عودة 18 ألف نازح من لبنان إلى مناطق شمال شرقي سورية
تشهد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، في شمال شرق سورية ازديادا في أعداد الفارين من الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان، أغلبيتهم سوريون وبعض العائلات اللبنانية.
و أعلنت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سورية، الأحد، أن العدد الإجمالي للقادمين إلى مناطق سيطرتها من لبنان، ارتفع إلى نحو 18 ألف شخص، موضحة في بيانها أن العائدين يتوجهون إلى منازلهم أو إلى أقاربهم في شمالي وشرقي سورية، بينما توجد مراكز إيواء لمن ليس لديه مكان يذهب إليه.
كما أصدرت هيئة الشؤون الاجتماعية في الرقة التابعة للإدارة الذاتية، السبت، بياناً أكدت فيه أنَّ “الإدارة” اتخذت خطوات عملية لاستقبال هؤلاء العائدين، من خلال افتتاح مراكز إيواء في عدة مناطق في إقليم شمال وشرق سورية، مضيفة: “قررت العديد من العائلات السورية العودة إلى وطنها، بحثًا عن بيئة آمنة ومستوى معيشي أفضل، لم تجد هذه العائلات سوى إقليم شمال وشرق سورية ملاذًا آمنًا، كما شهدنا قدوم بعض العائلات اللبنانية الفارة من الحرب الدائرة هناك”، كما تم افتتاح مركز إيواء في منطقة العدنانية بريف الرقة، وتجهيزه لتخفيف أعباء السفر عن كاهل النازحين، وتقديم كافة الخدمات الأساسية من إيواء وغذاء لهم” بحسب “الإدارة الذاتية”.
وقالت النازحة العائدة من لبنان، كلبهار عبدو لـ”العربي الجديد”: “أنا من مدينة رأس العين نزحنا إلى لبنان هربا من العمليات العسكرية للجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية لها واجتياح رأس العين منذ قرابة خمس سنوات، وكان استقرارنا في الجنوب اللبناني، ولكن المناطق التي كنا نسكن فيها تعرضت للقصف من الطيران الحربي والمسيرات والصواريخ فهربنا تاركين خلفنا كل شيء حتى بعض الأوراق الرسمية، وأيضا كل أغراضنا الشخصية والمنزلية، هربنا بالثياب التي نرتديها فقط، وذلك إنقاذا لأرواحنا”.
وتابعت: “رحلة الهروب داخل لبنان طالت قرابة أربعة أيام حتى وصلنا للحدود السورية عن طريق حمص ومن حمص إلى الحسكة قرابة ثلاثة أيام مكثنا في المنطقة الحدودية حتى استطعنا تأمين وسيلة نقل، ولم تقدم الحكومة اللبنانية أو النظام السوري أية مساعدات لنا، ولجأنا إلى مخيم رأس العين في الحسكة على أمل الحصول على بعض المساعدة أو تقديم خيمة لنا فنحن لا نستطيع العودة إلى رأس العين”.
بدوره يقول محمد حسن (64 سنة) من منطقة رأس العين لـ “العربي الجديد”: “هذا النزوح الثاني لنا أنا وعائلتي التي تتكون من زوجتي وولدين وبنت وأطفالهم، فولداي متزوجان وكنا قبل العمليات العسكرية ننعم بالهدوء، وكنت أعمل مع أولادي في الأعمال الزراعية ولا سيما زراعة القطن والقمح وكانت حياتنا سعيدة ولكن مع بدء العمليات العسكرية اضطررنا للنزوح وكانت وجهتنا لبنان وهناك عملت حارسا لمزرعة، وولداي كانا يعملان أعمالا يومية والتحق أطفالهم بالمدارس، ولكن مع القصف اليومي لقوات الاحتلال الإسرائيلي وتعرض بعض المناطق المحيطة بنا والقريبة جدا للقصف، لم يكن أمامنا نحن والكثير من السوريين سوى الهرب بأرواحنا والعودة إلى سورية ولكن بسبب وجود الفصائل العسكرية المسلحة في رأس العين وعلمنا بوجود سكان استولوا على منازلنا، لم نجد حلا سوى اللجوء إلى هذا المخيم الذي أعدته “الإدارة الذاتية”. ويختم حسن كلامه قائلا: “كانت رحلة شاقة امتدت قرابة الأسبوع عانينا فيها الكثير وخسرنا الكثير”.
وفي أحدث الإحصاءات الصادرة عن إدارة الهجرة والجوازات التابعة لحكومة النظام، بلغ عدد النازحين والعائدين من لبنان إلى سورية منذ تصعيد كيان الاحتلال الإسرائيلي حربه على لبنان أكثر من 300 ألف شخص، بينهم نحو 82 ألف لبناني و226 ألف سوري، حتى مساء أمس السبت
Comments are closed.