الأمم المتحدة تقول إن أكثر من 115 ألف شخص نزحوا من إدلب وحلب، وتضارب التصريحات حول السيطرة على محيط حماة

مسلح يتبع المعارضة السورية عند مدخل محافظة حماة على الطريق الدولي دمشق-حلب، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024

EPA
مسلح يتبع المعارضة السورية عند مدخل محافظة حماة على الطريق الدولي دمشق-حلب، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 115 ألف شخص نزحوا من محافظتي إدلب وحلب السوريتين، بعد الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة ضد مواقع كان يسيطر عليها النظام السوري.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة فرانس برس بعد زيارة قام بها إلى إدلب: “مر أسبوع على التصعيد في سوريا، وهناك أكثر من 115 ألف شخص نزحوا في أنحاء إدلب وشمال حلب”.

يأتي ذلك فيما أظهرت مقاطع فيديو نشرها حساب تابع للمعارضة السورية على تليغرام، زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني في قلعة مدينة حلب في شمال سوريا.

وظهر الجولاني وهو يقف على درج أمام قلعة المدينة التاريخية، ويحيي عددا من مناصريه الذين اجتمعوا حوله.

وأكد مصدر من هيئة تحرير الشام لوكالة فرانس برس أن الزيارة جرت الأربعاء، بعد أيام من سيطرة الجماعة المسلحة بالكامل على حلب، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع عام 2011.

وفي حماة قال الجيش السوري إنه تمكن من استعادة بعض المناطق من قوات المعارضة السورية، في محيط مدينة حماة إثر هجوم معاكس بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، فيما أكدت المعارضة السورية الاحتفاظ بجميع المواقع التي سيطرت عليها.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تمكن الجيش من “توسيع نطاق أمان المدينة (حماة) بنحو 20 كلم” وذلك بعد القضاء على مسلحين وتدمير آلياتهم.

وتحدثت (سانا) عن مواصلة الجيش عملياته ضد مواقع ومحاور تحركات قوات المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، ذكر أن هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة الأخرى فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة.

وتحدث المرصد عن “معارك طاحنة” مع الجيش السوري الذي شن هجوماً معاكساً بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي من الطائرات الحربية.

واستعاد الجيش قرية كفراع ومعرشحور، وأُبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة بقرابة 10 كلم، وفق رواية المرصد.

وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية حسين عبد الغني، إن “جميع المواقع التي سيطرنا عليها ما تزال تحت سيطرتنا، ولا يزال التقدم مستمراً ضمن عملية ردع العدوان”.

وقال عبد الغني إن “قوات النظام” تحاول رفع معنويات جنودها عبر بث شائعات تفيد باستعادتهم بعض المواقع في أرياف حماة.

وتحدث التلفزيون السوري عن اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي مع المعارضة منذ ساعات الصباح.

وقتل خلال العمليات منذ ليل الثلاثاء وحتى ظهر اليوم الأربعاء، 45 مقاتلاً، 22 عنصراً من هيئة تحرير الشام و5 من فصائل “الجيش الوطني” المعارضة و18 عنصراً من الجيش بينهم 5 ضباط برتب مختلفة، وفق المرصد.

وفي بيان صادر عن الجيش السوري، أُعلن فك الحصار المفروض من المعارضة على طلاب أكاديمية الأسد العسكرية في حلب، وقال البيان إن الطلاب تمكنوا من الخروج إلى بلدة الواحة في منطقة السفيرة، وجرى تطويقهم مرة أخرى من قبل قوات المعارضة.

“عبر تنسيق سوري روسي عسكري سياسي مشترك تم فك حصار تلك التنظيمات الإرهابية، وتأمين خروج طلبة الأكاديمية ووصولهم بأمان إلى مدينة حمص ليتم تقديم الرعاية اللازمة، والعلاج الطبي للمصابين والجرحى منهم”، يقول البيان.

وتشنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني هجوماً مباغتاً في شمال غرب سوريا أطلقت عليه اسم “ردع العدوان”.

وسيطرت هذه القوات على عشرات البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتواصل تقدّمها جنوباً.

قبل الهجوم المعاكس، قال المرصد إنّ “قوات ردع العدوان باتت على أبواب مدينة حماة، التي شهدت موجة نزوح كبيرة نتيجة لاحتدام المعارك في محيط المدينة”.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المعارك المتجددة أدت الى نزوح نحو 50 ألف شخص في منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال.

وتعرضت المدينة إلى “قصف صاروخي من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها”، وفق المرصد.

تعزيزات وقتال عنيف

مقاتل من المعارضة يسير بالقرب من مركبة عسكرية في منغ، شمال حلب، سوريا، 2 ديسمبر/كانون الأول 2024

Reuters
مقاتل من المعارضة يسير بالقرب من مركبة عسكرية في منغ، شمال حلب، سوريا، 2 ديسمبر/كانون الأول 2024

نقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن “تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدي لأي محاولة هجوم قد تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة”.

وقالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتالاً عنيفاً اندلع للسيطرة على جبل زين العابدين، وهو تل يقع على بعد خمسة كيلومترات شمال شرقي حماة ويطل على طريق رئيسي يؤدي إلى المدينة.

وقال أبو القعقاع، أحد قادة قوات المعارضة في المنطقة إنهم “أجبروا على التراجع تحت قصف جوي عنيف من العدو”. وأشار مصدر آخر من قوات المعارضة إلى الفشل في السيطرة على جبل زين العابدين باعتباره انتكاسة للتقدم الذي أحرزته المعارضة نحو حماة، وفق وكالة رويترز.

وقال وسيم، 36 عاما، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، لوكالة فرانس برس “الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح”.

وأضاف “بالنسبة لي سأبقى في منزلي لأنه ليس هناك مكان آخر أنزح إليه. تعبنا من هذه الحالة ونحن على أعصابنا منذ أربعة أيام”.

وقالت مصادر من المعارضة والجيش لرويترز، إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران ساعدت في تعزيز خطوط المواجهة للقوات الحكومية في حماة حيث أعادت وحدات الجيش تنظيم صفوفها بعد خسارتها حلب.

وذكر سكان أن مقاتلين عراقيين مدعومين من إيران دخلوا إلى سوريا دعماً للرئيس بشار لأسد الذي بدأت حكومته حملة جديدة للتجنيد من خلال إقامة نقاط تفتيش في دمشق وشرق دير الزور لتسجيل الشباب للانضمام إلى الجيش.

ضربة أمريكية

مبنى البنتاغون في الولايات المتحدة، في 3 مارس/آذار 2022

Reuters
مبنى البنتاغون في الولايات المتحدة، في 3 مارس/آذار 2022

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، تنفيذ ضربة استهدفت أنظمة أسلحة في شرق سوريا.

وقالت الوزارة الأمريكية إن الضربة لا علاقة لها بالتقدم الحالي الذي تحرزه المعارضة في البلاد.

وذكر المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال بات رايدر أن الجيش الأمريكي ضرب الثلاثاء أنظمة أسلحة وتشمل ثلاث منصات إطلاق صواريخ متحركة ودبابة من طراز تي-64 بعد إطلاق قذائف باتجاه القوات الأمريكية في موقع الفرات للدعم العسكري.

ويوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، يركزون على مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

اشتباك روسي- أمريكي في الأمم المتحدة

نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة أناتولي أنتونوف يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024

Reuters
نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة أناتولي أنتونوف يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم “جماعات إرهابية”.

ورأت زاخاروفا أن التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة السورية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكنا دون دعم وتحريض من الخارج، مضيفةً أن “قوات المعارضة السورية حصلت على طائرات مسيرة وتدريب من الخارج”.

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في اجتماع لحلف شمال الأطلسي الأربعاء إن التقدم الذي حققته قوات هيئة تحرير الشام في سوريا في الآونة الأخيرة يظهر أن داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، وهما روسيا وإيران، مشتتان.

وأضاف بلينكن أن رفض الأسد المشاركة بأي شكل ملموس في عملية لحل الأزمة السياسية في البلاد هو أيضاً ما فتح المجال لهجوم هيئة تحرير الشام.

واشتبكت روسيا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة، واتهمت كل منهما الأخرى بدعم “الإرهاب” خلال اجتماع لمجلس الأمن انعقد بسبب التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا.

ودعا روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد في القتال في سوريا وحماية المدنيين. كما عبّر عن قلقه من أن الهجوم تقوده هيئة تحرير الشام.

واتهم وود الجيش السوري وروسيا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلاً إن “حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس”.

وفي تصريحات موجهة إلى وود، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا “ليس لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة”.

ورد وود متهماً نيبينزيا بأنه “ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية” لأن موسكو “تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف “الولايات المتحدة حاربت آفة الإرهاب على مدى عقود وستواصل فعل ذلك”.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.