الضفة الغربية: هل تنذر اشتباكات جنين بمزيد من الانقسام الفلسطيني؟
قتلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، السبت 14 من ديسمبر/كانون الأول، أحد قادة “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يزيد جعايصة، خلال اقتحامها لمخيم جنين، شمالي الضفة الغربية.
وكان القيادي في “حركة الجهاد الإسلامي” أحد المطلوبين والملاحقين من قبل الجيش الإسرائيلي. وأكد شهود عيان أن اقتحام الأجهزة الأمنية الفلسطينية تسبب في وقوع إصابات بين الفلسطينيين.
وقال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، السبت 14 من ديسمبر/كانون الأول، إن الأجهزة الأمنية، بدأت ” تنفيذ خطوات جديدة، في إطار جهودها المستمرة لحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى، في مخيم جنين”.
وأضاف رجب، في بيان صحفي، أن هدف الخطوات الجديدة هو “استعادة مخيم جنين، من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقى الخدمات العامة بحرية وأمان”.
وشدد رجب على أن الأجهزة الأمنية، ستستمر في “ملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من الخارجين على القانون وأصحاب الأجندات المشبوهة، ومن يسهلون على الاحتلال مهمته في تنفيذ مخططاته وسعيه لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، وحرمان شعبنا من نيل حريته واستقلاله”.
وأعلنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بدء عملية أمنية تحت اسم “حماية وطن” في مدينة ومخيم جنين، قائلة إنها تهدف إلى “حفظ الأمن وإعادة الاستقرار” داخل المخيم.
“انتقادات من فصائل فلسطينية”
في المقابل، نعت “حركة الجهاد الإسلامي”، في بيان 14 من ديسمبر/كانون الأول، القائد في الجماعة يزيد جعايصة، قائلة إنه “ارتقى برصاص أمن السلطة في جنين”.
وأضافت الحركة، في بيانها: “نستنكر استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وندين حالة الاستهداف المتصاعد والمتعمد لهم في جنين، التي تتماهى بشكل تام مع عدوان الاحتلال وإجرامه، دون أي اكتراث لكل النداءات بكفّ يدها عن أبناء شعبنا ومقاومينا”.
ودعت الحركة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ “موقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة في عموم الضفة الغربية، وبخاصة في جنين، والضغط الجاد عليها لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد نسيجنا الوطني واستقرارنا المجتمعي”.
وفي السياق ذاته، أعلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تضامنها التام مع “حركة الجهاد الإسلامي”.
وطالبت حماس قادة السلطة الفلسطينية، في بيان 14 من ديسمبر/كانون الأول، بـ “لجم سلوك أجهزتها والوقف الفوري والتام عن كافة هذه الاعتداءات المشينة، والإسراع بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجونها، وتصحيح بوصلتها الأخلاقية والوطنية نحو خيار الوحدة والمقاومة لردع الاحتلال وصد عدوانه”.
ويأتي مقتل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بعد أيام من التوتر شهدتها مدينة جنين، عقب مقتل شاب فلسطيني (19 عاما)، مساء الإثنين 9 من ديسمبر/كانون الأول، على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وبحسب بيان لعائلة الشاب القتيل: “أطلقت دورية لقوات الأمن النار على شابين من العائلة كانا يستقلان دراجة نارية قانونية متجهين إلى عملهما، وعندما اقتربا من الدورية في حي الجابريات خارج المخيم، ترجلا من الدراجة النارية بناء على طلب عناصر الدورية، ومن داخل مركبة الأمن أطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة، ما أدى إلى استشهاد الشاب ربحي الشلبي برصاصتين اخترقتا صدره، وإصابة الشاب حسن الشلبي بعينه”.
وبعد إنكار أولي، أقرت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، 12 من ديسمبر/كانون الأول، بمسؤوليته عن مقتل الشاب الفلسطيني ربحي الشلبي، مضيفة أنها “ملتزمة بالتعامل مع تداعيات الحادثة بما ينسجم ويتفق مع القانون، وبما يضمن العدالة واحترام الحقوق”.
“محاولة لتهدئة الأوضاع”
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع المشتعلة، توجه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، السبت 12 من ديسمبر/كانون الأول، إلى مدينة جنين.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني في كلمة له أن “مخيم جنين وباقي المخيمات رمز عزتنا وهذا عهد من السيد الرئيس ومنا جميعا، وهي رمز وطني ويجب أن نحافظ عليه، ولكن لا يجب سلب أهلنا في المخيمات سبل العيش الكريم”.
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني: “لن نقصر مع أهلنا في قطاع غزة وأهلنا في جنين وباقي محافظات الوطن، مشددا على أن “بسط الأمن والأمان جزء أساسي لتحقيق التنمية والاستقرار”.
وشدد مصطفى على “ضرورة تغليب المصلحة الوطنية ووحدتنا كشعب فلسطيني واحد ومتوحد مع قضاياه الوطنية”، محذرا من الوقوع في “مخططات الاحتلال التي تستهدف الأمن والسلم الأهليين لمجتمعنا الفلسطيني”.
واستنكر ناشطون فلسطينيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، سلوك الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واسم حملة “حماة وطن”، متسائلين عما تهدف إليه الحملة الأمنية.
وقال أحد الناشطين الفلسطينيين، على موقع (أكس)، إن “السلطة، التي لم تحرك ساكنا أمام هجمات المستوطنين والجنود الإسرائيليين على الضفة الغربية، تساهم في تجريد المخيمات من سلاحها الذي يُستخدم للدفاع عن النفس، بالتزامن مع حملة التطهير العرقي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي”.
في المقابل، دعا فلسطينيون أخرون إلى تغليب المصلحة الفلسطينية العليا، وعدم الانجرار إلى صراعات داخلية لن تخدم القضية الفلسطينية.
برأيكم،
- هل يؤدي سلوك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى زيادة الانقسام الفلسطيني؟
- ما هدف الاقتحامات التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية؟
- هل تساعد هذه الاقتحامات في حفظ الأمن كما تقول أجهزة الأمن الفلسطينية؟
- كيف ترون الانتقادات التي توجها بعض الفصائل الفلسطينية إلى سلوك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية؟
- وهل تنذر الاشتباكات بإمكانية انزلاق الأوضاع إلى اقتتال فلسطيني – فلسطيني؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 16 ديسمبر/كانون الأول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
Powered by WPeMatico
Comments are closed.