الرئيس الأمريكي “واثق” أن الولايات المتحدة ستحصل على غرينلاند

منظر لقاعدة بيتوفيك الفضائية (قاعدة ثولي الجوية سابقًا) في غرينلاند، غيرت القاعدة اسمها في وقت سابق من عام 2023. والسبب وراء الاسم الجديد هو أن القاعدة لم تعد مأهولة بأفراد من القوات الجوية الأمريكية، بل من قوة الفضاء الأمريكية.

Reuters

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه “واثق” أن الولايات المتحدة ستسيطر على غرينلاند، بعد إظهار اهتمام متجدد بضم الإقليم الدنماركي المستقل خلال الأسابيع الأخيرة.

وأكد قائلاً: “أعتقد أننا سنحصل عليها”، في تصريح للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” يوم السبت، مضيفاً أن سكان الجزيرة البالغ عددهم 57 ألف نسمة “يريدون أن يكونوا معنا”.

جاءت تصريحاته بعد تقارير تفيد بأن رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، أكدت خلال مكالمة هاتفية حادة مع الرئيس الأسبوع الماضي أن غرينلاند ليست للبيع.

وأعاد ترامب طرح فكرة شراء الإقليم القطبي الواسع خلال فترة ولايته الأولى في عام 2019، مشيراً إلى أن السيطرة الأمريكية على غرينلاند تمثل “ضرورة مطلقة” للأمن الدولي.

الرئيس دونالد ترامب يتحدث عبر ميكروفونين في مدخل القسم المخصص للصحافة بالطائرة الرئاسية

Reuters
سُئل الرئيس الأمريكي عن الجزيرة في القسم المخصص للصحافة على متن الطائرة الرئاسية

وصرح قائلاً: “أعتقد أن الشعب يريد أن يكون معنا”، عندما سئل عن الجزيرة في القسم المخصص للصحافة على متن الطائرة الرئاسية.

وأضاف: “لا أعرف حقاً ما هو الادعاء الذي تملكه الدنمارك بشأنها، ولكن سيكون عملاً غير ودي للغاية إذا لم يسمحوا بذلك لأنه من أجل حماية العالم الحر”.

وتابع قائلاً: “أعتقد أننا سنحصل على غرينلاند لأنها تتعلق بحرية العالم. الأمر لا علاقة له بالولايات المتحدة سوى أننا الجهة التي يمكنها توفير الحرية. أما هم فلا يستطيعون”.

ورغم ثقة ترامب الظاهرة، أكد كل من رئيسي وزراء غرينلاند والدنمارك في وقت سابق أن الجزيرة ليست للبيع.

وأوضح رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيديه، أن استخدام أراضي الإقليم “شأن يخص غرينلاند”، رغم أنه أعرب عن استعداده للعمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة في مجالي الدفاع والتعدين.

وفي المقابل، شددت رئيسة الوزراء الدنماركية فريدريكسن هذا الشهر أن “غرينلاند تخص سكان غرينلاند”، وأن السكان المحليين فقط يمكنهم تحديد مستقبلها.

وأعادت فريدريكسن التأكيد على موقفها خلال مكالمة هاتفية استغرقت 45 دقيقة مع ترامب الأسبوع الماضي، وفقاً لتقرير في صحيفة “فاينانشال تايمز”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي لم تذكر اسمه قوله إن المكالمة كانت “فظيعة”، بينما وصفها آخر بأنها “جدية وخطيرة للغاية”.

وأكدت رئيسة الوزراء الدنماركية أن الجزيرة ليست للبيع، لكنها أشارت إلى “الاهتمام الكبير” الذي توليه الولايات المتحدة لها.

طائرة باللونين الأحمر والأبيض والأزرق مكتوب عليها "ترامب" متوقفة على مدرج ثلجي

Reuters
قام دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر للرئيس الأمريكي، بزيارة خاصة إلى غرينلاند لتسجيل بودكاست في يناير/كانون الثاني

وتقع غرينلاند على أقصر طريق بين أمريكا الشمالية وأوروبا، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة. وتضم الجزيرة أيضاً منشأة فضائية أمريكية كبيرة.

وفي السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالموارد الطبيعية لغرينلاند، بما في ذلك التعدين للحصول على المعادن الأرضية النادرة واليورانيوم والحديد.

ورغم أن الجزيرة تتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق، إلا أنها تظل جزءاً من المملكة الدنماركية.

ويتفق الكثيرون في غرينلاند على أنها ستصبح مستقلة في نهاية المطاف، مما قد يمهد الطريق لعلاقة جديدة مع الولايات المتحدة.

وقد تُفاجئ تصريحات الرئيس ترامب، التي زعم فيها أن سكان غرينلاند “يريدون أن يكونوا معنا”، بعض سكان الجزيرة.

ورحب قبطان سفينة صيد في مستوطنة كابيسيلليت بزيارة ترامب للجزيرة، لكنه أكد لبي بي سي، أن “غرينلاند تخص الغرينلانديين”.

وأشار زعيم الكنيسة المحلية، كالييراك رينغستيد، إلى أن لغة ترامب “غير مقبولة”، مضيفاً: “غرينلاند ليست للبيع”.

ويمكن لترامب اتباع عدة طرق لتحقيق رغبته في ضم الإقليم. وعندما سئل في وقت سابق من يناير/كانون ثاني، عما إذا كان يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية، أجاب بأنه لا يمكنه استبعاد ذلك.

وأثارت تعليقاته الأخيرة صدمة في الأوساط السياسية الدنماركية، مما أدى إلى عقد اجتماعات رفيعة المستوى بشكل عاجل في كوبنهاغن هذا الشهر.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.