التشكيل الحكومي في الطريق المسدود والاستحقاق الرئاسي في دائرة العد التنازلي
قضية توقيف المطران موسى الحاج تطورت من الانشغال إلى التشاغل، مغيبة الأوساط الرسمية عن الاستحقاقات الدستورية، وبالذات تشكيل الحكومة، الذي يبدو أن فريقي الصراع في بعبدا والسراي الكبير، سلما بوصول هذا الاستحقاق، إلى الطريق المسدود، وليس من مؤشر على وجود عطار بوسعه إصلاح ما أفسده الدهر بين رؤوس السلطة اللبنانية الحاضرة، على الرغم من المناشدات العربية والدولية.
هذه القضية تؤشر بوضوح، على أنه لا حكومة فاعلة قبل نهاية الولاية الرئاسية، فالوقت داهم الجميع، والعد العكسي للاستحقاق الرئاسي بدأ عمليا منذ الإفطار الرمضاني الذي أقامه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لفارسي السباق إلى بعبدا، سليمان فرنجية وجبران باسيل، وقد بلغ الآن حدود المائة يوم فقط من الموعد الدستوري، ودون أن يظهر في الميدان، المزيد من الفرسان.
أما بالنسبة لجبران باسيل، فما زال يخبز على البارد، وعلى المواقد الهنغارية والفرنسية، بلا طائل، وقد خرج من العشاء الرمضاني جائعا، كما يبدو، ومؤشرات ذلك، فقدان توازن الموقف الرئاسي من التطورات وخصوصا قضية المطران موسى الحاج، من تحويله من صندوق بريد تارة والضرب بسيفه ومن ثم استقباله في بعبدا تارة أخرى، مع راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون امس.
وخلال اللقاء، اطلع الرئيس عون من المطران الحاج على ملابسات ما حصل معه عند معبر الناقورة يوم الاثنين الماضي في أثناء انتقاله من الأراضي المقدسة الى لبنان. وأكد الرئيس عون للمطران الحاج انه تابع هذه المسألة فور حصولها وهي الآن قيد المعالجة.
وفيما دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إلى اعتماد المعالجة الهادئة، لقضية المطران الحاج، كما لقضايا المؤسسات الدستورية، مع رفض الاستغلال الإسرائيلي، لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الأموال، قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين: «نحن بعد 40 عاما اصبحنا في موقع من يفرض المعادلة كل المعادلة..».
في غضون ذلك تحرك ملف ترسيم الحدود البحرية جنوبا، على نحو لافت، وتوقعت مصادر متابعة وصول الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت مساء الأحد 31 يوليو، وفي حال عاد إلى لبنان بجو إيجابي، فإن موقع «أساس» يتوقع زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إلى المنطقة منتصف أغسطس، لترعى توقيع الاتفاق النهائي بين بيروت وتل أبيب!.
وتشير المصادر إلى أن ملف الترسيم يشهد حراكا في الظل، معاكسا للأجواء السلبية الظاهرة للعلن، وسيلتقي هوكشتاين الرئيس ميشال عون في الأول من أغسطس، حيث يصادف عيد الجيش.
وفي معلومات القناة البرتقالية الناطقة بلسان «التيار الحر» ان هذه الزيارة هي أكثر أهمية من سابقاتها، بناء على معطيات أدلى بها الرئيس عون حيث تحدث عن إيجابيات في ملف الترسيم، وقال حرفيا في السادس من يوليو: أعتقد ان الترسيم ماشي وقريبا إن شاء الله ننتهي، ولا أعتقد أن إنهاءه يحتاج إلى مدة طويلة، والحل سيكون لمصلحة لبنان والجميع، الطرفان سيكونان راضيين، وأما العكس فيكون بمنزلة وضع اليد، وأستطيع أن أقول إن المدة المتبقية التي سنتوصل فيها إلى حل قصيرة، وأعتقد اننا بتنا قريبين من التفاهم مع الأميركيين الذين يتولون الوساطة، أما الموعد المحدد فلن نصل إليه بعد، لكن أستطيع القول إن العملية ناجحة.
واللافت في كلام الرئيس عون عدم تطرقه إلى أساس الاتفاق الذي تحدث عن قربه، وعلى أي خط بحري سيتم الترسيم، وإن كان ظاهر الأمور يوحي بأن الخط 29 قد تبخر وتم رضوخ الفريق اللبناني لحدود الخط 23، وواضح ايضا أن الرئيس عون ووريثه السياسي جبران باسيل، يريدان أن يكون توقيع الرئيس عون على الاتفاق ولا أحد سواه، واستسراع الأمور، قبل 31 اكتوبر، حيث نهاية الولاية الرئاسية.
ويقول نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، المفوض بالتواصل مع هوكشتاين، ان الأخير سيأتي حاملا معه جواب إسرائيل على الطرح اللبناني، دون أن يدري، سلبيا كان او إيجابيا.
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.