحكومي في الجامعة الأميركية في بيروت هي في تموقع ملائم كمنصة حيوية للربط بين مختلف أصحاب الاهتمام ولتعزيز شراكات مستمرة، مما يضمن أن تبقى جهود التعافي شاملة وشفافة ومتماشية مع الأولويات المحلية والدولية على حد سواء.
هذا وقد برز من خلال المناقشات إجماع دولي قوي، حيث أعاد سفراء وممثلون لجهات عالمية التزامهم بدعم التعافي المستدام في لبنان.
وكان من بين الحاضرين المتميزين ممثلون لسفارات السويد وألمانيا وفنلندا وقبرص وفرنسا والدنمارك وبولندا، بالإضافة إلى مسؤولين كبار من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والبنك الدولي والأمم المتحدة. كذلك، ساهمت معطيات رئيسية من منظمات التنمية مثل مركز بحوث التنمية الدولية والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية واليونسكو والاسكوا إلى جانب مداخلات ممثلين من المنظمات غير الحكومية الرائدة، في المناقشات الغنية.
ومع اختتام هذا الاجتماع، أكد المشاركون مجددا التزامهم بالجهد والدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه منصة الاشراك الحكومي في الجامعة الأميركية في بيروت في الجمع بين جهات فاعلة متنوعة مثل الأوساط الأكاديمية والحكومة والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية لدفع التعافي المستدام في لبنان.
ولفت بيان الجامعة الى “ان هذا الاجتماع هو مجرد بداية. ومن خلال الحوار المستمر والتعاون والعمل الاستراتيجي، ستستمر منصة الاشراك الحكومي في الجامعة الأميركية في بيروت في قيادة وتسهيل المراحل التالية من تحول لبنان”.
Comments are closed.