«هوس مانجيوني».. لماذا تعاطف الناس مع قاتل رئيس إحدى كبريات الشركات الأمريكية؟
أثارت محاكمة لويجي مانجيوني، المتهم بقتل برايان تومبسون الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير، إحدى كبريات شركات التأمين الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية، جدلاً واسعاً، وتحولت إلى ظاهرة تُعرف باسم «هوس مانجيوني».
انقسم الرأي العام بين من يعتبر لويجي مانجيوني صوتاً صارخاً ضد عدم كفاءة نظام الرعاية الصحية الأمريكي، ومن يدينه على أفعاله العنيفة وجريمته الصادمة.
من هو لويجي مانجيوني؟
لويجي مانجيوني، 26 عاماً، متهم بقتل برايان تومبسون، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير، أمام أحد الفنادق في نيويورك.
وفقاً لملف القضية، ارتكب مانجيوني جريمته باستخدام سلاح مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد، كما عُثر بحوزته على دفتر يتضمن انتقادات حادة لنظام الرعاية الصحية الأمريكي.
أكد ممثلو الادعاء أن لويجي مانجيوني استهدف تومبسون باعتباره رمزاً لجشع الشركات. بينما يدافع فريقه القانوني بأنه كان ضحية اليأس والإحباط بسبب النظام الصحي غير العادل.
أسباب التعاطف مع لويجي مانجيوني
فسرت وسائل الإعلام الأمريكية حالة التعاطف الشعبي مع مانجيوني، بسبب انتقاداته الصريحة لنظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، والتي وثقها في دفتر ملاحظاته الذي عُثر عليه عند اعتقاله.
اتفق المتعاطفون مع أراء لويجي مانجيوني، حيث يعاني كثير من الأمريكيين بسبب التكاليف الباهظة للرعاية الصحية وحرمانهم من خدمات أساسية، ما جعلهم يجدون في القضية وسيلة لنقل آرائهم.
وانتشرت الوسوم الداعمة للمتهم بالقتل، عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي حملت رسائل واضحة ومباشرة مثل «عدالة الرعاية الصحية»، «مانجيوني يهم»، وتجاهل معظم أصحاب المنشورات، حادث مقتل برايان تومبسون، وتركز حديثهم حول أبرز عيوب النظام الصحي، والتي قد تكون دفعت مانجيوني إلى ارتكاب جريمته.
القاتل أصبح بطلاً شعبياً
قبل اعتقال لويجي مانجيوني، أعلن عدد من صناع المحتوى المرتبط بعالم الجريمة، أنهم تلقوا رسائل من المحققين لطلب المساعدة في محاولة تقفي أثر القاتل الملثم الذي صورته كاميرات المراقبة، لكنهم رفضوا ذلك، لاعتبارهم الضحية رمزاً لمعاناة الملايين من عدم الحصول على الخدمات الصحية.
كما حرص بعضهم على تضخيم صورة مانجيوني كبطل مضاد. وسلطت الأفلام الوثائقية والبودكاست والمقالات الضوء عليه كشخصية تعبر عن غضب الناس من نظام يرى كثيرون أنه خدم مصالح الشركات على حساب الأفراد.
آخر تطورات محاكمة لويجي مانجيوني
بدأت المحاكمة بإعلان مانجيوني براءته من التهم الموجهة إليه، والتي تشمل القتل العمد من الدرجة الأولى كعمل إرهابي.
وانتقدت محامية المتهم، كارين فريدمان أجنيفيلو، توجيه تهم إلى موكلها من سلطتين مختلفتين، حيث يُحاكم فيدرالياً وعلى مستوى الولاية، معتبرة أن تلك المحاكمة قد تنتهك حقوق لويجي مانجيوني، وتتسبب في معاقبته بطريقة مفرطة.
وركزت المحامية على المشاكل النفسية التي يعانيها موكلها، مشيرة إلى أن مانجيوني شاب أثرت فيه ضغوط نظام صحي يضع الأرباح فوق حياة الناس.
حددت المحكمة موعداً لجلستها المقبلة في 21 فبراير 2025، حيث ستبدأ عملية اختيار هيئة المحلفين. وسط توقعات من محللين قانونيين باستغراق المحاكمة وقتاً طويلاً، بسبب تعقيد القضية والاهتمام الإعلامي الكبير بها، كما سيدلي خبراء في سياسات الرعاية الصحية وشؤون الاقتصاد بشهاداتهم، ما قد يوجه المحاكمة نحو مناقشة أعمق لقضايا النظام الصحي بدلاً من التركيز على جريمة القتل.
Comments are closed.