مؤتمر في جامعة AUT عن “التربية والتعليم في زمن الصراعات” أوصى باستراتيجيات لإدارة المخاطر ودعم الطلاب وإنشاء مرصد لمراقبة جاهزية القطاع والمؤسسات لمواجهة التحديات
نظمت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT بالتعاون مع برنامج ERASMUS+ في لبنان، مؤتمرا عن “التربية والتعليم في زمن الصراعات” بالتعاون مع جامعات ومدارس المناطق، في أوديتوريوم عصام فارس في حرم الجامعة، لفهم التحديات التي واجهت وتواجه التربية والتعليم وتحديد أفضل الأساليب والممارسات لمواجهة هذه التحديات وضمان جودة التربية والتعلم، في حضور رئيس الجامعة الدكتور شفيق مقبل، نائب الرئيس للشؤون الخارجية الدكتور مرسال حنين وبمشاركة دكاترة وعمداء ومديري مدارس ومهتمين.
مقبل
بعد النشيد الوطني القى مقبل كلمة، اعرب فيها عن “الامتنان لاستضافة الجامعة الأميركية للتكنولوجيا هذا المؤتمر بالتعاون مع برنامج إراسموس+ لتبادل ومناقشة والاستفادة من تجربتنا في أداء التعليم والتعلّم في زمن الصراع”، وعن تقديره “لصناع القرار والمعلمين في قطاعات التربية والتعليم لضمان التعليم والتعلّم المستدامين خلال فترات النزاع”، وامتنانه العميق لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي وللوزارة لتمسكهم بدعم عمليات التعليم والتعلّم على الرغم من كل التحديات”.
واكد ان “التعليم والتعلّم الرصينين يساعدان في التخفيف من وطأة الصراعات على الطلاب داعيا الى وجوب أن نضمن لهم مساحة تعلّمية تسمح لهم التفكير النقدي وتبادل الأفكار مما يؤسس لبناء مستقبل مستقر ومزدهر”. وقال: “ليس التعليم والتعلّم مسألة تدريس، وليس مجرد قطاع بين القطاعات الأخرى في المجتمع، بل هو مساحة نتشارك فيها جماعياً تجاربنا ومعارفنا، ونتساعد في تطوير وبناء مستقبل جميع القطاعات. لا تقتصر الصراعات على الحروب العنيفة بالمعنى الضيق للكلمة، فنحن نكافح الأمراض والأوبئة والأزمات الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان والفقر والأزمات المزعجة المختلفة، ونبتكر خلال أوقات الصراع أدوات لتحمي الإنسانية وتجعلها ترتفع وتتقدم، لذلك لا ينبغي لنا أن نتوقف عن العمل، بصمت، وفي كثير من الأحيان دون أن نتوقع أي امتنان، لتزويد متعلمينا ومجتمعاتنا بما هو ضروري لمواجهة كل هذه التحديات”.
ورأى أنه “من الطبيعي أن نجلس معًا، نحن الأكاديميون الخارجون من الصراع الأخير، لمناقشة وتبادل وتحسين أدواتنا في مواجهة مثل هذه الظروف في حال تكررت في المستقبل. ولكن من فضلكم، وتمسكاً برسالتنا ومسؤولياتنا، دعونا لا نحصر النقاشات في هذا السياق. دعونا نحاول تطوير النماذج والأدوات وكل ما هو ضروري للعمل أيضا على تجنب الصراعات، وبناء مجتمع أكثر ديموقراطية واستقرارا واقتصاد مرن وبيئة نظيفة وصحية”.
وشدد على ان “التعليم والتعلّم والبحث العلمي هم أفضل الوسائل لتجنب الصراعات إذا تم استخدامهم بشكل مناسب، وللأسف، أسوأها في الحالة المعاكسة. أدعو هنا، على الرغم من كل ما نواجهه، للحفاظ على الدور البناء في محورية اهتماماتنا اليوم وفي جميع السياقات. فنحن لا نسعى الى التأقلم مع الصراعات، بل للتخفيف من أثرها على التعليم والتعلّم وللتأسيس ما يمكن من تفاديها”.
وختم متطلعا إلى “نتائج هذا المؤتمر التي ستعود بلا شك بالنفع على تحسين المسارات والأدوات التربوية والتعليمية. وأنا على ثقة بأن لقاءنا اليوم يشكل حجر الأساس في تعاوننا الذي سيستمر منتجاً مزيداً من التطور لصالح قطاعنا والمجتمع”.
اليازجي
وعرض عميد كلية الفنون والعلوم الانسانية في الجامعة الدكتور كمال اليازجي للمراحل الصعبة والحروب والانتفاضات التي مرت على لبنان منذ العام 1958 حتى يومنا هذا، مشيرا الى ان “موضوع المؤتمر ليس وليد الحرب التي اندلعت في الأشهر الأخيرة، وإنما هو الموضوع الدائم للتربية في لبنان”، وقال: “إن التربية في لبنان ليست تربية عادية. إنها تربية على فوهة بركان او بالأحرى على فوهة بندقية، او برميل بارود، لا نعرف متى ينفجر، لقد واجه لبنان على مدى عقود، فتراتٍ من عدم الاستقرار والتوتر الشديد. وعلى الرغم من ذلك، فقد عمل قطاع التربية والتعليم العالي على الحفاظ على أعلى المعايير الممكنة في التعليم. ولا خيار لهما سوى مواصلة رسالتهما، مهما كانت الظروف صعبة. والظروف الصعبة كما رأينا هي أمر ثابت في لبنان”.
بعد الاستراحة، اقيمت محاضرات لعدد من الدكاترة الجامعيين ومديري ثانويات، ادارها نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور ايلي حنين، تمحورت حول فهم التحديات التي تواجه التربية والتعلم في الأوقات الصعبة وتحديد أفضل الأساليب والممارسات لمواجهة هذه التحديات وضمان جودة التربية والتعلم. والحلول الممكنة، كما تم تسليط الضوء على هذه التحديات والتي تتعلق بشكل أساسي بالمواصلات، والحضور الجسدي، والتدريس عبر الانترنت والتجهيزات، والبنى التحتية والوصول إلى الكتب والمختبرات وغيرها.
وتم الاجابة على الانعكاسات النفسية على الطلاب للظروف الصعبة التي يعيشونها وكيف يمكن التعامل معها وهل من الممكن في هذه الظروف، تحقيق مستوى مقبول من الجودة في التربية والتعلم وكيف يمكن لأساليب التدريس والتعلم المختلفة أن تساعد في ذلك وما هي الاحتياجات والدعم اللازمين لتحقيق هذه الأهداف.
الصوفي
وألقى مدير مكتب إراسموس+ الدكتور عارف الصوفي كلمة، شدد فيها على “أهمية الاستعداد المسبق وقبل الأزمات، لتقديم أجود التعليم والتعلّم في حال وقوعها، مذكراً بالدعم الخارجي الذي يسمح ببناء القدرات في هذا السياق”.
ثم صدرت التوصيات النهائية عن المؤتمر، طالبت بـ”إيجاد استراتيجيات لإدارة المخاطر على مستوى المؤسسات والقطاع، تطوير سياسات وتأمين الموارد اللازمة لإضفاء الطابع المؤسسي على إدارة مرونة النظام، بناء قدرات بدعم من البرامج الدولية حيث أمكن لتطوير ومراقبة المرونة على كل المستويات، تبادل الممارسات الجيدة من أجل الوصول إلى مرونة على مستوى القطاع، تطوير الأنشطة الاستشارية والأدوات والعمليات الأخرى لدعم الطلاب وصحتهم العقلية، إنشاء مرصد لمراقبة جاهزية القطاع والمؤسسات لمواجهة التحديات التي تفرضها الظروف الصعبة، وتبني وغرس نظام من القيم في طلابنا مما من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الاستقرار والديموقراطية والتنوع، وتجنب/تقليل مخاطر الصراعات في المستقبل”.
Comments are closed.