خطوة «المركزي» الدولارية بلا صدى.. ومخاوف من «الشغور» في «النواب»
لم تُحدث خطوة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ببيع الدولار، عبر منصة «صيرفة»، بـ 70 ألف ليرة لبنانية، فيما كان بلغ مشارف الـ 100 ألف في السوق السوداء، الصدى المنشود، فقد ظل الحذر مسيطرا على سوق الدولار الذي هبط إلى 80 ألفا، واعتبر بعض الخبراء الماليين والاقتصاديين خطوة الحاكم أنها تكرار لتجاربه الفاشلة التي سبق أن اعتمدها منذ اول إطلاق لمنصة «صيرفة» في مايو 2022 على سعر 12 ألفا للدولار، صعودا إلى 45 ألفا، وصولا إلى 70 ألفا.
ويقول الخبير الاقتصادي منير يونس، إن لبنان سيصبح في المرتبة الأولى من حيث نسبة التضخم عالميا، بعد فنزويلا وزيمبابوي، وقد خطا خطواته الأولى نحو «التضخم المفرط»، وسيفرض سعر صرف الدولار واقعا سياسيا وأمنيا خطيرا.
وتوقع خبراء آخرون عودة الدولار الى مراتبه السعرية، بعد ان يعجز المركزي عن رفد منصة «صيرفة» بالدولارات التي سيضطر إلى إعادة تجميعها من السوق السوداء، تجنبا لهدر المزيد من الاحتياطي.
وتقول مصادر مصرفية إن خطوة الحاكم ترمي إلى تخفيف حجم الكتلة النقدية بالليرة، لكنها سرعان ما ستعود للارتفاع، طالما ان مصرف لبنان يمول عمليات «صيرفة» بشراء الدولارات، ولا يستطيع وقف تدفق دولارات السوق اللبنانية المفتوحة إلى دول الجوار المتعطشة اليه.
في هذه الأثناء، ورغم الأزمة الخانقة، لم تنفذ خطة نقل المباني الوزارية إلى المدينة الرياضية للتوفير على الخزينة بل العكس حصل، حيث جددت عقود ايجارات المباني الحكومية الفخمة في وسط بيروت، بزيادة 30% على عقود الإيجار بالدولار، والدفع نقدا، كون معظم هذه المباني مملوكة من أصحاب السلطة والنفوذ.
وتقول جريدة «البناء» إن قرار مصرف لبنان جاء نتيجة الاتفاق بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والحاكم سلامة وجمعية المصارف.
رئاسياً، انفراط عقد اللجان النيابية بفعل انسحاب الكتل النيابية المسيحية، الثلاثاء الفائت، وقبلها فشل رئاسة المجلس في تأمين نصاب عقد جلسة تشريعية أتاح الشعور بأن الشغور قد يمتد من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب أيضا.
هذا الواقع، قابله رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالقول أمس إنه لا جلسة انتخاب رئاسية مسرحية أدعو إليها، بل سأجرب كسر الجمود المطبق على الاستحقاق الرئاسي، ولن أدعو إلى موعد جديد، ما لم أبصر أمامي المعطيات التي تؤكد لي أننا سنكون بصدد انتخاب رئيس للجمهورية.
وعن المعطيات، شدد بري، بحسب جريدة «الأخبار»، على الذهاب إلى المجلس بعد التفاهم، إما على انسحاب أحد لأحد، أو بوجود مرشحين أو أكثر، وعندما نصبح جاهزين للذهاب إلى الانتخاب لا لهدر الوقت، وتسجيل المواقف، أحدد فورا موعد الجلسة.
وقيل لبري إن للفريق الآخر مرشحه المعلن فيما لا مرشح معلن لفريقكم، أجاب: نحن مرشحنا معروف وهو سليمان فرنجية، وقد سمته الورقة البيضاء من دون ان تكتب اسمه، ولا يسع أحد القول إنه لا يعرفه، وفي الجلسة الأولى للانتخاب في 29 سبتمبر حصل على 63 صوتا، وهو لايزال مرشحنا، وأما مرشحهم (ويقصد ميشال معوض) فليس سوى «تجربة أنبوبية».
من جانبه، رد المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض، على وصف بري له بالتجربة «الأنبوبية»، معتبرا فيه محاولة إساءة الى رئيس جمهورية شهيد هو الرئيس رينيه معوض، والى كل الكتل والنواب الذين صوتوا للنائب ميشال معوض، كما ان الإساءة تطول منطقتي زغرتا والشمال.
وذكر معوض بري بحصاره لبيروت عام 2008 وبممارساته الميليشياوية وباجتياح 7 مايو، مشيرا الى انه يحاصر لبنان اليوم مع حليفه حزب الله ارضاء لمشاريع خارجية، وخلص ميشال معوض الى وصف الرئيس بري بــ «استاذ الفساد العابر للعهود».
وردا على الرد، قال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل «كان الأجدى بمعوض ان يتأكد من مضمون ودقة الكلام الذي نقل عن لسان دولة الرئيس نبيه بري، ولكن عصبيته كشفته أمام جميع اللبنانيين وكشفت اي مشروع مرشح للرئاسة هو».
واضاف: «للمعجزة» نقول نتفهم شعورك بعدما ايقنت أنك تحولت الى أنبوب تجارب سياسي في مختبر من رشحك وضحك عليك. أما الاستثمار بدماء الرئيس الشهيد رينيه معوض من قبلك، عبر الزج باسمه في بيانك غير المحترم، فهو أمر أقل ما يقال عنه إنه معيب، ولكن ذلك ليس مستغربا منك، لأنك تعيش عقدة تكوينك السياسي الذي يعرف الناس دور عائلتك فيه، في النيابة والوزارة والعلاقات المفتوحة على مساحة المصالح والصفقات التي جعلت منك ما انت عليه».
وختم خليل بالقول: «أما اتهامك لحركة سياسية هي حركة أمل قدمت آلاف الشهداء في سبيل لبنان خلال كل المراحل فمردود عليك، والشبهة كل الشبهة هي في الفساد وسرقة أموال ممولي حركتك وجمعياتك باسم الشعب اللبناني، رحم الله الرئيس الشهيد رينيه معوض.. ويلي خلف مات».
وفي المقابل، ذكرت صحيفة «نداء الوطن» أن شخصية عربية زارت بري في الآونة الأخيرة، ونصحته بنسيان انتخاب سليمان فرنجية.
كما أشارت مواقع التواصل الاجتماعي في بيروت، الى ان فرنجية التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعيدا عن الأضواء منذ بضعة أشهر، حيث أبلغه مضيفه بأن اسمه ليس مقبولا لدى جهات عربية نافذة.
النائب جورج عقيص، عضو تكتل «الجمهورية القوية»، قال، امس، إن «القوات اللبنانية» لن تخضع وتنتخب مرشح الفريق الآخر.
وأضاف: إذا جاء رئيس من طرف «حزب الله»، فسيذهب إلى الحكم المطلق في لبنان، لذلك أي فراغ، على علاته، أفضل من رئيس يكمل مسار الست سنوات، على هذا النحو، ولا يتكلوا على قصر نفسنا.
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.