انتشار غير مسبوق لـ “بوحمرون” في المغرب والسلطات تعلنه وباءً، ما القصة؟

جلد فتى مغطى بطفح الحصبة

Getty Images
جلد فتى مغطى بطفح الحصبة

يتسارع انتشار داء الحصبة بشكل “غير مسبوق” في المغرب، ووصل إلى المدارس والسجون، في الوقت الذي تلقي به السلطات باللوم على “تراجع التلقيح والمعلومات المضللة”.

وارتفعت حالات الإصابة بفيروس الحصبة في المغرب إلى 25 ألف إصابة، وسجلت وفاة 120 طفلاً بالمرض.

وقال مدير علم الأوبئة ومحاربة الأمراض في المغرب محمد اليوبي، إن داء الحصبة المعروف شعبياً بـ”بوحمرون” تحول إلى وباء في البلد.

وتحدث اليوبي لتلفزيون (medi1tv) المحلي، عن “وضعية غير عادية على الإطلاق وارتفاع غير مسبوق في المرض منذ 1986”.

“معلومات مغلوطة”

حقن لقاح الحصبة لطفل في بيروت، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

EPA

وقالت الحكومة المغربية، الخميس، إن تراجع تلقي اللقاحات الطبية في السنوات التي أعقبت جائحة كورونا وانتشار المعلومات المغلوطة تسببا في عودة داء الحصبة وانتشاره في المغرب خاصة بين الأطفال.

وقال مصطفى بايتاس المتحدث الرسمي بإسم الحكومة المغربية في مؤتمر صحفي بعد اجتماع الحكومة الأسبوعي “لوحظ عودة لداء الحصبة في بلادنا، وتسارع في ارتفاع الحالات”.

وأضاف أن أسباب انتشار الداء “في طليعتها تراجع التلقيح في السنوات الأخيرة، خاصة السنوات التي أعقبت جائحة كورونا، هذا واحد من الأسباب الكبيرة”.

وأضاف “السبب الثاني يعود إلى انتشار المعلومات المغلوطة التي تخيف المواطنين من التلقيح”.

ووجهت منظمة الصحة العالمية تحذيرات بتفشي هذا المرض من جديد في عدد من مناطق العالم.

وقال بايتاس “الحكومة عبر وزارة الصحة تفاعلت مع الموضوع بسرعة كبيرة”.

وذكر بايتاس أن الحكومة أرسلت “نظاماً لليقظة والتتبع في 12 مركزاً إقليمياً للطوارئ الصحية وإطلاق حملة وطنية عاجلة للتلقيح ضد الحصبة وأمراض أخرى ابتداء من 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 والتي تقرر تمديدها”.

وأضاف أن الحكومة تركز على “حملة تواصلية شاملة تستهدف خاصة الفئات المعنية بتلقيح الآباء والتلاميذ ومهنيي الصحة والتعليم والسلطات العمومية”.

ما هو مرض الحصبة؟

نشرات للتعريف بمرض الحصبة في نيويورك

Reuters
نشرات للتعريف بمرض الحصبة في نيويورك

الحصبة مرض شديد العدوى وخطير ينتقل عبر الهواء ويسببه فيروس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات وخيمة تصل إلى الوفاة، وفق منظمة الصحة العالمية.

وأدى التلقيح ضد الحصبة إلى تجنب أكثر من 60 مليون وفاة بين عامي 2000 و2023.

وبالرغم من توافر لقاح مأمون وفعال ضد الحصبة، فإن عام 2023 شهد تسجيل قرابة 10.3 ملايين حالة في جميع أنحاء العالم، ما أدى لوفاة 107 آلاف و500 شخص، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.

والحصبة مرض شديد العدوى سببه فيروس ينتشر بسهولة عندما يتنفس شخص مصاب بعدواه أو يسعل أو يعطس.

ويمكن أن تصيب الحصبة أي شخص ولكنها أكثر شيوعاً بين الأطفال.

وتصيب الحصبة الجهاز التنفسي ومن ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم. ومن أعراضها الحمى العالية والسعال وسيلان الأنف وانتشار الطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.

يعد التلقيح أفضل سبيل للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين.

ارتفاع بنسبة 20 بالمئة

رسم توضيحي ثلاثي الأبعاد لفيروس الحصبة

Reuters
رسم توضيحي ثلاثي الأبعاد لفيروس الحصبة

شهدت الإصابات بالحصبة، ارتفاعاً بنسبة 20 بالمئة في جميع أنحاء العالم في عام 2023 بسبب أوجه قصور مقلقة في تغطية التطعيم، على ما أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).

وحدد معدو الدراسة حالات انتشار كبيرة لمرض الحصبة في 57 دولة في عام 2023، في جميع القارات باستثناء أمريكا، ونصفها في أفريقيا، مقارنة بـ 36 دولة في 2022.

وتخشى منظمة الصحة العالمية ومركز “سي دي سي” أن يكون هدف القضاء على الحصبة بحلول عام 2030 “في خطر”.

وتدعو منظمة الصحة العالمية ومركز “سي دي سي” إلى بذل المزيد من الجهود لضمان حصول جميع الأطفال على جرعتين من اللقاح، لا سيما في أفريقيا والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في مناطق النزاع.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.