ماكرون يزور لبنان لدفع الإصلاحات وسط أمل جديد

في زيارة خاطفة تستغرق 12 ساعة، يسعى الرئيس الفرنسي لتأكيد دعم بلاده للقادة الجدد في لبنان وترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ومن المقرر أن يبحث ماكرون سبل حشد الدعم الدولي لإعادة إعمار البلد.

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة (17 يناير/كانون الثاني 2025) إلى بيروت، في زيارة سيؤكد خلالها دعم بلاده للقادة الجدد وفتح المجال لإعادة الإعمار وجهود تشكيل حكومة قادرة على فتح صفحة جديدة في تاريخ البلد الصغير الذي عصفت به أزمات متلاحقة منذ زيارته الأخيرة.

وحطت طائرة الرئيس الفرنسي قرابة السابعة صباحاً في مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث كان في استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن تشمل لقاءاته أيضاً خلال الزيارة التي تستمر 12 ساعة قادة اللجنة المشرفة على تطبيق وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، إثر مواجهتمها الأخيرة.

حشد الدعم الدولي للبنان

 وبحسب مصادر مقرّبة من الإليزيه، سيشدّد الرئيس الفرنسي خلال زيارته على ضرورة “التزام المهل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل”، كذلك، سيدعو حزب الله إلى “التخلّي عن السلاح” بغية “الالتحاق بالكامل بالمعادلة السياسية”. وتعهّدت الرئاسة الفرنسية أيضاً باتخاذ “خطوات رمزية” لحشد دعم الأسرة الدولية للبنان بعد مؤتمر أقيم في باريس في تشرين الأول/أكتوبر.

وترى الدبلوماسية الفرنسية في تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة اللبنانية “انتصاراً” يكّرس جهودها لأن القاضي الدولي الذي يحظى باحترام كبير كان مرشّحها للمنصب، لكنّ تسميته بقيت تواجه تحفّظات من حزب الله الذي شكل القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد. ولم يحظ سلام الذي نال تأييد غالبية نيابية، بدعم حزب الله وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري.

وتهدف زيارة ماكرون إلى “مساعدة” نظيره اللبناني جوزيف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على “تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته”، بحسب ما أعلن الإليزيه.

وترأس فرنسا مع الولايات المتحدة اللجنة التي تضم كذلك قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مع لبنان وإسرائيل. وتتزامن زيارته مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل مساء الخميس وقد يلتقيان في لبنان على ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي.

دور فرنسي بارز في الساحة اللبنانية  

ومنذ الهدنة التي توسطت فيها فرنسا والولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران، لعبت باريس دوراً رئيسياً في المساعدة في كسر الجمود السياسي في لبنان، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية، مما أسفر عن انتخاب رئيس ورئيس وزراء جديدين.

ولبيروت روابط تاريخية قوية مع باريس، لكن العلاقة شهدت تعقيدات في السنوات القليلة الماضية. وسعى ماكرون جاهداً دون جدوى في عام 2020 لإقناع الأطراف الفاعلة اللبنانية بدعم الإصلاحات السياسية والمالية بعد انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمر أحياء بأكملها.

تحديات جمّة تواجه الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في البرلمان خلال نقاش حول السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط “خلال ثلاثة أشهر، ساعدنا لبنان على الانتقال من التصعيد إلى التعافي، وفتح صفحة جديدة من الأمل”. وسيزور بارو لبنان مع ماكرون. وأضاف “بفضل الدعم الشعبي والإجماع الداخلي الواسع والدعم الدولي، يمكن للسلطة التنفيذية اللبنانية الجديدة العمل بشكل حاسم لاستعادة سيادة الدولة وإعادة بناء لبنان”.

دعم الجيش اللبناني

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية في إفادة للصحفيين قبل الزيارة إن الهدف هو “التأكيد على أهمية سيادة لبنان، ومساعدته على تحقيق إصلاحات اقتصادية هيكلية من شأنها استعادة الثقة الدولية وضمان وجود حكومة موحدة قادرة على تحقيق التغيير”.

وتحدث ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل الزيارة. وتسعى فرنسا منذ أشهر إلى إعادة المملكة للانخراط في لبنان. وساعد وصول جوزيف عون إلى الرئاسة ونواف سلام لرئاسة الوزراء في هذه العملية.

وعبر مسؤولون فرنسيون عن تفاؤلهم بأن السعودية ستوفر التمويل والمعدات لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية. ويسعى الجيش اللبناني إلى تعزيز قوته في جميع أنحاء البلاد والسيطرة على الجنوب في إطار الاتفاق على هدنة تستمر 60 يوما ومن المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية بموجبه بحلول نهاية يناير/كانون الثاني.

وقال دبلوماسي لبناني “يحاول ماكرون العودة إلى ملف تابعه باهتمام كبير، لكنه تعثر فيه بشدة”.

ع.ح/و.ب (رويترز، أ ف ب)

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.