“إيجابية لبنانية” بشأن إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار

دمار في لبنان بعد قصف إسرائيلي

EPA

بالتوازي مع تصعيد عسكري على الأرض، أُشيعت أجواء إيجابية في لبنان بشأن مقترح لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، كانت السفيرة الأمريكية في بيروت قد سلّمته لرئيس مجلس النواب نبيه بري في نهاية الأسبوع الماضي.

وفي الوقت الذي لم يخرج أي تصريح رسمي من الأطراف الأساسية المعنية بالمفاوضات وهي بري نفسه، ورئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحزب الله، تولّى صحفيون إشاعة تلك الأجواء الإيجابية.

ثم جاء تصريح وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم، يوم الإثنين، ليضفي مزيدا من التفاؤل. فقد أعلن بعد لقائه بري أن الأخير سيبلغ الموفد الأمريكي آموس هوكستين موقف لبنان “الإيجابي”.

ومن المتوقع أن يزور هوكستين بيروت يوم الثلاثاء في مسعى جديد لتسهيل توصل لبنان وإسرائيل إلى وقف لإطلاق النار بعد فشل كل مساعيه السابقة.

ولكن هوكستين قد يعود هذه المرة معززا بتفويض مزدوج، من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ومن الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون ورئيس مجلس النواب نبيه بري

مجلس النواب اللبناني

لكن إلى أي مدى يُمكن البناء على هذه الأجواء الإيجابية؟

يرتبط الموضوع بشكل رئيسي بأمرين أساسيين: الأول هو بنود الاتفاق نفسه ومدى توافقها مع مصلحة الطرفين واستعدادهما للموافقة عليها، والثاني هو الاستعداد الإسرائيلي لإنهاء الحرب.

في النقطة الأولى، يتم الحديث عن 13 أو 14 بندا، منها ما هو بحُكم المضمون والمحسوم كانتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

لكن لم تتكشف أي تفاصيل بشأن النقاط الخلافية الأساسية، ومن بينها ما يُحكى عن مطالبة إسرائيل بأن يكون لها حق التدخل العسكري في لبنان حين ترى أن ذلك مناسب، وما يتعلق بالجهة المسؤولة عن ضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.

ويتمسك لبنان بحلّ مبني على القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي وضع حدا لحرب يوليو/تموز 2006.

ويصرّ كل من بري وميقاتي على ألا يتم إدخال أي تعديلات أو إضافات على هذا القرار، الذي ينص على حصر الوجود المسلح في جنوبي نهر الليطاني، بالجيش اللبناني، وتعزيز انتشاره.

إلا أن هوكستين كان واضحا في زيارته الأخيرة لبيروت، عندما قال إن المشكلة ليست في القرار، ولكن في آلية تطبيقه، وهي عبارة يُمكن أن تُفسّر باتجاهات عدة، وقد تحمل معانيَ متشعبة.

كما أن هذا الكلام من جانب المبعوث الأمريكي، يطرح مسألة صلاحيات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبي لبنان، وما سُرّب عن مطالبات إسرائيلية بإنشاء لجان جديدة للإشراف على تطبيق القرار الأممي.

أما في ما يتعلق بالاستعداد الإسرائيلي لإنهاء الحرب، فهناك تشكيك في لبنان، في النوايا الإسرائيلية، على خلفية ما حدث مع الجهود المشابهة التي بُذلت سابقا، لإنهاء الحرب.

وقد يكون أهم تلك المساعي، هو الإعلان المشترك الذي صدر عن عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا بجانب الاتحاد الأوروبي، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، والذي دعا لوقف إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل لمدة 21 يوما.

وبحسب وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، وافق الأمين العام لحزب الله وقتذاك السيد حسن نصر الله على هذا الإعلان، وأُبلغ لبنان أيضا بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عليه، وذلك قبل أن تغتال إسرائيل نصرالله في اليوم التالي، من خلال غارة عنيفة للغاية استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي انتظار ما سينجم عن زيارة هوكستين المرتقبة، التي قد تعقبها زيارة إلى إسرائيل، يتعامل اللبنانيون مع التقارير المتواترة عن وقف محتمل أو مأمول لإطلاق النار بحذر شديد، ودون إفراط في التفاؤل.

فقد علّمتهم التجارب أن هكذا مواضيع لا تنضج إلا عندما تصل إلى خواتيمها. في الأثناء، الغارات مستمرة والاغتيالات مستمرة والاستهدافات مستمرة.

Cedar News

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.