وليد شقير وهواري حاضرا في ندوة لـ “منظمة العمل” عن “الاستحقاق الرئاسي والتحديات”: حذرا من وأد محاولة تكوين السلطة
نظمت “منظمة العمل اليساري الديموقراطي العلماني”، ندوة بعنوان “الاستحقاق الرئاسي والتحديات الراهنة”، في وطى المصيطبة، تحدث فيها الإعلاميان المحلل السياسي وليد شقير وزهير هواري، في حضور الوزير السابق حسن منيمنة، السفير حسان إبي عكر، رئيس المكتب التنفيذي لـ”المنظمة” زكي طه، مجيد إبراهيم، نصير عامر، المؤرخ صقر أبو فخر، ندى منيمنة، نديم نجدة، فارس اشتي، عماد سماحة، الإعلامية ايمان شمص، رئيس “المجلس الثقافي للبنان الجنوبي” عبد الله رزق، النقابيين اديب أبو حبيب وأكرم العربي وقياديين وممثلي احزاب وناشطين وفاعليات ثقافية واجتماعية.
شقير
استهل شقير حديثه بالإشارة إلى “الصعوبات التي برزت لدى الشروع في الخطوات الأولى لإعادة تكوين السلطة، بدءا من انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون إلى تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة، بعد مرحلة تجاوزت العامين من الشلل والاهتراء”، عارضا لاقوال “عن الانقلاب على وعود وردت ونسب بعضها للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعرب فيها عن رغبته بعودة الرئيس نجيب ميقاتي إلى الحكم، وهو ما طالب به الثنائي الشيعي”، وتوقف عند “الموجة النيابية التي رجحت سلام يوم الاستشارات في القصر الجمهوري”، ورأى أن “موقف الثنائي الشيعي قابل للمعالجة”، معتبرا انه “بمثابة مؤشر على التحديات التي تواجه العهد والرئيس المكلف الحكومة، رغم الترحيب العام الذي قوبلا به، وهو ما سيتواصل حتى الانتخابات النيابية العامة في أيار 2026”.
وتوقف عند “التحولات الاقليمية الهائلة الجارية في المنطقة، وأهمية استيعاب أثرها السلبي على مكون طائفي رئيسي هو المكون الشيعي، الذي يعترض على تصنيف دوره في السلطة وفق الموازين اللبنانية الداخلية”، وتطرق الى “الدور الإقليمي لحزب االله وما طرأ عليه بعد وقف اطلاق النار في لبنان، وتطورات الوضع في سوريا”.
ووصف شقير خطاب القسم بـ”خارطة طريق للتحديات التي تحتاج للمعالجة ومعظمها يتطلب الحصول على الدعم الخارجي، بدءا من فرض الانسحاب الإسرائيلي كاملا، إلى إعادة الاعمار وإقرار الإصلاحات الاقتصادية والمالية”، محذرا من “الاضرار التي قد تترتب على المنحى التعطيلي الذي تجلى في الانتخابات الرئاسية والاستشارات النيابية الملزمة لاختيار الرئيس المكلف”، معتبرا انه “قد يقود إلى تأخير التشكيل”.
ورأى أن “مثل هذا المنحى من شأنه اثارة الحساسيات المسيحية – الشيعية ثم الشيعية – السنية، وهي التي خبت وتراجعت كليا في غضون المواجهة التي شهدها لبنان وتضامن خلالها مع حزب الله والطائفة الشيعية كل اللبنانيين. في ضوء ما تخللها من قصف تدميري طال أجزاء واسعة من لبنان، وهو ما يعيه الرئيس نبيه بري أكثر من أي أحد آخر”.
وختم متطرقا إلى “محاذير التعطيل والتحديات التي تضمنها خطاب القسم وأبرزها صدور القرار الظني في قضية تفجير المرفأ وخطط إعادة الاعمار واسترداد أموال المودعين ومسألة سلاح حزب الله جنوب الليطاني وشماله، وتطبيق سائر بنود اتفاق وقف اطلاق النار، وصولاً إلى استقلالية واصلاح القضاء والتعيينات الأمنية والإدارية وغيرها”.
هواري
وقدم هواري مقارنة بين ما ورد في خطابي القسم وتصريح الرئيس نواف سلام بعد تكليفه، وحدد نقاط التقاطع بينهما، “بما هي تنفيذ القرار 1701 وإعادة الاعمار وتطبيق اتفاق الطائف ومعالجة ثغراته وتحقيق استقلالية القضاء وبناء اقتصاد انتاجي وهيكلة المصارف وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي واحترام حرية الاعلام والتعبير ودعم التعليم الرسمي والحفاظ على الخاص”، واعتبر أن “هذا التقاطع لا يعني أن الطرق أمامهما سالكة، إذ تنتصب أمامهما عقبات كبرى من الخارج والداخل”.
اضاف: “ولأن عملية التغيير وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتعمير القطاعات المدمرة واطلاق عجلة الاقتصاد، هي قضية اجتماعية تتطلب تكاتفا وحضورا وطنيا وطبقيا واجتماعيا، لا بد من أن تترافق مع قيام حركة ديموقراطية تحشد في صفوفها قوى المجتمع عموماً والشباب خصوصاً، بما فيه كل الفئات المتضررة ، ما يشكل ضمانة لنجاح مسيرة الانقاذ واستعادة العافية وعودة الدور اللبناني في الفضاء العربي والإقليمي وتشكيل الحصانة التي تحمي الوطن من المجازفات والرياح المسمومة سواء من الداخل أو الخارج”.
ثم تركزت اجابات كل من المحاضرين على اسئلة الحضور، على “ضرورة حضور الكتلة الديموقراطية والشعبية في الدفاع عن مشروع الإصلاح المطروح، ومدخله إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على اختلاف مهامها ومسمياتها، وأهمية أن تتلاقى مجموعاتها على هذا العنوان في المرحلة المقبلة خصوصا وأن هناك العديد من الاستحقاقات المقبلة ممثلة بالانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية، خشية تمكن قوى السلطة الطائفية من استعادة تكريس هيمنتها، وبالتالي اجهاض هذه المحاولة التي يتولاها رئيسا الجمهورية والحكومة المستقلين عن هذه السلطات الطوائفية، قبل تحقيق إنجازات يصعب معها مواجهتهما”.
======م.ع.ش.
Comments are closed.