“الأفلام القصيرة المتوسطية” في البترون
من بيروت الى البترون، تحول أمس حيّ بيوت المغتربين في حارة القلعة الى سينما واقعية في الهواء الطلق بمقاعد سينما حقيقية منحت المشاركين تجربة سينمائية فريدة، وانطلقت من خلالها فعاليات مهرجان “الأفلام القصيرة المتوسطية” (يستمر حتى مساء الأحد 4 الجاري) بنسخته السادسة، بحضور رئيس اللجنة الوطنية للاونيسكو شوقي ساسين ممثلاً وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى، وعدد كبير من المخرجين والممثلين أبرزهم جورج خباز، هند باز، ماري تيريز معلوف، وسام صباغ، ميشال حوراني، جوزف ساسين وبيو شيخاني.
تخطّى عدد الحاضرين عدد الكراسي المجهزة فافترشوا الأدراج ومقاعد الحجر القديمة بحماسة لا مثيل لها وشغف ثقافي وشوق لمشاهدة الأفلام المشاركة. أمّا الافتتاح، فانطلق بمفاجأة اللجنة المنظمة الحضور بعرض فيلم قصير من خارج المنافسة عرضت من خلاله سيرة عادل عسال اكبر صياد بحري معمّر في البترون.
ومن أصل 24 فيلماً قصيراً تتنافس ضمن 3 فئات “أفضل فيلم لبناني قصير”، “أفضل فيلم أجنبي قصير”، وفيلم يفوز بتصويت الجمهور، عرضت في افتتاح الأمس 4 أفلام قصيرة وهي “Noir Soleil” للمخرجة الفرنسية ماري لاريف، و”At The Airport” لليوناني ميكاليس ماتيوداكيس و”Night” للمخرج الأردني الفلسطيني أحمد صالح، بالإضافة إلى “So Cool” للمخرجة ماريلين نعمان التي غابت عن الافتتاح بسبب تواجدها في فرنسا لتصوير عمل جديد، على أن تحضر الحفلة الختامية يوم الأحد، آملةً أن يفوز فيلمها.
أما لجنة التحكيم فتتألف من المخرج المصري سامح علاء، المخرج اليوناني ستافروس مافرولاتيز وابنة البترون الممثلة سينتيا خليفة التي التقيناها هناك وعبّرت عن مدى فخرها بالمهرجان وبالصورة الجميلة التي يرسمها عن البترون بروحها الحلوة وأهلها المفعمين بالثقافة وحب الحياة. سينتيا التي شاركت في لجان تحكيم سابقة منها مهرجان “برلين للمسلسلات التلفزيونية”، قالت إن “اختيار الفائزين يستند إلى التقنيات والمستوى الإخراجي والقصة، والجوائز في النهاية تذهب لمن استطاع دخول قلوبنا وتحريك شيء ما في داخلنا، وهو ما أبحث عنه في الأفلام المشاركة”.
من جهته، رأى رئيس لجنة مهرجانات “البترون الدولية” المحامي سايد فيّاض في حديث مع “نداء الوطن” أنّ “البترون بدأت تأخذ حقها على الخريطة السياحية وباتت مقصداً أساسياً للسياح الوافدين، ومهرجان اليوم هو امتداد لنجاحات مهرجانات البترون التي نفتخر بها، على أمل أن نتمكن من تحويله إلى مهرجان عالمي يشارك فيه مخرجون من كل البلدان، خاصةً بعد أن تم تكريمه من قبل “Beirut Golden Awards”. وأضاف: “عملنا بجهد كبير لخلق سينما واقعية في الهواء الطلق، فبالإضافة إلى حجارة القلعة التي تضفي على المكان جواً من التراث العريق الدافئ، قمنا بشراء وترميم مقاعد سينما حقيقية كانت تابعة لسينما “Paladium” في طرابلس التي أقفلت أبوابها العام 1965، مانحين الحاضرين تجربة سينمائية فعلية ومميزة”.
ولا يقتصر المهرجان على عرض الأفلام القصيرة فحسب، بل تنظم على هامشه ورش تدريبية لطلاب الفن السابع برئاسة الدكتور نيكولا خباز. ويذكر أن الدخول مجاني والدعوة مفتوحة لكل من هم فوق الـ15 عاماً.
Comments are closed.