عودة تهريب المازوت إلى سورية.. ترسيم الحدود يخلط الأوراق وانعطافة جنبلاطية تعيد خلط الأوراق
اختلطت الأوراق بالمواقف في لبنان، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من منكر لإيمان حزب الله بالحوار قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، الى داعية للتحاور معه على ابواب الاستحقاقات الحكومية والرئاسية، وان من خلال الكهرباء والشركة الوطنية لاستثمار النفط والغاز. والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من متغيب عن ملف الحكومة، مع القفز السريع الى الاستحقاق الرئاسي، الى مناد بتشكيلها أولا، وقبل كل شيء، يماشيه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتعارضه القوات اللبنانية والكتائب والسياديين من النواب، الذين يرون ان تشكيل الحكومة اصبح وراءهم، وان كل الجهد، يجب ان ينصب على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضليع في السياسة، مدرك لمفاصل التركيبة اللبنانية بطوائفها ومذاهبها وأحزابها، ويستطيع ان يستخلص من كل هذه الفسيفساء قواسم مشتركة.
خلفية هذه التوجهات حمالة أوجه، البعض يردها الى اقتراب البلسم الاوروبي من شفاء مفاوضات فيينا النووية، الاميركية – الايرانية، والبعض الاخر يوجه الانظار الى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع الاسرائيليين، والتي حققت تقدما ملموسا، بمعزل عن تأجيل ابرامها الى ما بعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، وهناك من يرى العاملين معا، في خلفية هذا الخلط للأوراق السياسية في لبنان، وكلا الحالين وجهان لعملة واحدة في النهاية، وان كانت الأرجحية لترسيم الحدود وثماره اللبنانية، المطروحة للتقاسم السياسي قبل النضوج.
المصادر المتابعة، تعتقد ان استكمال هذا الملف يتطلب وجود حكومة تجتمع وتقر وفي عهد الرئيس ميشال عون بالذات، الذي قد يحتاج الى مثل هذا «الانجاز» في زمن افتقد فيه اللبنانيون طعم الانجازات.
وعكـــس هـذا يرومـه المعارضون من سياديين وتغييريين وقوات وكتائب، فالرئاسة اولا، والحكومة للعهد الجديد، حتى يخرج فريق عون من «المولد بلا حمص»، بحسب الأمثال الشعبية.
وعليه، فسيلتقي وليد جنبلاط، هذا الاسبوع بالمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل، ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا، في منزل جنبلاط في بيروت، كما ذكرت المصادر المتابعة لـ«الأنباء» ولن يتطرق المجتمعون الى القضايا الشائكة الكبرى، كما قال جنبلاط، فيما تركت مصادر الحزب له ان يطرح ما يشاء دون تحفظ.
وتفسيرا لهذا التحول الجنبلاطي، قال نائب الشوف بلال عبدالله، ان جنبلاط يحاول ان يمنع الانهيار الكامل للبلد، وان يحافظ على ما تبقى من بنيته، وأضاف في حديث متلفز: هناك خلاف سياسي مع حزب الله، وما نحن متفقون عليه، هو «تنظيم هذا الخلاف».
وسئل: سبق لجنبلاط ان اعلن عدم امكانية التحاور مع حزب الله، فهل الاستحقاق الرئاسي وراء هذا التحول؟ فأجاب عبدالله: أعتقد انه الاستحقاق الاقتصادي والاجتماعي وعوز الناس.
وعما اذا كان جنبلاط سيسير بالاسم الذي يطرحه حزب الله للرئاسة أجاب عبدالله: سيسير وليد جنبلاط بالاسم الذي يقتنع به، ويكون لديه برنامج انقاذ.
القوات اللبنانية، اعتبرت بلسان النائب ستريدا جعجع ان محطة الانتخابات الرئاسية، هي على مفترق الطريق الوحيد المتاح من أجل تغيير المسار الانحداري للبلد، ومن خلال تغيير هذا المسار، يمكن ان يبدأ الخروج من جهنم التي رمانا بها المهيمنون على السلطة في لبنان. وقالت ان سمير جعجع بترشحه للرئاسة، وضع السقف الاعلى لمعركة الرئاسة، فاتحا الباب لمن يريد أن يتقدم تحت هذا السقف، وفي الثالث من يونيو وضع ترشيحه على الرف من أجل اتفاق المعارضة مع مرشح سيادي. اما حزب الكتائب، فقد اعتبر ان «التكليف الالهي» الذي تحدث عنه نصر الله مرفوض.. وجاء في بيان لمكتبه السياسي: ان اي كلام عن معادلات الردع، لا يستقيم اذا كان الشعب منقسما حول سلاح الحزب.
من جهته التيار الحر، لا يرى غير القوات اللبنانية في المشهد النيابي المعارض، متحدثا عن ثلاث استحقاقات سياسية بعد الانتخابات، حيث فاز نبيه بري برئاسة المجلس النيابي والياس بوصعب بنيابة الرئاسة، وألان عون بأمانة السر قبل ان يكلف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة، واذا كان صحيحا ان الاكثرية التي ادت الى هذه النتائج ليست ثابتة، الا ان الثابت الوحيد، هو ان الاكثرية النيابية التي احتفل بها سمير جعجع مساء 15 مايو لم يعد لها وجود على الاطلاق.
في غضون ذلك، استأنفت مافيات النفط تهريب المازوت من لبنان الى سورية، بعد مضاعفة اسعار هذه المادة من قبل الحكومة السورية. وأفاد شهود عيان عن عودة مشاهدة صهاريج تنقل المازوت عند المعابر غير الشرعية بين لبنان وسورية شمالا.
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.