تبادل للاتهامات بعد مقتل الصحفية شذى الصباغ في مخيم جنين، وعائلتها تتهم قوات الأمن الفلسطينية بقتلها
تستمر الاشتباكات في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، بين قوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومسلحين فلسطينيين يتبعون ما يُعرف بكتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى.
وفي تطور للأحداث، قُتلت صحفية فلسطينية خلال الاشتباكات التي دارت في مخيم جنين ليل السبت، وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن مقتلها.
وحمّلت عائلة شذى الصباغ، وهي طالبة جامعية في قسم الصحافة، قوات الأمن الفلسطينية المسؤولية عن مقتلها.
وقالت العائلة في بيان إن شذى قُتلت برصاصة في رأسها أطلقها قنّاص يتبع أجهزة الأمن الفلسطينية، في منطقة “لم تكن تشهد أي اشتباكات” داخل مخيم جنين.
أما قوات الأمن الفلسطينية، فقد ألقت باللوم على المسلحين داخل المخيم في مقتل شذى، وقالت في بيان إن التحقيقات أظهرت أن “قوى الأمن لم تكن متواجدة في المكان”.
وأضافت أن ما حصل كان “جريمة بشعة ارتكبها خارجون عن القانون” داخل مخيم جنين.
وأدانت حركة حماس مقتل شذى الصبّاغ، واتهمت أجهزة الأمن الفلسطينية بقتلها.
أما نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد طالبت بتشكيل “لجنة تحقيق مستقلة” للوقوف على ملابسات قتلها، وأعلنت في بيان لاحق أن النيابة العامة الفلسطينية أمرت بفتح تحقيق رسمي بالقضية وتشريح جثة شذى وجمع الشهادات والأدلة.
وبمقتل شذى الصبّاغ، يرتفع عدد القتلى منذ بدء الاشتباكات في جنين في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2024 إلى 11، وهي اشتباكات اندلعت إثر حملة اعتقالات نفذتها قوات الأمن الفلسطينية بحق ناشطين ومسلحين في المدينة ومخيمها.
مقتل شذى أثار عاصفة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتدم الجدل على خلفية مقتلها، والاشتباكات المستمرة في جنين ومخيمها.
وكتب مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي كلمات ينعون فيها شذى، وشاركوا مقاطع فيديو لجنازتها.
وتداول ناشطون صوراً لما قالوا إنه “إضراب عام في مدينة جنين، حداداً على شذى الصباغ”.
https://twitter.com/yaseenizeddeen/status/1873290982470611331
وعقد البعض مقارنة بين مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي، ومقتل شذى الصبّاغ.
وكتب أحد المغردين أن شيرين “اغتالها جيش الاحتلال”، وشذى الصباغ “اغتالتها” ما وصفها بـ “سلطة الجواسيس” على حد تعبيره في سبيل “التعتيم على ما يحدث في مخيم جنين”.
https://twitter.com/abdgwad_ahmed/status/1873356600448262244
لكن مستخدمين آخرين تداولوا مقطعاً قالوا إنه لامرأة تُدلي بُشهادتها بشأن ملابسات مقتل شذى، ويُسمع في المقطع – المأخوذ على ما يبدو من محادثة جماعية إلكترونية – صوت امرأة تقول إن قوات الأمن الفلسطينية لم تكن في المكان الذي قتلت فيه “الصحفية” دون أن تسمّي شذى، وإن ما حدث كان اشتباكات بين المسلحين الفلسطينيين إثر خلافات بينهم.
ولم يتسنَّ لبي بي سي التأكد بشكل مستقل من صحة التسجيل، أو المعلومات الواردة فيه.
وتداول مستخدون صوراً لما قالوا إنها مسيرة ترفع رايات حركة فتح في جنين، في إشارة إلى تأييد “السلطة الفلسطينية” في المدينة.
ونشر مغرّد على منصة إكس، مقطع فيديو للمسيرة، معلقاً عليه بالقول: “مع الشرعية وضد الفلتان والخارجين عن القانون”.
https://twitter.com/_G4Z4_/status/1873343172518334948
ونشر كذلك حساب على منصة إكس تحت اسم “حركة فتح – الصفحة الرسمية”، صوراً للمسيرة، معلقاً عليها بالقول إن “عشرات الآلاف” في جنين ينتفضون “تضامناً مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية”.
https://twitter.com/fateh_pal65/status/1873319308061000060
وقارن ناشطون ما قالوا إنها انتهاكات تمارسها قوات الأمن الفلسطينية في جنين، مع ممارسات قوات أمن النظام السابق في سوريا، واصفين مقتل شذى الصباغ، بـ “جريمة قنص”.
فيما قال البعض إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “يحاول إثبات قدرته للأمريكان والإسرائيليين على السيطرة على مخيمات الضفة الغربية”.
وشارك مستخدمون مقطعاً يُسمع فيه تسجيل لشخص يقول إنه زوج شقيقة شذى، ويدلي بشهادته بشأن مقتلها، متهماً قوات الأمن الفلسطينية بالمسؤولية عنه.
ولم يتسنَّ لبي بي سي التأكد بشكل مستقل من صحة التسجيل، أو المعلومات الواردة فيه.
ونشر حساب تحت اسم “الساهرة” على منصة إكس، صورة لما قال إنها آثار دمار داخل شارع في مخيم جنين، إثر الاشتباكات المستمرة.
https://twitter.com/alsahera_ar/status/1873047354229833851
- ماذا نعرف عن مدينة جنين ومخيمها؟
- الفصائل المسلحة في الضفة الغربية – كيف تشكلت وما قوتها؟
- ماذا نعرف عن جماعة “عرين الأسود” التي تقلق إسرائيل؟
Powered by WPeMatico
Comments are closed.