نائب تغييري: كل الدروب تؤدي إلى طاحونة جوزاف عون
جلسة الانتخاب الرئاسية السادسة، الخميس المقبل، ستكون كما الخامسة، والرابعة، وما قبلهما، فالنهج نفسه، والسيناريو ذاته، والهدف عينه، ومشروع تعطيل انتخاب الرئيس واحد، وان اختلفت الاوقات، وهذه المسرحية مستمرة مادامت المصالح الدولية والاقليمية متشابكة وبعيدة عن الحلول.
ما حدث في جلسات الانتخاب الرئاسية السابقة والمتوقع في اللاحقة، خطير للغاية، كما يقول نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الذي خرج من بوتقة التيار الحر، في الجلسة الانتخابية الأخيرة ليتمرد على الورقة البيضاء، ويصوت باسم وزير الداخلية الاسبق زياد بارود، الأمر الذي عكر صلاته برئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي مازال «ينفخ في اللبن.. بعد أن كواه الحليب».
وبحسب النائب مروان حمادة، فان الرئيس بري يتصرف بحكمة، ويرى ان الاخطر من الخطير الحاصل، هو معالجة جلسات الانتخاب بما يحشر فريق «الورقة البيضاء» في الزاوية، وما يعيدنا الى ظروف تعطيل الرئاسة، ما بعد الرئيس ميشال سليمان طوال سنتين ونصف السنة، التي انتهت بانتخاب ميشال عون، وعهده المشؤوم كما يقول حمادة.
وأضاف حمادة لقناة «الجديد»: ان جبران باسيل من المستحيلين للرئاسة، وفرنجية من المعقولين، وجوزاف عون من المقبولين، اما المثقفون فوصولهم صعب بسبب المعادلات الاقليمية.
والراهن ان تفشيل وصول المرشح ميشال معوض الى الرئاسة، او حتى الى مشارفها، من خلال لعبة النصاب في الدورتين الاولى والثانية، يوازيه فشل تسويق سليمان فرنجية، رغم تبنيه غير المعلن من جانب حزب الله، الأمر الذي سيفضي الى بروز اسماء مرشحين مقبولين اما بالاقتراع واما بالتفاهم المسبق، لأنه لن يكون مقبولا المتابعة بالسيناريو التعطيلي الحاصل.
من هنا فان المصادر المتابعة تؤكد لـ «الأنباء» ان تسمية النائب الياس بوصعب للوزير السابق زياد بارود، لم يكن مجرد هروب من الورقة البيضاء وحسب، انما يبدو ان بارود هو الاسم الذي وقع او سيقع عليه خيار التيار الحر، لطرحه مرشحا رئاسيا للتيار، ريثما تنضج طبخة باسيل، لكن بارود الذي خاض التجربة الانتخابية على لائحة التيار الحر في انتخابات 2018، حيث اعطى التيار من قاعدته الشعبية في دائرة كسروان – جبيل، ولم يعطه التيار شيئا مقابلا، مما حال دون وصوله الى مجلس النواب، رد على تسميته من قبل النائب التياري بوصعب، بأنه لم يعلن ترشحه.
على صعيد النواب التغييريين والسياديين والمعتدلين، وخاصة السنيين منهم، فهؤلاء في جو القناعة بأن كل الدروب الانتخابية ستؤدي الى طاحونة العماد جوزاف عون، مهما بلغت المنعطفات والتعرجات.
ويقول نائب تغييري نافذ لـ «الأنباء»، ان المعطيات الدولية والداخلية المرتبطة بها، تبدو في هذا الاتجاه: تريدون رئيس اللاتحدي؟ العماد جوزاف عون ليس تحدويا، هو صلة الوصل بين مختلف القوى المؤثرة، وهو المؤهل الوحيد لهذه المرحلة.
وعن المسافة التعطيلية، المطلوب اجتيازها وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية، يقول النائب عينه، ليس من السهل الجواب، في ضوء ارتباط هذه المسألة بالمصالح الاقليمية والدولية، بأطرافها الاميركية والايرانية والاسرائيلية، وامتداداتهم، على ان ثمة ايحاءات اميركية، خصوصا لمن بيدهم الامر في لبنان، بوجوب منع الانهيار المالي والاقتصادي وبالتالي الأمني مهما تفاقمت الامور السياسية والاجتماعية.
لكن تبقى الظاهرة الخطرة، برأي المفكر الاسلامي د.رضوان السيد لإذاعة «صوت لبنان» هي الانطباع المترسخ لدى المواطن اللبناني بأن مؤسسات الدولة هي مصدر المشكلات المعقدة، إما بفسادها، وإما بإهمالها، وبينها الرئاسات الثلاث: الجمهورية والنيابية والحكومة، وهي بنظر المواطن باتت خارج الاهتمام بمصالح المواطنين او بتسيير اعمال الدولة، بل في أحيان كثيرة، ساهمت في تفاقم تلك الأزمات، مثال ذلك الكهرباء وودائع المواطنين في المصارف، لذلك تكونت الفكرة لدى اللبنانيين بأن المؤسسات الدستورية وغير الدستورية، ليست هي التي تسير اعمال الشأن العام، وهذا ما يفسر عدم الاهتمام حتى بانتخاب رئيس الجمهورية، مما ولد الظاهرة الخطرة، ظاهرة كراهية المواطنين للمؤسسات الرسمية، مما يوجب العمل على تجاوزها.
ومن مظاهر، هذه الظاهرة، فشل مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية بعد خمس جلسات ضاعت في السجالات السفسطائية حول المواد الدستورية المتعلقة بالنصاب القانوني لجلسات الانتخاب، الى حد «التلاسن» بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل.
ومنها ايضا، فشل الحكومة في الادارة، ومكافحة الفساد ومنع الهدر، والتطاول على اموال المساعدات الخارجية للوزارات، فضلا عن العجز عن تأمين حتى القرطاسية للادارات بدءا من ورقة الطابع ودفاتر الايصالات وصولا الى جوازات السفر.
أما عن رئاسة الجمهورية، فقال وزير الداخلية بسام مولوي، عبر برنامج «صار الوقت» من محطة «ام تي ڤي»، منتقدا مسيرة رئاسة الجمهورية الأخيرة: «على رئيس الجمهورية أن يستمع للناس لا أن يسكتهم ليسمعوه، وأن يكون رئيسا للجميع لا لفئة أو حزب أو تيار ويجب أن يتحدث الناس عن إنجازاته لا أن يتحدث هو عن إنجازات لم يحققها، وان يتعاطى بالملفات الدستورية بطريقة منتجة لا بفذلكات دستورية، كما فعل الرئيس السابق ميشال عون بالمرحلة الاخيرة من ولايته.
والقوات اللبنانية اعتبرت انه لن يستقيم الوضع في لبنان قبل حل الاشكالية المتمثلة في حزب الله، والتي لا تختلف بتاتا عن الاشكالية الفلسطينية التي تسببت بالحرب الاهلية والاشكالية البعثية السورية التي احتلت لبنان.
وأضاف التقرير اليومي للقوات: المشكلة الرئيسية الآن هي حزب الله، ودون حلها سيبقى لبنان دولة مخطوفة.
الأنباء – عمر حبنجر
Comments are closed.