إسرائيل تشيد بالعقوبات الأمريكية على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي سابق يقول إن “غزة فلسطينية وليست ملكاً لنا لنسلّمها”

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوقع على وثيقة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، الولايات المتحدة، 4 فبراير/شباط 2025.

Reuters

أشادت إسرائيل يوم الجمعة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرضه عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، واصفة إياها بأنها “لاأخلاقية” وغير شرعية.

وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر منصة إكس عن تأييده القوي للأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، معتبراً أن قرارات المحكمة “لاأخلاقية ولا تستند إلى أي أساس قانوني”.

وكان ترامب قد وقّع مساء الخميس أمراً تنفيذياً يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، التي يتّهمها بـ”القيام بأعمال غير مشروعة ضد الولايات المتحدة وحليفنا المقرّب إسرائيل”.

وينص الأمر الذي نشره البيت الأبيض، على حظر دخول مسؤولين وموظفين وعناصر في المحكمة الجنائية الدولية إلى الولايات المتحدة، وكذلك أقربائهم. كما يشير المرسوم إلى تجميد أصولهم في الولايات المتحدة.

ووقَّع ترامب على هذا الإجراء أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن.

وكانت المحكمة، ومقرها لاهاي، قد أصدرت في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ثلاث مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت وقائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.

ورأى القضاة أن هناك “أسباباً معقولةً” لاتهام نتنياهو وغالانت والضيف بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل والحرب الإسرائيلية التي أعقبت ذلك على غزة.

ويتضمن الأمر التنفيذي الذي وقّع عليه ترامب، اتهام المحكمة الجنائية الدولية بخلق “تكافؤ أخلاقي مخز” بين حماس وإسرائيل من خلال إصدار أوامر الاعتقال بحق الثلاثة في الوقت نفسه.

وينص على أن ممارسات المحكمة الجنائية الدولية الأخيرة “تشكّل سابقة خطيرة” تعرّض الأمريكيين للخطر من خلال تعريضهم “للمضايقة والإساءة والاعتقال المحتمل”.

ووجاء فيه أيضاً أن “هذا السلوك الخبيث بدوره يهدد بانتهاك سيادة الولايات المتحدة ويقوّض الأمن القومي الحاسم، وعمل السياسة الخارجية لحكومة الولايات المتحدة وحلفائنا، بما يشمل إسرائيل”.

ويضيف الأمر أن “كلا الدولتين -الولايات المتحدة وإسرائيل- ديمقراطيتان مزدهرتان بجيوش تلتزم بقوانين الحرب بصرامة”.

واتهم البيت الأبيض المحكمة الجنائية الدولية بفرض قيود على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بينما اتّهم الهيئة بتجاهل إيران والجماعات المناهضة لإسرائيل.

وكثيراً ما انتقد ترامب الجنائية الدولية، واتخذ عدة خطوات لمعاقبتها خلال فترة ولايته الأولى في منصبه.

في ذلك الحين، فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الذين كانوا يحققون في ارتكاب القوات الأمريكية جرائم حرب في أفغانستان، فيما رفعت إدارة الرئيس السابق جو بايدن تلك العقوبات.

وفي الشهر الماضي، صوّت مجلس النواب الأمريكي على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، لكن مشروع القانون تعثر في مجلس الشيوخ.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا يتمتعون بعضوية المحكمة الجنائية الدولية، الهيئة الدائمة المكلفة بمقاضاة ومحاكمة أفراد متهمين بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وقد تأسست المحكمة عام 2002، وتضم حالياً 124 دولة عضواً، ولم تصدر سوى عدد قليل من الإدانات منذ إنشائها.

إعادة إعمار غزة “على يد الفلسطينيين ومن أجلهم”

إيهود أولمرت

AFP
أولمرت يقول إن “أمريكا لن تمتلك غزة”

على صعيد آخر، رفض رئيس وزراء إسرائيلي سابق اقتراح ترامب “بالسيطرة” على غزة، مؤكداً أن “الخطة غير قابلة للتطبيق لأن الأراضي ليست ملكاً لإسرائيل حتى نمنحها لأحد”، في إشارة إلى تصريح لترامب بأن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال.

وصرح إيهود أولمرت لبي بي سي قائلاً إن إسرائيل لا تستطيع تسليم غزة للولايات المتحدة “لأننا لا نملك غزة، فهي ليست ملكنا. غزة فلسطينية”.

وشدد على ضرورة أن تنسحب إسرائيل من غزة “بعد إعادة كل الرهائن”.

وقال أولمرت إنه يرحب بالمساعدة الأمريكية في إعادة إعمار غزة، على أن تكون العملية على يد الفلسطينيين ومن أجلهم.

وأضاف “أمريكا لن تمتلك غزة. أعتقد أن هذا غير عملي وغير ممكن، ولست متأكداً من أنه أمر قد نوقش بطريقة جادة قبل أن تقديمه للمجتمع الدولي”.

وكان أولمرت عضواً في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو لأكثر من 30 عاماً، قبل عام 2006، حيث انفصل هو ورئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون عن الحزب من أجل سحب القوات والمستوطنين الإسرائيليين من غزة.

وتأتي تصريحات أورلمرت في أعقاب إعلان ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الثلاثاء عن خطة للولايات المتحدة “للسيطرة” على غزة، وإعادة توطين سكانها الفلسطينيين وتحويل المنطقة إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، في إشارة إلى تحويلها إلى منتجع سياحي.

وفي تصريح لاحق الخميس، قال ترامب إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال.

وأضاف ترامب في منشور له على منصته “تروث سوشيال” أن “الفلسطينيين سيكون قد تم توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أماناً وجمالاً، مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة”.

وأشار ترامب إلى أنه “لن تكون هناك حاجة لجنود أمريكيين” وأن الاستقرار سيعود إلى المنطقة.

كما أكد ترامب أن التعاون سيبدأ مع فرق التنمية لتشييد ما وصفه بـ”أحد أعظم وأروع مشاريع التنمية على وجه الأرض”.

ولم يتحدث منشوره عن حق مليوني فلسطيني في العودة إلى القطاع، ما دفع المسؤولين إلى محاولة تفسير تصريحاته.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات الأربعاء، إن أي نزوح سيكون مؤقتاً، في حين قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن سكان غزة سيغادرون لفترة “مؤقتة” لحين إعادة الإعمار.

ومن المقرر أن يقوم روبيو بأول زيارة له إلى الشرق الأوسط هذا الشهر.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مساء الخميس إن وزير الخارجية ماركو روبيو سيحضر مؤتمر ميونيخ للأمن ثم يزور إسرائيل والإمارات وقطر والسعودية من 13 إلى 18 فبراير/شباط.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.