الدفاع المدني الفلسطيني يقول إنه لم يعد قادراً على تلبية كافة نداءات الاستغاثة، ومقتل قائد شرطة حماس ونائبه في غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين
وصف الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، محمود بصل، ما تقوم به القوات الإسرائيلية في القطاع بـ”الجنون الواضح” على حد تعبيره.
وقال بصل “لم نعد قادرين على تلبية كافة نداءات الاستغاثة في ظل القصف المستمر والاستهدافات التي لم تتوقف”.
وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي صَعَّد خلال الساعات الماضية، من قصفه لعدة مناطق في مدينة غزة، بما طال مواطنين ومنازل ومربعات سكنية ومراكز للإيواء.
وأسفر التصعيد وفق تلك المصادر عن مقتل قرابة 30 شخصاً خلال نحو ثلاث ساعات، وأدى لارتفاع حصيلة القتلى منذ فجر الخميس إلى ما يقرب من 60 شخصاً بجانب عشرات الجرحى.
وبحسب المصادر الفلسطينية، استهدفت تلك الغارات “مجموعات من المواطنين” في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وشارع الثورة بالمدينة نفسها، وشارع المعامل في حي الدرج هناك كذلك، فضلا عن مقر وزارة الداخلية والبريد وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، إن تصاعد الغارات الخميس، أدى إلى أن يكون “يوماً قاسياً جداً على سكان قطاع غزة وتحديداً مدينة غزة”، مشيراً إلى أن “القصف لم يتوقف منذ ساعات الصباح حتى اللحظة”.
ومن جانبها قالت حماس في بيان إن “تصعيد الاحتلال لعدوانه على مختلف مناطق القطاع واستهداف خيام النازحين في المواصي، وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها هو إمعان متواصل من الاحتلال الفاشي في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل وانتهاكه غير المسبوق للقوانين الدولية والإنسانية”، بحسب تعبيرها.
وزارة الداخلية في غزة تتهم إسرائيل بـ”نشر الفوضى”
قُتل رئيس قوة الشرطة التابعة لحماس في غزة ونائبه في غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين.
وأدانت وزارة الداخلية في غزة ما أسمته “اغتيال” محمود صلاح وحسام شهوان، اللذين قالت إنهما كانا “يؤديان واجبهما الإنساني والوطني”.
نعت وزارة الداخلية في قطاع غزة مدير عام الشرطة في القطاع اللواء “محمود صلاح” باستهدافه عبر غارة جوية أثناء تواجده في محافظة خان يونس برفقة اللواء “حسام شهوان” عضو مجلس قيادة الشرطة، متهمة اسرائيل بـ”اغتيالهما وهما يؤديان واجبهما الإنساني والوطني في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني”.
وجاء في البيان أن صلاح قضى بعد 30 عاماً من العمل في جهاز الشرطة الفلسطينية منذ تأسيسه متنقلاً في المسؤولية بين إداراته المختلفة وصولاً إلى مسؤوليته عن جهاز الشرطة منذ 6 سنوات، واصفاً إياه بأنه “مهني ولديه علاقات مع مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني”.
وأضاف البيان: “دماء صلاح وشهوان ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني من النساء والأطفال والشباب والشيوخ”.
واتهمت وزارة الداخلية في غزة إسرائيل بـ”نشر الفوضى” و”تعميق المعاناة الإنسانية” في القطاع بقتل صلاح وشهوان. وأصرت على أن قوة الشرطة كانت “وكالة حماية مدنية” تقدم خدمات للفلسطينيين.
وقال مسعفون إن تسعة أشخاص آخرين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، قُتلوا أيضاً في الهجوم الذي وقع ليلاً في المواصي بالقرب من مدينة خان يونس الجنوبية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة استهدفت شهوان، الذي زعم أنه “إرهابي” ساعد الجناح العسكري لحماس في التخطيط لهجمات على القوات الإسرائيلية في غزة.
وذكرت تقارير أن أكثر من 30 شخصاً قُتلوا في غارات إسرائيلية أخرى في أنحاء غزة يوم الخميس، في حين قال الجيش إنه اعترض قذيفة أطلقت من جنوب القطاع.
وزادت حالة الفوضى في غزة منذ بدأت إسرائيل في استهداف ضباط الشرطة العام الماضي، مشيرة إلى دورهم في حكم حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوة الشرطة “أجرت استجوابات عنيفة لسكان غزة، منتهكة حقوق الإنسان وقمع المعارضة”.
وزعم أن “حسن شهوان كان مسؤولاً عن تطوير تقييمات استخباراتية بالتنسيق مع عناصر الجناح العسكري لحماس في الهجمات على جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة”.
وقال الجيش أيضاً إنه اتخذ “خطوات عديدة” للتخفيف من خطر إيذاء المدنيين قبل الغارة على المواصي.
وكان ثلاثة أشقاء تتراوح أعمارهم بين 7 و11 و13 عاماً من بين القتلى.
وقال والدهم وليد البردويل إن أحمد ومحمد وعبد الرحمن أصيبوا بشظايا أثناء نومهم في الخيمة.
وقال لوكالة فرانس برس: “استيقظت على صوت الانفجار. اتصلت بأبنائي الثلاثة النائمين لكن لم يرد أحد. فقد استشهدوا على الفور”.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي نقل جثث الأولاد إلى مستشفى، مع سريرهم الملطخ بالدماء داخل خيمة متضررة.
وقالت عايدة زنون التي كانت تعيش في خيمة مجاورة إنها سمعت مروحية أباتشي تحلق فوق المنطقة في حوالي الساعة الواحدة فجراً بالتوقيت المحلي الخميس.
وقالت لوكالة رويترز للأنباء “ثم رأينا انفجارا قويا للغاية. تسبب في زلزال في المنطقة. وقالوا إن الشظايا وصلت إلى مسافة 100 متر. وعندما حل الصباح، أتينا لتفقد الوضع، وكان الدمار هائلاً. ماذا فعل الأطفال حتى يُقتلوا ويُصابوا؟”
أعلنت القوات الإسرائيلية الشريط الرملي على طول الساحل في المواصي “منطقة إنسانية” لمئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بسبب حربها التي استمرت 14 شهرا في غزة.
لكنها هاجمت المنطقة مراراً وتكراراً، متهمة نشطاء حماس بـ”الاختباء بين المدنيين”.
وفي وقت لاحق، قال مسعفون إن ستة أشخاص آخرين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية في غزة في خان يونس.
قالت القوات الإسرائيلية إنها نفذت غارة على “إرهابيين من حماس كانوا يعملون في مركز تحكم وقيادة كان مدفونًا داخل مبنى بلدية خان يونس”.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 30 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية في أماكن أخرى في غزة يوم الخميس.
قُتل عشرة أشخاص في بلدة جباليا الشمالية، التي تحاصرها القوات الإسرائيلية، بينما قُتل أربعة في مخيم الشاطئ للاجئين إلى الغرب، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
كما قُتل اثنا عشر آخرون عند تقاطعين في مناطق قريبة.
مسؤول في حماس: هناك فرصة جيدة لنجاح المفاوضات
وقال موسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي حماس، لصحيفة قطرية: “هناك فرصة جيدة لنجاح المفاوضات هذه المرة”، وفق ما نقلت تايمز أوف إسرائيل.
وتأتي تعليقاته في الوقت الذي قيل فيه إن وفد حماس سيغادر القاهرة إلى الدوحة الخميس لمواصلة المحادثات مع الوسطاء.
ولا يتوقع أن يشارك أي وفد إسرائيلي في المحادثات في قطر الجمعة.
ويتناقض تفاؤل حماس مع التقييمات الأخيرة في إسرائيل بأن المحادثات توقفت بسبب رفض الحركة الفلسطينية تزويد إسرائيل بقائمة من الرهائن الأحياء للإفراج عنهم.
- المستشفيات في غزة “أرض معركة”، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟
- عام 2024: أبرز الأحداث التي مرت خلال عام في صور
وقال مسؤول آخر في حماس، جهاد طه، للصحيفة القطرية إن وفد حماس التقى بوسطاء مصريين وقطريين وأتراك في القاهرة “من أجل التغلب على العقبات والشروط التي وضعها الجانب الإسرائيلي مؤخراً بهدف مواصلة العدوان على شعبنا”، مضيفاً أن “حماس تتعامل بإيجابية وصراحة مع جميع القضايا”.
وتفيد صحيفة العربي الجديد أن المحادثات في القاهرة دارت حول إمكانية تأجيل المفاوضات حول بعض النقاط الشائكة إلى ما بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
وتقول الصحيفة إن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس، سيُطرح على الجانب الإسرائيلي في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، لكن ليس من الواضح متى وأين سيجلس الوسطاء مع وفد إسرائيلي في المستقبل القريب.
- الأمطار تحصد الأرواح وتغرق الخيام في قطاع غزة
- “أمل الإسرائيليين الوحيد في 2025 يجب أن يكون إنهاء حرب غزة” – هآرتس
- من يحمي أطفال الخيام في غزة من قسوة الشتاء؟
Powered by WPeMatico
Comments are closed.