نساء يتّهمن شقيق رجل الأعمال محمد الفايد، بـ”الاعتداء الجنسي” فما القصة؟

فرانسيس، امرأة في منتصف العمر، ذات شعر أشقر، تنظر مباشرة إلى الكاميرا. ترتدي بلوزة بيضاء من قماش البوبلين وتجلس على أريكة رمادية عادية.

BBC
فرانسيس

اتهمت ثلاث موظفات سابقات في متجر هارودز الشهير في لندن، علي الفايد، بالاعتداء جنسياً عليهن، بينما كُنّ لا يزلن يعملن في المتجر.

علي، البالغ من العمر 82 عاما، هو الأخ الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من أخوَي رجل الأعمال البريطاني، مصري الأصل محمد الفايد.

وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها هؤلاء النساء على العَلن، متّهمات علي الفايد بالاعتداء جنسياً عليهن في حقبة التسعينيات، عندما كان هو وأخواه محمد وصلاح يمتلكون متجر هارودز الشهير ويديرون أعماله.

ويعيش علي الفايد الآن في الولايات المتحدة. وقال متحدث باسمه إن الفايد “لن يكون كبش فداء”، مضيفاً أنه “ينكر تماماً الاتهامات الموجهة ضده”.

ويقول المتحدث باسم الفايد أيضاً إن هذه “الادعاءات وبكل بساطة، لم تحدث أبداً”.

تحذير: هذه القصة تحتوي على ملابسات تتضمن عنفاً جنسياً.

وبحسب الادعاءات المقدّمة ضد علي الفايد، فإنّ الاعتداءات الجنسية وقعت في لندن، واسكتلندا، وسويسرا والولايات المتحدة.

تقول إحدى النساء الثلاث، وكانت تعمل بقسم التصميم الداخلي في متجر هارودز، إن أحد الاعتداءات وقع في أثناء رحلة عمل بينما كانت تقيم مع علي الفايد وعائلته في مسكنهم السابق بولاية كونيتيكت الأمريكية.

“كانت يداه تطال كل مكان في جسدي” ولم يوقفه إلا “نداء أحد أطفاله عليه”.

وأجمعت النساء الثلاث أنهُنّ، قبل علي الفايد، كنّ يتعرّضن لاعتداءت جنسية من أخيه الأكبر، محمد الفايد.

وتفيد سِجلات الشرطة بأن 111 امرأة حتى الآن تقدّمن بدعاوى ضد محمد الفايد، الذي أضاف “الـ” التعريفية للقبه “فايد” في حقبة السبعينيات من القرن الماضي.

إحدى النساء، تُدعى إيمي، قالت لبي بي سي إنها ترغب في الحصول على “تفسير” من علي الفايد، وفي أن “تفهم ما الذي كان يجري، فربما يساعدها ذلك على أن تتجاوز ما وقع لها ومن ثَمّ تتعافى”.

وقالت النساء الثلاث إنهن لم يستطعن البوح بما حدث لهن وقت وقوعه.

فرانسيس أيضاً واحدة من النساء الثلاث، وهي مثل إيمي، تنازلت عن حقها في عدم الكشف عن هويتها، تقول: “أخيراً، سنحتْ لي الفرصة للدفاع عن نفسي. لم أعُد تلك الفتاة الخائفة ذات الـ 24 ربيعاً، التي لا تعرف ما ينبغي أن تفعل”.

علي الفايد بشعر أبيض مخلوط بالأسود وبشرة سمراء، مرتدياً بدلة رسمية ونظارات

Shutterstock
علي الفايد اشترى هارودز مع أخويه صلاح ومحمد في عام 1985

وكانت فرانسيس قد حصلت في عام 1989 على وظيفة في استوديو التصميم الداخلي في متجر هارودز.

ولم يمض وقت طويل حتى بدأ محمد الفايد في مضايقتها والتحرش جنسياً بها، بحسب ما تقول فرانسيس.

تقول فرانسيس إن محمد الفايد حاول باستمرار لمس صدرها وأماكن أخرى حساسة من جسدها أثناء العمل، وأحياناً كان يتلفظ بـ “كلمات بذيئة”.

وعلى الرغم من عدم امتلاكها خبرة كبيرة في مجال العمل، تقول فرانسيس إنهم عهدوا إليها بمهمة تجديد منتجع بالناغاون مُترامي الأطراف في اسكتلندا، والذي يملكه محمد الفايد، بما في ذلك منزل ريفي يملكه أخوه الأصغر علي الفايد.

وتصف فرانسيس سلوك علي بأنه أكثر هدوءاً من أخيه محمد، وتقول: “اعتقدتُ للحظة أنه قد يكون ألطف معي، لكنه لم يكن”.

ومِثل أخيه محمد، كان علي الفايد يمتلك مكتباً خاصاً وأيضاً شقة خاصة تقع في (60 بارك لين وسط لندن).

وفي مكتب علي، تقول فرانسيس إنه بدأ يعتدي عليها جنسياً “بأنْ حاول تقبيلها”، بعد أن “تحسّس بيديه جسدها، مسبباً لها الضيق”.

وتتذكر فرانسيس أن الأخوين محمد وعلي الفايد كانا معتادين على إعطائها هدايا، إذ كان محمد يهديها في العادة “رُزماً من النقد”، بينما كان علي يفضّل المجوهرات والملابس.

وتقول فرانسيس إن تلك الهدايا الثمينة كانت غالباً ما تأتي في الفاصل ما بين سلوك مهين، وإطراء على عملي.

وتضيف فرانسيس بأن “الانتهاكات بلغت ذروتها في عام 1992، عندما سافرتْ إلى كونيتيكت الأمريكية لبحث خطط تتعلق بالتصميم الداخلي لمتجر هارودز مع زوجة علي الفايد.

تتذكر فرانسيس: “كان منزلاً ضخماً على الطراز الريفي الإنجليزي. لا أظن أنني رأيت في حياتي منزلاً شبيها به. أذكر كيف عرّفتني زوجته بهذا المكان الرائع”.

وتقول فرانسيس إنها كانت تقيم في غرفة الضيوف في بيت العائلة، عندما طلب منها علي الفايد أن تبدّل ملابسها من أجل تناول العشاء ذات مساء.

تقول فرانسيس: “كنت في الحمّام وخلعت ملابسي. وبينما كنت بالملابس الداخلية، كان هو [علي] يقف في داخل الحَمام. ولم أكن قد سمعتُه وهو يدخل أو يطرق الباب”.

ثم تستطرد فرانسيس قائلة إنه [علي] أخذها إلى الفراش وحاول أن يرمي بنفسه عليها … “كانت يداه بالفعل في داخل حمّالة صدري وفي داخل سروالي. وقد عرفتُ ما كان ينوي فِعله”.

ووفقاً لرواية فرانسيس، فإنّ ما أوقف اعتداء علي، هو نداء أحد أطفاله عليه. ليتركها وحدها على الفراش “جامدة” كالتمثال.

من جهته، قال المتحدث باسم علي الفايد إن رجل الأعمال “لم يعتدِ على أحد” وإنه سوف “يدافع عن نفسه بكل قوة ضد هذه الادعاءات العارية تماماً من الصحة”.

وعندما عادت فرانسيس إلى العمل في لندن، “انفجر” محمد الفايد غاضباً، وأخذ “يتفوّه بكلمات مسيئة بشكل عدواني” لأنه، على حدّ قولها، كان على ما يبدو يظن أنها أقامت علاقة جنسية مع أخيه علي.

تقول فرانسيس إن محمد الفايد قال لها: “لقد مللتُك … اذهبي لأخي”.

“بعد هذه اللحظة، ظللتُ أرى محمد، وظلّ هو يُهينني بكل أشكال الإهانات المتخيّلة، لكنه للحقّ لم يحاول الاعتداء عليّ جسدياً”.

وتضيف فرانسيس: “كنت أخاف اثنين من المالكين وكنت أعلم أنني لو تكلمت فستسوء الأمور، قد أتعرض للتهديد أو للطرد من العمل. لذا شعرت أن علي الاستمرار هكذا، ولابد أن ينتهي كل ذلك يوماً ما”.

“أتذكّر ضحكاته”

تقول فرانسيس إن علي الفايد اعتدى عليها جنسياً في وقت لاحق من ذلك العام في أثناء رحلة عمل بمنتجع بالناغاون في اسكتلندا، حيث كانت تضع اللمسات الأخيرة على أعمال تجديد منزله الريفي.

تتذكر فرانسيس أن علي دعاها إلى مكتبه الخاص، حيث كان جالساً على كُرسيه القابل للدوران، فجذبها إلى حِجرِه قبل أن ينهال على عُنقها بالقبلات ويتحسّس بيده صدرها…

تضيف أنها “تذكر ضحكته”، قبل أن تتمكن في نهاية الأمر من الإفلات من قبضته ومغادرة الغرفة. “المفترض أن يكون الضحك شيئاً لطيفاً، لكنه لم يكن كذلك…”.

فرانسيس في شبابها بشعر أشقر يبدو أنها في مكان العمل

Frances
فرانسيس قضت أربع سنوات تعمل في هارودز في قسم التصميم الداخلي

تقول فرانسيس إن علي الفايد كان قد دأب على التحرش بها جنسياً في كل لقاء يجمع بينهما، “كان دائماً يضحك ويطلق النكات على اعتبار أن ذلك يُضفي جواً من المرح”.

في العام التالي، تقول فرانسيس إنها طُردت من العمل عقاباً لها على علاقتها مع موظف آخر، وهو شيء كان محمد الفايد يمنع وجوده بين الموظفين.

وتوصل متجر هارودز فيما بعد إلى تسوية في قضية كانت قد رفعتها فرانسيس بدعوى أنها طُردت ظُلماً من العمل.

وتصف فرانسيس الفترة التي أعقبت طردها من العمل من هارودز بأنها “عانت فيها انسحاباً من العالم وعُزلة”.

تقول فرانسيس إنها صارعت من أجل العمل مرة أخرى والثقة بالناس حتى استطاعت أن تتجاوز تلك المرحلة، وتتهم كلاً من محمد وعلي الفايد بأنهما “سلباها ثقتها بنفسها وكرامتها”. “حتى يومنا هذا أعاني قلقاً شديداً وتنتابني نوبات ذُعر، وأصبحت أكثر ميلاً إلى العُزلة”.

الإخوان فايد مرتدين لباساً رسمياً مع شخص رابع تم إخفاء وجهه

Shutterstock
علي الفايد رفقة أخويه صلاح ومحمد

في عام 1985، اشترى محمد الفايد وأخواه متجر هارودز الشهير في لندن. وتسلم محمد رئاسة مجلس الإدارة، بينما تسلم علي دور المدير كما ساعد في الإشراف على مجموعة هاوس أوف فريزر، التي امتلكوها مطلع التسعينيات.

وتشير الادعاءات الجديدة إلى “اتساع دائرة الانتهاكات” من جانب محمد الفايد، كما “تثير اتهامات خطيرة” ضد أخيه علي، بحسب ما أفاد متجر هارودز في بيان لبي بي سي.

وأضاف البيان “لا يمكننا التحدث بالنيابة عن أي شخص طالما أنّ بإمكانه، بل وينبغي عليه، الردّ على كل المزاعم بشكل مباشر”.

وفي عام 2010، اشترى مُلاك جُدد متجر هارودز، الذي أعرب في بيانه عن أمله في أن يسلك الناجون “كل سبيل ممكن للوصول إلى العدالة، سواء كان هذا السبيل هو هارودز، أو الشرطة أو عائلة الفايد وممتلكاتها”.

وفي عام 1999، مُنح علي الفايد الجنسية البريطانية، وهو مالك شريك مع أبنائه لمجموعة تيرنبول اند آسر – لكنه استقال من منصبه كمدير في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وذلك بعد مرور 10 أيام من مواجهة بي بي سي له بهذه المزاعم.

يشار إلى أن النساء الثلاث اللواتي يتهمن علي الفايد، كُنّ قد تحدّثن في البداية مع الصحفي الاستقصائي وصانع الأفلام كيتون ستون، الذي يجري تحقيقات حول محمد الفايد منذ عام 2018، أسهمت في إعداد الوثائقي والبودكاست الأخير مع بي بي سي حول “سلوكه الاستغلالي”.

وفي حياته، لم يواجه محمد الفايد أي اتهامات، لكن النساء الثلاث يعتقدن أنه ينبغي على الشرطة أن تحقق مع أخيه علي الفايد.

تقول إيمي “لا أدري ما إذا كان ينبغي أن توجّه إليه اتهامات، لكنني أعتقد أنه ينبغي أنْ يخضع للاستجواب عمّا قام به من أفعال”.

إيمي بشعر أشقر مرتدية قيمصاً أسود بتطريز أبيض

BBC
إيمي تقول إنها حتى يومنا هذا تحاول “الاختفاء عن الأنظار” في مواقف اجتماعية معيّنة

ظلت إيمي تعمل مساعِدة شخصية لمحمد الفايد مدة ثلاث سنوات. وتقول إنه تحرش بها جنسياً طوال فترة عملها في متجر هارودز.

لكن هذه الاعتداءات بلغت ذروتها، بحسب إيمي، عندما دخل محمد الفايد غرفتها في أثناء رحلة عمل إلى باريس وحاول اغتصابها.

تقول إيمي إنها “تحملت الإساءة” معتقدة حينها أن ذلك من المخاطر التي يقتضيها عمل أيّ امرأة شابة.

وتتذكر إيمي أنّ علي الفايد كان ذات يوم في مكتب أخيه محمد في بارك لين، وأنها تلقت مكالمات هاتفية منه. “كان يُلقبني بعبارة ‘إيمي تتحدث-speaking’ وكان يعتبر ذلك شيئاً مضحكاً.. وكان عادة ما يضحك وهو يتحدث إليّ”.

وتقول إيمي، إنها بعد عام أو اثنين في الوظيفة، طلب منها محمد الفايد أن تذهب إلى سويسرا برفقة أخيه علي، لمساعدة الأخير، في بعض المهام مثل حفظ المَلفّات والأوراق.

وبالفعل سافرت إيمي وعلي الفايد على متن طائرة خاصة مملوكة لمتجر هارودز، واتجها إلى منتجع غشتاد الفاخر، حيث كانت عائلة الفايد تمتلك أحد شاليهات التزلّج.

تتذكر إيمي: “بمجرد أن دخلنا الشاليه، وبعيداً عن الحارس العجوز، وجدتُ نفسي وحدي مع علي الفايد لمدة ثلاثة أيام. وكان شيئاً غريباً أنه لم يكن هناك أعمال أقوم بأدائها”.

ولم تكن الرحلة في وقت الموسم السياحي في المكان، وقد شعر علي بالملل، فاقترح أن نذهب إلى مَسْبح عام، وعندما وصلنا كان المسبح خالياً من الناس.

“وهنا تغيّر سلوك علي، وأصبح كثير الهزل. فجذبني تحت الماء، وأخذ يتحسس جسدي بحميمية، ما جعلني أشعر بعدم الارتياح وبأنني في مصيدة. وكان الرُعب يتملكني وكل ما فكرت فيه هو كيف أنجو”.

وتتذكر إيمي أن علي كان يضحك بينما يتحسس جسدها، قبل أن تتمكن من التحرّر من قبضته.

بعد ذلك، عاد الاثنان إلى الشاليه، وتركها علي وحدها تلك الليلة، “فريسة للشعور بالعُزلة والخوف”، على حدّ تعبيرها.

برقية تهنئة بعيد الميلاد ممهورة بتوقيع علي الفايد ومؤرخة في 1994، تقول: "إلى فتاة مميزة تُدعى 'إيمي سبيكينغ': استمتعي بيوم مختلف. عيد ميلاد سعيد"

BBC
برقية تهنئة بعيد الميلاد ممهورة بتوقيع علي الفايد ومؤرخة في 1994، تقول: “إلى فتاة مميزة تُدعى ‘إيمي سبيكينغ’: استمتعي بيوم مختلف. عيد ميلاد سعيد”

لم تُطلع إيمي أحداً على ما تعرّضت له من انتهاكات على يد الأخوين محمد وعلي الفايد.

وفي ذلك تقول إيمي إنها لم ترغب في إزعاج من تحب، فضلاً عن أنها لم تشعر أن الناس سيصدقونها بالضرورة.

“عدم البوح بأي شيء، هو استراتيجية، فيما أظن، للتكيّف مع الأمر ومحاولة نسيانه”، بحسب إيمي.

وكانت إيمي قد عادت إلى العمل بعد ما وقع لها في منتجع غشتاد الفاخر، لكنها استقالت في نهاية الأمر.

تقول إيمي إنها “هربت بعيداً” واتجهت للعمل في الخارج.

“أردت أن أنتزع نفسي من ذلك المحيط تماماً، لكن الأذى النفسي لا يزال يرافقني”. “حتى يومنا هذا، في مواقف اجتماعية بعينها، لا أرغب في أن يلحظ أحد وجودي. أحاول أن أختفي عن الأنظار”.

ومن جهته، ينكر علي الفايد كل الادعاءات الموجّهة ضده. ويقول المتحدث باسمه إنه “لن يسمح لاتهامات باطلة أن تمرّ هكذا”.

المرأة الثالثة، ونطلق عليها اسم لورا، قالت لبي بي سي، إن محمد الفايد استدعاها إلى مكتبه وأخبرها وعلى وجهه ابتسامة متكلّفة بأن أخاه [علي] يرغب في رؤيتها.

“أتذكر ذلك بوضوح لأني لم أكن أعرف حتى مَن هو عليّ، فلم أكن قد رأيته من قبل. ولم أكن أعرف كيف وقع الاختيار عليَّ وترشيحي له”.

وكانت لورا تعمل في قسم الموارد البشرية في متجر هارودز، وكانت تتعامل بشكل مباشر مع محمد الفايد.

وتقول لورا، إن محمد الفايد كان معتاداً على التحرش الجنسي بها، لكن الأمر زاد عن حدّه في مرتّين اثنتين.

تتذكر لورا، أن محمد الفايد أرسلها إلى مبنى مكتبهم في بارك لين ذات مساء، ولكن عندما وصلت إلى المبنى، لم تجد عملاً في انتظارها.

تقول لورا، إنها أُرسلت إلى شقة علي الفايد الذي كان في انتظارها، وأخبرها أنهما سيتناولان العشاء معاً، ثم قدّم لها زجاجة من النبيذ يعود تاريخ صناعتها إلى سنة ميلادها، كما أهداها قلادة. “وقد تساءلتُ بيني وبين نفسي، كيف عرف هذه الأشياء عنّي؟”.

تضيف “كان علي الفايد وحده في شقته، وقد أمرها بالذهاب إلى الفراش حيث خضعت لاعتداء جنسي خطير تركها في حالة من الخوف الذي يشلّ القدرة على الحركة”، على حدّ تعبيرها.

“كان عَليّ الاستجابة لكل ما يُطلب منّي القيام به أياً كان، في سبيل الخروج من الموقف. بعد ذلك اكتفى علي بالقول إنه يمكنني الذهاب”، كما تقول.

ولم ترَ لورا علي الفايد مرة أخرى، لكنها احتفظت منذ تلك الليلة بالقلادة التي قُدّرت قيمتها حديثاً بنحو 6,500 جنيه إسترليني.

تقول لورا، إن الانتهاك الذي تعرضت له في متجر هارودز، ترك أثراً في نفسها – حتى بعد أن غادرت المتجر.

تقول لورا إنها “كتمتْ ألمها مدة 25 عاماً، دون أن تبوح به حتى لأحبابها المقربين.

وتمضي النساء الثلاث في إجراءات قانونية بحثاً عن العدالة.

وتقول محاميتهن، ماريا مولا: “إذْ نُحيّي شجاعة هؤلاء النساء الثلاث اللائي رفعن الدعوى ضد علي الفايد، فإننا نؤكد التزامنا بالعمل على ضمان تحقيق العدالة”.

وتضيف: “نكرر، لن نترك حجراً دون أن نحرّكه بحثاً عن العدالة”.

تواصلت بي بي سي، مع ثلاث نساء أخريات، قُلن إنهن تعرّضت للاغتصاب أو للتحرش الجنسي أو المتاجرة على يدَي صلاح الفايد، الأخ الثالث لمحمد وعلي، وتوفي في 2010 بعد صراع مع السرطان.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.