الجمعية التأسيسية لأهالي شهداء وجـرحى مرفأ بيروت: نرفض تدخل بعض الأحزاب في قضيتنا
نظمت “الجمعية التأسيسية لأهالي شهداء وجرحى مرفأ بيروت” وقفتها الشهرية أمام المدخل رقم 3 من مرفأ بيروت، حيث تلى ابراهيم حطيط بيانا قال فيه: “بعد أيام قليلة يحتفل العالم كله بعيدي الطفل والأم، يتهادون، يقطعون الحلوى، يتزاورون، يتبادلون التهاني، الكل ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر الا نحن، اهالي الشهداء، نهابه نخشاه نتوجس من قدومه ووقعه على أمهاتنا وأيتامنا وأراملنا، لأننا نعرف وقعه عليهن جميعا، فالطفل الذي يُتم كان ينتظر هديته في عيد الطفل من والده كما اعتاد والأم التي كانت تنتظر فلذة كبدها ليدخل عليها كعادته مترنما بكلماته العذبة ست الحبايب لن يحضر في هذا اليوم، هل تتخايلون كيف سيكون حالها يوم عيد الأم؟ لا شك ولا ريب ستكون مذبوحة من الوريد للوريد، تخنقها الغصة والدموع تشعل شمعة أمام صورة فلذة كبدها وتستسلم لألامها وأحزانها، أما نحن، فكما لم نترك أمهاتنا وحدهن في هذا اليوم كما في السنتين الماضيتين، فلن نتركهن وحدهن في هذا اليوم رغم كل الصعوبات ورغم تخلي الجميع عنا وتركنا في مهب الرياح والعواصف، سنجمع أمهاتنا مع بعضهن البعض في هذا اليوم، نواسي بعضنا البعض على قاعدة: اللي بيشوف مصيبة غيرو بتهون عليه مصيبتو”.
أضاف: “أمام هذا المشهد الإنساني المؤلم وفي المقلب الآخر، هناك سياسيون وإعلاميون وقضاة بلا ضمير لا يتورعون عن تسييس قضيتنا وزجها في دهاليز التمييع تمهيدا للتضييع، فبعد كل ما سبق وذكرناه عن مخالفات قاضي التحقيق طارق البيطار الذي اعتمد الاستنسابية والاستهداف السياسي بدل وحدة المعايير والنزاهة من خلال عدم استدعاء جميع من كان يعلم ويستطيع ان يفعل شيئا ولم يفعل، باستراتيجيته المزعومة والتي دحضناها بالأدلة والبراهين بدليل استدعائه منذ شهر واحد فقط بعض من كنا نطالب باستدعائهم من سنتين، ها نحن نعيش فصول تلك المسرحية الهزلية القذرة بين عويدات والبيطار ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود بمباركة السفيرة الأميركية وقضاة المخابرات الفرنسية والألمانية الذين يتنقلون بينهم سرا وعلانية، مما أدى لما أدى اليه من تهريب رجل المخابرات الاميركية محمد زياد العوف رغم منع السفر المزعوم بحقه، وبالتالي تعطيل كل سبل وآليات التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت بانتظار تسوية ما، وما أقرفها من كلمة في القضاء، تسوية لن تكون الا على حساب الحقيقة والعدالة وهو ما لن نسمح به أبدا”.
وتابع: “سنتان وسبعة أشهر مرت على ذاك الدوي الرهيب الذي فجر حياتنا وقتل فلذات أكبادنا وزلزل بيروت في الرابع من آب المشؤوم. سنتان وسبعة أشهر والحزن والالم والعذاب يسكن نفوسنا وبيوتنا، نراه في عيون أمهاتنا وأطفالنا، مرسوم في وجوه الآباء والإخوة والأخوات والزوجات، متجذر متعمق متغلغل في كل حركاتنا وسكناتنا، ومع كل مناسبة من المناسبات وعيد من الأعياد نسترجع ذاك اليوم الأسود الرهيب بكل أهواله، فننزوي بأركان بيوتنا بعيدا عن أعين أسرنا لتنفجر دموعنا ونبكي بحرقة أناسا غادرونا بدون مقدمات ولا وداع، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم يعيشون في بلد الفساد والفوضى، وطن الكيانات والأحزاب التي كانت هي نفسها دولة تتقاسم كل شيء من رئاسة الجمهورية نزولا، مرورا بالوزارات والأجهزة الامنية حتى القضاء والقضاة الذين نعاني منهم اليوم”.
وقال: “رغم رهانكم على يأسنا وتعبنا لن نزيدكم الا عزما وعزيمة وإصرارا والمزيد من تمسكنا بحقوقنا وحقوق شهدائنا وضحايانا، وهنا اريد ان اوجه كلمة لمكتب الادعاء في نقابة المحامين الذي اصطف سياسيا ضدنا كتجمع شهداء لمجرد موقفنا من القاضي طارق البيطار، فقاطعنا منذ سنة ونصف السنة وخرج بالأمس ليعلن عن إنجاز حققه عبر محكمة العدل العليا البريطانية بالدعوى المقدمة أمامها على شركة SAVARO لتحصيل تعويضات مالية منها، عارضا أسماء محامييه مع تذكيرنا كالمعتاد بأنهم يعملون تطوعا بل ويدفعون من جيوبهم أيضا، ومن قال لكم يا سادة أننا ننتظر تعوضات مالية وهل هو Test لضبضبة القضية؟ نحن طلاب حقيقة وعدالة فقدناها منكم بأول امتحان حيث سقطتم عندما حاولتم اسقاطنا كأهالي شهداء كرمى لعيون قاض تعرفون في قرارة انفسكم أنه لا يعمل بمهنية، ولو كانت الدول الصديقة لكم تريد مساعدتنا لكانت أعطتنا صور الأقمار الصناعية بدل إخفائها لأسباب تعرفونها جيدا”.
أضاف: “في موضوع الجرحى، وبعد فرضنا قانون مساواة شهدائنا بشهداء الجيش حيث كان يجب ان يشمل هذا القانون الجرحى خصوصا الذين أصيبوا بإعاقات دائمة او شبه دائمة، إلا انه وبانعدام الضمير والوجدان تم استثناؤهم وتحويلهم على وزراة الشؤون الإجتماعية والضمان الصحي، ورغم معاناة كل الجرحى بالضمان والوزارة تكفلت الجمعيات وبعض الخيرين بعلاجاتهم وعملياتهم بدل قيام الجهات المذكورة بواجباتها تجاههم، وبالامس فوجئنا مجددا برفض وزارة الشؤون الإجتماعية قبول طلب أحد الجرحى الذي فقد إحدى عينييه بالانفجار بحجة انه يجب ان تكون فاقدا لعينيك الإثنتين ليقبل طلبك. بكل الأحوال سنكون على موعد مع مؤتمر صحافي فضائحي بخصوص الجرحى قريبا جدا ما لم تصحح الأمور خصوصا من الذين وعدونا ولم يفوا معنا”.
وتابع: “أما بخصوص المعتقلين الذين أطلق سراحهم ضمن حلقة الصراع القضائي والذين أعلنا مرارا وتكرارا أن غالبيتهم العظمى لا ذنب لهم او انهم قاموا بكامل واجباتهم بمراسلة الجهات القضائية والأجهزة المختصة كشفيق مرعي ومحمد المولى على سبيل المثال لا الحصر، فإن البعض من هؤلاء يتعرضون لحملة ظالمة في سبيل منعهم من العودة لأعمالهم بحجة ان إطلاق سراحهم باطل، وهذا ظلم لأن ما بني على باطل هو الباطل وعين الباطل هنا هو اعتقالهم لسنتين ونصف يستحقون عليها اعتذارا صريحا من كل من ظلمهم وظلم عائلاتهم طوال الفترة الماضية”.
وكرر “رفضنا وشجبنا وتنديدنا بتدخل بعض الأحزاب في قضيتنا بطريقة سافرة بغرض تسجيل النقاط السياسية على حساب دمنا وأوجاعنا”.
وختم حطيط متوجها الى القاضي طارق البيطار: “أعدك يا حضرة القاضي، يوم عيد الأم وبكل حرقة قلوب الأمهات والأطفال اليُتم سنرفع أيدينا بالدعاء عليك فإن كنت تؤمن بالله فانتظر النتيجة”.
Comments are closed.