تفاعل غير مسبوق بعد اعتقال عاطف نجيب، المتهم بـ “قتل الطفل حمزة الخطيب”

الطفل حمزة الخطيب (يميناً) وعاطف نجيب (يساراً)

SOCIAL MEDIA
الطفل حمزة الخطيب (يميناً) وعاطف نجيب (يساراً)

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التفاعل بعد إعلان مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية السورية عن إلقاء القبض على عاطف نجيب، أحد الشخصيات المثيرة للجدل في النظام السوري السابق، وكان يشغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة درعا حتى عام 2011.

أثار خبر اعتقال نجيب، الذي نشرته وكالة الأنباء السورية “سانا” الجمعة في نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2025، العديد من الردود والمناقشات بين السوريين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس المخلوع بشار الأسد، يعد من أبرز الوجوه التي ارتبطت بأحداث سوريا خلال سنوات الثورة، خاصة في محافظة درعا -منطلق الاحتجاجات في عام 2011-.

وبعد إعلان خبر اعتقاله، عاد كثير من السوريين إلى ذاكرة سنوات الحرب، إذ أثار اعتقال نجيب العديد من ردود الفعل المختلطة بين الأمل في محاسبة مجرمي الحرب، والشكوك حول إمكانية تقديمه للمحاكمة بشكل عادل.

وأعرب سوريون عن فرحتهم بهذه الخطوة من قبل الإدارة الجديدة، إذ رأوا أن هذا الاعتقال قد يكون بداية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تعرض لها الشعب السوري.

ما علاقة عاطف نجيب بطفل “الثورة” حمزة الخطيب؟

عاطف نجيب له علاقة وثيقة بأحد أبرز رموز الأحداث السورية، وهو الطفل حمزة الخطيب.

في عام 2011، وفي إطار الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في مدينة درعا، كتب بعض الأطفال عبارة “أجاك الدور يا دكتور” على جدران مدارسهم، في إشارة إلى الاستبداد الذي كان يفرضه النظام، فرد النظام على هذه الفعلة بالقبض على الأطفال وتعذيبهم.

شغل عاطف نجيب، منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا في ذلك الوقت، وكان المسؤول المباشر عن قمع الاحتجاجات. وتحت إشرافه، اعتُقل عدد من الأطفال الذين شاركوا في كتابة تلك العبارة، وكان من بينهم الطفل حمزة الخطيب.

وعذّب عناصر الفرع الأطفال باقتلاع أظافرهم، فضلاً عن أساليب أخرى، ظهرت على أجسادهم بعد عودتهم لأهاليهم، فيما سلموا جثّة حمزة إلى أهله بعد تعذيبه بشكل وحشي، وظهرت عليها آثار تعذيب مروعة، كا تناقلت وسائل إعلام في حينها.

واعتبر السوريون مقتل حمزة الخطيب “رمزاً” لقسوة نظام الرئيس المعزول بشار الأسد ضد الأطفال، ما أشعل شرارة الأزمة السورية منذ ذلك الوقت.

"إجاك الدور يا دكتور" العبارة التي كتبها أطفال درعا عام 2011 على أحد الجدران، وأصبح يرددها السوريون مع سقوط نظام الرئيس المعزول بشار الأسد

SOCIAL MEDIA
“إجاك الدور يا دكتور” العبارة التي كتبها أطفال درعا عام 2011 على أحد الجدران، وأصبح يرددها السوريون مع سقوط نظام الرئيس المعزول بشار الأسد

ومع إعلان خبر اعتقال عاطف نجيب، نشر السوريون تعليقات على منصات التواصل الاجتماعي تتضمن عبارات مثل “العدالة آتية” و”انتصار للدماء التي سالت”، بينما تبادل آخرون الصور والتعليقات التي تظهر عاطف نجيب في قبضة الأمن.

واستذكرت غادة هاشم في حسابها على منصة إكس،تويتر سابقاً، الطفل حمزة الخطيب، وقالت: “وكأن روحه طير في السماء، حان الوقت أن ترتاح يا حبيبي”.

https://twitter.com/ggh_hashem/status/1885661925582782474?t=ScgsRGCnYoGorl0CSZKzRQ&s=19

قتيبة ياسين، وضع صورة لنجيب وقال بـ “عنجهيته أشعل ثورة أنهت حكم آل الأسد إلى الأبد” مطالباً الإدارة السورية الجديدة بمحاسبة “جميع المجرمين”.

https://twitter.com/k7ybnd99/status/1885334660328120541?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1885334660328120541%7Ctwgr%5E44c0336204849a70686754142d8149b7d5e8fa80%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.aljazeera.net%2Fnews%2F2025%2F1%2F31%2Fd985d8bad8b1d8afd988d986-d8a8d8b9d8af-d9a1d9a4-d8b9d8a7d985d8a7-d8a7d986d8aad8b5d8b1-d8a7d984d8b7d981d984-d8add985d8b2d8a9

أما موسى، فكتب عبر منصة إكس، “قولوا لفاطمة مخلوف تنسى ابنها عاطف”، مستعيناً بالجملة ذاتها التي قالها نجيب لأهالي أطفال درعا عندما اعتقلهم عام 2011، إذ نقل سوريون حينها أنه قال لهم “انسوا أطفالكم وجيبوا غيرهم”.

https://twitter.com/dhk_10/status/1885641694630040013?t=u4ObnnZAUJG77mFChxcHJw&s=19

“المحاكمة العادلة” هي ما نادى به مرزوق الحمود في تغريدته على منصة “إكس”، مشيراً إلى أنها “من أولويات إعادة الثقة بين الحكومات و الشعب، فعندما يرى الشعب أن المجرمين لم يحاسبوا، فهذه إشارة سلبية إلى أن الحكومات لا تعيد الحقوق و لا تعاقب المجرمين”.

https://twitter.com/marzoog_al98760/status/1885598527201436049?t=3uMeCDL4Rq7XTp1LgEYlgA&s=19

وهيمنت صورة أخرى على تفاعل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ركز البعض على الحديث عن الطائفة التي ينتمي إليها عاطف نجيب. هذا النقاش سرعان ما تحول إلى سيل من الشتائم والاتهامات التي طالت أفراد الطائفة، رغم عدم وجود تأكيدات موثوقة حول ذلك.

عروة الأحمد رأى في منشور له على “فيسبوك” أن “شيطنة طائفة بأكملها لن تجلب الحقوق للبشر، بل وحدها محاسبة المجرمين بمعزلٍ عن طوائفهم هي العدالة بعينها”.

https://www.facebook.com/itsOrwa/posts/pfbid03LNxBWzMsxXGskGYgSKedXqW9jwP1SgcQsQeeTWxtsGSYaS13heKcJkZ1UFyaZLAl

الجميع تحت القانون والمحاسبة، هكذا يقول محمد دركوشي في منشوره على فيسبوك، مشيراً إلى أن ” المحاسبة على الجريمة وليس الانتماء والمذهب، وهذا يُحسب للإدارة الجديدة، لها وليس عليها”.

https://www.facebook.com/Mdarkoushi/posts/pfbid02gSoNQgAKgfFbjDK5kEaqNYkbW924omCnRHRfcRryCuZGFg1hYMWa4J4QpJeGCtTFl

يُظهر تفاعل السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي أن اعتقال عاطف نجيب قد فتح باباً واسعاً للنقاش حول ضرورة تحقيق العدالة والمحاسبة في سوريا، وآمالهم بمستقبل أفضل للبلاد.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.