«تشمل سوريا ولبنان».. هكذا يستعد الجيش الإسرائيلي لـ«عملية الشتاء»
يستعد الجيش الإسرائيلي لعمليات عسكرية طويلة الأمد في سوريا ولبنان، تتطلب تزويد قواته بمعدات لمواجهة الطقس البارد، مما يعني أن العمليات العسكرية قد تستمر خلال الشتاء.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في تقرير تابعته “العين الإخبارية” إنه: “تستعد قوات الجيش الإسرائيلي لعملية في الشتاء الجاري في جميع المناطق العملياتية، مع التركيز الشديد على التحديات التي يفرضها تساقط الثلوج في المناطق الشمالية، في أراض لم تعمل فيها القوات الإسرائيلية منذ 50 عامًا”.
وأضافت: “بالاستعانة بالدروس المستفادة من عملياتها التاريخية وخبرة الجيوش الأجنبية المعتادة على حرب الشتاء، تتبنى قوات الجيش الإسرائيلي استراتيجيات جديدة للحفاظ على الجاهزية العملياتية في الظروف القاسية”.
وكُشفت النقاب عن أنه “بعد حوالي أسبوع من استيلاء القوات الإسرائيلية على جبل الشيخ السوري وتقدمها لمسافة من 6 إلى 7.5 ميل خارج حدود مرتفعات الجولان، أطلقت مديرية التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش الإسرائيلي مبادرة شراء عاجلة وواسعة النطاق”.
وقالت إنه: “توفر هذه العملية آلاف العناصر والأدوات الشتوية المتخصصة، مثل الملاجئ المعزولة، والخدمات اللوجستية المتطورة، والتي تستند إلى الممارسات العملياتية للجيوش الأوروبية والأمريكية ذات الخبرة في القتال في بيئات تحت الصفر”.
وأضافت أنه “من خلال التنسيق السريع مع مديرية المشتريات بوزارة الدفاع، تمكنت مديرية التكنولوجيا بالفعل من تأمين آلاف الأحذية الشتوية العسكرية المصنوعة في كندا والمصممة للاستخدام العملياتي في الثلوج ودرجات الحرارة تحت الصفر”.
وأشارت في هذا الصدد إلى أنه “من المتوقع تساقط الثلوج في الأسابيع المقبلة على مرتفعات الجولان، والطرف السوري من جبل الشيخ، ومواقع متعددة في جنوب لبنان، حيث تظل القوات الإسرائيلية منتشرة، وخاصة على طول القطاع الشرقي الموازي لسلسلة جبال راميم”.
وقالت: “في الأشهر القليلة الماضية، حصل الجيش الإسرائيلي على أكثر من 2000 حاوية معيشية متنقلة، خُصص العديد منها للانتشار الشمالي”، مضيفة: “ستضم هذه الوحدات المعزولة الجنود المتمركزين خارج الحدود في كل من جنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية”.
وذكرت الصحيفة أنه “في جنوب لبنان، حيث من المتوقع أن تبقى القوات لمدة شهر على الأقل (وصولا إلى نهاية فترة تثبيت وقف إطلاق النار المفترض أن تستمر 60 يومًا)، تم تجهيز قوات المشاة والاحتياط في لواء جولاني بالفعل بهياكل محمولة ووحدات استحمام وحمامات معزولة وأنظمة تدفئة ومرافق طهي”.
استعداد للشتاء في جبل الشيخ
كما ذكرت أنه “يتم إنشاء بنية تحتية لوجستية في جبل الشيخ السوري، الذي تسيطر عليه إسرائيل الآن”.
وقالت: “هذه المنطقة الجبلية التي ترتفع إلى 9186 قدمًا – تغطي مئات الأفدنة – تخلت عنها مؤخرًا القوات السورية، ويقوم الجيش الإسرائيلي الآن بإنشاء أول موقع عملياتي له في المنطقة”.
وأضافت أنه: “يتم تجهيز القوات المتمركزة هناك، بما في ذلك المظليين وألوية الكوماندوز والوحدات المدرعة العاملة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، بمعدات متخصصة مخصصة عادة للوحدة الجبلية”.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية قائلة إنه: “تشمل هذه المعدات ثلاث مجموعات من الملابس الحرارية، وصنادل شتوية معزولة، وأقنعة تزلج لحماية الوجه، وجوارب سميكة، وبدلات معزولة للمهام الثابتة”.
وأضافت: “كما يتم نشر ملاجئ مدفأة لعلاج الجنود الذين يعانون من انخفاض حرارة الجسم بسرعة وفعالية، بالإضافة إلى ذلك، يتم تركيب أنظمة مضادة للتجمد لمنع تجمد المعدات والبطاريات الأساسية في درجات الحرارة الباردة”.
عمليات في ظروف قاسية
وأشارت الصحيفة إلى أنه “للتعامل مع الاضطرابات المحتملة الناجمة عن العواصف الثلجية أو انسداد طرق الإمداد، يقوم الجيش الإسرائيلي بتخزين أطنان من الأطعمة الجافة والمعلبة مسبقًا في المواقع النائية”.
وقالت إنه: “ستدعم هذه المخزونات القوات لأكثر من أسبوع دون الحاجة إلى خطوط إمداد لوجستية نشطة”.
وأوضح مصدر في الجيش الإسرائيلي قائلا: “لقد وضعنا بروتوكولات للسيناريوهات المتطرفة، والتي واجهناها خلال فصول الشتاء الماضية في مواقع استيطانية”.
وأضاف المصدر: “لكن هذا الوضع مختلف – هذه المرة، نحن نعمل في أراضي العدو تحت التهديد الوشيك بشتاء قاسٍ. لقد درسنا تاريخنا منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين، عندما كانت قوات الجيش الإسرائيلي متمركزة في هذه المناطق، والهدف هو ضمان راحة الجنود وأمانهم وتزويدهم بالطعام الساخن، حتى في أقسى الظروف. ونحن نقوم بالفعل بتسليم وجبات مطبوخة إلى أكثر المواقع النائية في سوريا ولبنان”.
وذكرت الصحيفة أن مديرية التكنولوجيا تستكشف أيضا حلولاً مبتكرة أثبتت فعاليتها من قبل الجيوش العاملة في المناخات المتجمدة، مثل أجهزة إذابة الثلوج التي تحول الثلج إلى مياه صالحة للاستخدام.
ويقول مسؤولو مديرية التكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي: “نحن لا نستثمر في معدات باهظة الثمن لبضعة أسابيع أو شهر فقط. يتم إدارة كل قرار بحكمة، مع وضع التخطيط الطويل الأجل في الاعتبار”، وأضافوا: “تم تسريع بعض المشتريات من خلال العطاءات السريعة والطلبات الدولية، في حين تم سحب الإمدادات الأخرى من احتياطيات الطوارئ”.
تحسين ظروف المعيشة
وأشارت الصحيفة إلى أنه “في مرتفعات الجولان السورية، تلقى الجنود بالفعل مولدات كهربائية وأماكن معيشة معزولة محمولة يمكن تفكيكها في غضون 24 ساعة إذا صدر أمر بالانسحاب”.
وأوضحت أنه في البداية، كان على القوات أن تعمل من الغرف المحصنة الرطبة ولكن الفسيحة نسبيًا في المخابئ التي تركها الجيش السوري”.
وقالت إنه: “مع ذلك، لأسباب تتعلق بالسلامة والكهرباء والراحة، قرر الجيش الإسرائيلي عدم استخدام هذه الغرف للإقامة لفترات طويلة”.
وأضافت: “يتناقض هذا النهج مع العمليات في غزة، حيث غالبًا ما تستولي القوات على المباني السكنية للاستخدام المطول أثناء القتال، وتكييفها بمعدات إضافية مثل مكيفات الهواء أو السخانات”.
استعدادات شاملة في مناطق الحرب
ووفقًا الجيش الإسرائيلي، فإنه أكمل استعدادات شتوية مكثفة في جميع المناطق العملياتية في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الصحيفة: “تم نشر أكثر من 1900 مبنى متنقل وحاويات معيشية مجهزة بتكييف الهواء ولوحات كهربائية ووصلات بالبنية التحتية للطاقة الثابتة أو المحمولة، بحيث يشتمل كل مجمع سكني على أنظمة تدفئة لتوفير الظروف المثلى للجنود”.
وأضافت: “وزع مركز الإمدادات التابع للجيش الإسرائيلي أيضًا أكثر من 885 ألف قطعة ملابس شتوية، بما في ذلك أكياس النوم، والبدلات المعزولة، وملابس الطقس البارد، لتكملة المخزون الموزع على مدار العام”.
وتابعت: “لضمان قابلية تشغيل المعدات، تم تعزيز القطاع بأدوات صيانة فريدة، بما في ذلك أدوات الإصلاح الميدانية المتخصصة المصممة للتحديات التشغيلية، كما تم تعزيز الدعم الطبي، مع نشر حاويات طبية مصممة لمعالجة التحديات الصحية المتعلقة بالطقس”.
Comments are closed.